المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january01.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن.

إنّ كلمة "يسوع" تعني بالعبريّة "يِشوع" أي " الله يُخَلِّص"، وهو اسم كان يشير إلى رسالة معيّنة بالنسبة إلى الأنبياء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/فيديو ونص: كذب المنجمون ولو صدقوا…هل حل الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/فيديو ونص: حدا يخبر المعرابي المتذاكي والموهوم بأن حزب الله يحتل لبنان وبأن الأكثرية الحاكمة بيد هذا الحزب وهي تنفذ ولا تقرر

الياس بجاني/طوال مقابلة ال ساعات من محطة الميادين مع سيد أمونيوم كان يرشح من خلالها كابتكون وليس أي شيء آخر/مع نص المقابلة باللغتين العربية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وثائقي باللغة الإنكليزية لأمين اسكندر يحكي فيه تاريخ جريمة مجاعة جبل لبنان التي قام بها العثماني المجرم ومات بنتيجتها ثلث سكان الجبل اللبناني وتعرف باسم كافنو..مهمة جداً..رجاء توزيعها

اعرض الحقائق/الأب سيمون عساف

كورونا لبنان في رقم قياسي: 3507 إصابات 

الملف الحكومي.. بين الإستحقاق الأميركي والانتظار الفارغ!

هل يبادر الحريري الى الاعتذار؟

السفيرة الفرنسية في رسالة تهنئة لمناسبة العام الجديد: لحكومة جاهزة للعمل من دون المزيد من الانتظار من خلال تجاوز المصالح الخاصة والحزبية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 31/12/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 31 كانون الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

توم حرب للنهار: أن "العام 2020 هو عام العقوبات الأميركية على المسؤولين اللبنانيين المتعاونين مع حزب الله/فرج عبجي/النهار/31 كانون الأول/2020

ابراهيم على خط مبادرة الراعي... وعون يوفد جريصاتي إلى بكركي/تشكيلة الـ 18 "طارت": "حزب الله" يريدها عشرينية!

رسائل اعتراضية على تحميل دياب الأجهزة الأمنية مسؤولية انفجار المرفأ

خيبة “بيّ الكلّ الفرنسي” من إفشال مبادرته.. وإيران تُزاحم واشنطن/وليد شقير/نداء الوطن

حزب الله يتلطى خلف عون لتأخير تشكيل حكومة الحريري/محمد شقير/الشرق الأوسط

البطريرك الراعي {لن يستسلم} أمام محاصرة مبادرته {الإنقاذية} ويحاول دفع عون والحريري إلى الإسراع في تشكيل الحكومة/محمد شقير/الشرق الأوسط

مودعون يسحبون أموالهم من مؤسسة تابعة لـ«حزب الله» في لبنان

عون يأمل في عدم تأخير الحكومة... ومستشاره يتحدث عن «عقبات قابلة للحلّ»

فرنسا تطالب المسؤولين اللبنانيين بـ«تجاوز المصالح» وتأليف الحكومة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

فاوتشي يتوقع السيطرة على جائحة كورونا في خريف 2021

50 غارة إسرائيلية داخل سوريا خلال عام

صورة سليماني تشعل الغضب في العراق وفلسطين

روحاني: اغتيال سليماني أحد أكبر جرائم ترامب التي لا تغتفر

قادة ميليشيات موالية لإيران غادروا العراق سراً خوفاً من ضربة أميركية

حلفاء إيران يتحركون لعرقلة عقد بناء «ميناء الفاو الكبير»غداة اتفاق بغداد مع شركة «دايو» الكورية لتنفيذه

الرئيس العراقي يقر بفشل منظومة الحكم منذ 2003 ودعا إلى عقد سياسي جديد والابتعاد عن سياسة المحاور عشية الذكرى الأولى لحادثة المطار

تحسبا لهجمات في رأس السنة.. تركيا تعتقل أشخاصا يشتبه بارتباطهم بـ”داعش”

أردوغان يحذر القوات الأرمنية في قره باغ

تراشق مصري ـ إثيوبي يعمق «نزاع السد»/القاهرة اتهمت أديس أبابا بـ«التدخل السافر» في شؤونها

الجيش المصري يعلن انضمام الفرقاطة الإيطالية «الجلالة» إلى القوات البحرية)

السودان يعلن استعادة كامل أراضيه الحدودية من إثيوبيا

الحكومة اليمنية تتجاوز صدمة التفجير وتعقد أولى اجتماعاتها في عدن/دعت إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية... ورئيس الوزراء يتوعد الفاسدين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى المزبلة بمثل هؤلاء الجُهّال/المخرج يوسف ي. الخوري

جمهورية الطائف او الفصل الاخير في تفكيك اوصال الجمهورية المتداعية/شارل الياس شرتوني

رَجلُ العام وبطريركُ الحِياد/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

لم يبقَ في بيوتها أطباق تكسرها ليلة رأس السنة..بيروت والحبّ والله والعدالة في 2021/نوال نصر/نداء الوطن

طلاب الجامعات الخاصة في مواجهة التسليع التربوي والتعليمي/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

مفاوضات الترسيم في الـ 2020: لبنان يتمسّك بحقه وإسرائيل توارب/غادة حلاوي/نداء الوطن

الرئيس غير المنتظر...عون وعهد الأجنحة المتكسّرة/نجم الهاشم/نداء الوطن

الوطن في خطر... والثورة أيضاً/محمد علي مقلد/نداء الوطن

النفاق... ملح ساسة لبنان/النهار العربي/د.مكرم رباح

عام الشؤوم والظلامية والسوق السوداء.عام/سيزار معوض/اللبنانية

المشكلة اللبنانية وحلولها العجائبية!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

نصر الله للأصوليين: يمكننا تنظيم الخلاف/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

إنه عام جديد... تُرى هل يكون أفضل أم أقل سوءاً؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل علينا أن نتعاطف مع حسن نصرالله؟/أحمد الأيوبي/أساس ميديا

عام يستحق النسيان/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

المصالحة الخليجية: ترف لا ضرورة!/النهار العربي/محمد قواص

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون وقع مرسوم التمديد للتعبئة

الرئيس عون وقع مراسيم ترقية الضباط في الاسلاك العسكرية باستثناء الترقية من رتبة عقيد الى عميد لعدم ارسال مرسوم ترقية ضباط الجيش لهذه الرتبة

الرئيس عون عرض مع عبدالصمد شؤونا اعلامية وترأس اجتماع الوفد المفاوض والتقى رحمة: لمواجهة التحديات بإرادة وتصميم والتزام الوقاية من كورونا

وزارة الخارجية دانت تفجيرات عدن

جريصاتي من بكركي:البطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان وقال انا والرئيس متفقان على موضوع عمل المؤسسات وانشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح

جعجع: انتظار حكومة انقاذ في ظل الأكثرية الحاكمة كمن ينتظر مراع خضر وسط صحراء قاحلة

الراعي افتتح السنة القضائية: على القاضي أن يتصف بالمعرفة والمنطق والحكم السليم ويطالع اجتهادات محكمة الروتا الرومانية والمحاكم المدنية

السنيورة: يد خفية كانت تشرف على نترات المرفأ وحزب الله لا يريد حكومة للاستمرار بالإمساك بالورقة اللبنانية في مفاوضات ايران واميركا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن.

إنّ كلمة "يسوع" تعني بالعبريّة "يِشوع" أي " الله يُخَلِّص"، وهو اسم كان يشير إلى رسالة معيّنة بالنسبة إلى الأنبياء

لوقا02/من21حتى40: ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن. ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب 23 كما هو مكتوب في ناموس الرب: ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام. وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. فاتى بالروح الى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس  اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: «الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام  لان عيني قد ابصرتا خلاصك  الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل».  وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. وانت ايضا يجوز في نفسك سيف لتعلن افكار من قلوب كثيرة». وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير وهي متقدمة في ايام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهي ارملة نحو اربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم. ولما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة. وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/81876/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af/

كم سيكون الأمر صحياً ومفيداً ومثمراً ومريحاً وفرحاً لو أن كل فرد منا حاول أن يستقبل هذا العام الجديد، 2020 وهو متصالحاً مع نفسه، ومع كل الآخرين، وتحديداً مع أولئك الأحباء على قلبه، أكانوا أهلاً أو أقرباء، أو أصحاباً.

كل أولئك الذين كان خلال العام المنتهي بينه وبينهم خصاما أو عداءً، أو انقطاع تواصل لأي سبب كان.

وبنفس الوقت كم سيكون الأمر صحياً ومريحاً لكل واحد منا إن كان فعلاً هو على استعداد تام وبفرح وعن قناعة للترحيب بالعام الجديد بضمير مرتاح دون تأنيب للذات على ما قد يكون قد اقترفه من ذنوب وأخطاء وخطايا عن عمد أو دون قصد.

كم سيكون الشعور الذاتي والداخلي بالرضا ونحن ندخل أول أيام العام الجديد دون أحمال ثقيلة ومقلقة قد تكون تراكمت في دواخلنا وفي عقولنا طوال العام المنصرم من مثل العداوة والكراهية والحقد والضغائن والغيرة.

ولأن حياتنا على هذه الأرض الفانية هي قصيرة جداً.

ولأن الله، أبانا السماوي قد وهبنا نعمة الحياة كوديعة مؤقتة وقد يستردها في أي لحظة، علينا بإيمان وفرح وعن قناعة تامة أن نرمي خلفنا ونحن نستقبل العام الجديد كل المصاعب والآلام وخيبات الأمل التي واجهتنا في السنة المنصرمة.

علينا أن نفعل ذلك دون أي حزن أو ندم أو ملامة وتحميل مسؤوليات لأي أحد، وندخل بسعادة وأمل ورجاء عام 2020 الجديد بصفحة بيضاء ونقية من حياتنا وخالية تماماً من غير الأمل والرجاء والاتكال على الله وعلى محبته لنا.

من المؤكد بأن كل شخص حكيم ومؤمن سيسعى لدخول العام الجديد وهو حاملاً زوادته الإيمانية وهي ممتلئة بالحب وبكل قيم ونّعم وعطايا التسامح والإيمان وبأيدي ممدودة وقلوب نقية وثقة بالنفس.

عام جديد ومبارك على الجميع

ملاحظة: اضغط هنا لقراءة المقالة التي في أعلى باللغة الإنكليزية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: كذب المنجمون ولو صدقوا…هل حل الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2021

#كذب_المنجمون_ولو_صدقوا

*ميشال حايك دجال ورجل مخابراتي مميز. الله وحده يعرف المستقبل. ال أم تي في شريك لهذا الدجال في تشويه قيم الإيمان. هذا عهر وكفر

http://eliasbejjaninews.com/archives/70666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

 “لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك”. (سفر التثنية من العهد القديم 18/09-14).

مما لا شك فيه أن بعض أصحاب الإذاعات والتلفزيونات في لبنان لا يخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير لأنهم بوقاحة يروجون للكفر وللخزعبلات والأكاذيب عبر برامج قمة في الإنحطاط الإيماني يدعي أصحابها أنهم يعرفون المستقبل فيما هم حقيقة جماعة من النصابين والمنافقين المحترفين، كما أن بعضهم مرتبط بمجوعات مخابراتية إقليمية ومحلية تسوّق من خلال أضاليلهم لمؤامرات مختلفة. من هنا فإنه فعلاً معيب ومحزن ومقزز ومخيف وهدام الحال الهرطقي بامتياز الذي غرقت في أوحاله وتجاربه بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية من تلفزيونات وإذاعات.

نسأل القيمين على الوسائل الإعلامية هذه التي تسوّق لخزعبلات وأكاذيب وتفاهات مهرطقين يمتهنون أعمال السحر والتنجيم وقراءة الأبراج والنبوءات، نسأل هل يخافون الله ويؤمنون بالكتب المقدسة ويعرفون مصير من يمارس أعمال مثل أعمالهم التي تحرّمها كل الكتب السماوية المسيحية واليهودية والإسلامية؟

ونسأل المرجعيات الدينية اللبنانية كافة لماذا لا يقاضون كل وسيلة إعلامية تسوّق للكفر والأبلسة من خلال برامج التوقعات والنبوءات ومعرفة الغيب التي تستخف بكل الشرائع السماوية وتكفر بها؟

ونسأل النواب والوزراء وكل المسؤولين في الدولة لماذا لا يتحركون ويصدرون القوانين التي تمنع هذه الهرطقات التي تكفرها وتحرمها كل الأديان السماوية؟

فمن يتابع من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الهرطقات التي تروج لها معظم وسائل الإعلام اللبنانية في مجال النبوءات للسنة الجديدة لا بد وأنه سوف يستذكر بحزن وقرف وغضب حقبة سادوم وعامورة وزمن نوح وعنتريات واستكبار نمرود.

ترى هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

ألا يعي رجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمهرطقين جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعرف المستقبل وهو جل جلاله لم يعطِ هذه النعمة حتى للرسل والأنبياء؟

تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تؤمن بالإله الواحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسيه وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل من يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها.

في الإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، “كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟

في المسيحية واليهودية وطبقاً للكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد فإن الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة.

في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.

يبقى إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال تحت مسمى نبوءات هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه ولا حتى الأنبياء والرسول.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود، كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.

نختم بما جاء في سفر اللاّويّين من العهد القديم 20/27: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: حدا يخبر المعرابي المتذاكي والموهوم بأن حزب الله يحتل لبنان وبأن الأكثرية الحاكمة بيد هذا الحزب وهي تنفذ ولا تقرر

29 كانون الأول/2020

تغريدة سمير جعجع لليوم: “أسبوع على اغتيال جو بجاني في وضح النهار وأمام كاميرات المراقبة ولا شيء حتى الآن…انفجار المرفأ لا شيء؛ اغتيال العقيد منير أبو رجيلي لا شيء؛ اغتيال بجاني لا شيء؛لا شيء يرجى من الأكثرية الحاكمة، والحل الوحيد لأزمات لبنان المتعددة: انتخابات نيابية مبكرة تطيح بالأكثرية الحاكمة“…

http://eliasbejjaninews.com/archives/94399/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%ad%d8%af%d8%a7-%d9%8a%d8%ae%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8/

مشكلة سمير جعجع الأبدية والمزمنة وربما المعشعشة في جيناته هي تذاكيه وباطنيته واعتقاده المرّضي بأن الناس اغبياء وجهلة ويرون في شخصه طوباوياً وقديساً لا يخطئ.. ولهذا هو لا يعترف أبداً بأخطائه وخطاياه.. ربما هذا المفهوم الموروب  والمرّضي عند هذا الرجل ينطبق على حال بعض مؤيديه من الزلم والهوبرجية… ولكنه مكشوف أمام اللبنانيين السياديين وأصحاب الرأي الحر.

في تغريدته اليوم التي هي في أعلى اعتبر هذا المعرابي المتذاكي والمتشاطر والباطني بأن مشكلة المشاكل في لبنان راهناً هي الأكثرية الحاكمة وبأن الحل الوحيد وربما السحري والعجائبي برأيه العبقري يكمن في انتخابات مبكرة تطيح بهذه الأكثرية.

غريب وعجيب هذا الرجل فهو عن عمد وبخبث تناسى ويتناسى دائماً بأن المشكلة هي احتلال حزب الله، كما أنه تعامى ويتعامى عن حقيقة يعرفها جيداً وهي أن عون وصهره وكل الباقين من الطقم السياسي من كبيرهم حتى صغيرهم هم مجرد أدوات بيد الحزب اللاهي ينفذون ولا يقررون وليس لهم أي وزن أو فاعلية في كل ما يجري في لبنان منذ الصفقة الخطيئة التي كان هو بطلها مع الحريري وجنبلاط والتي سلمت البلد للحزب واعطته أكثرية نيابية وقانون انتخابي غب طلبه ورئيس جمهورية بأمرته ومجالس وزراء تابعين له.

المعرابي وجنبلاط والحريري هم من خانوا ثورة الأرز وفرطوا 14 آذار وداكشوا الكراسي بالسيادة كل على طريقته وغب مصالحه السلطوية والزعامتية من حربائية واسخريوتية وأطماع وأوهام ومصالح ومنافع شخصية وحربقات وطروادية واحتيال.

سمير جعجع بعقله المريض والموروب سياسياً ووطنياً وسيادياً يعيش في حالة انكار DENIAL دائمة وهو لا يزال يتوهم بامكانية انتخابه رئيساً للجمهورية وبرضى ومباركة حزب الله، ولهذا يبعده عن المشكل الأساس الذي هو الإحتلال ولا يأتي على ذكره إلا نادراً ودائماً تلميحاً وباسلوب تملقي وذمي.

كان عند جعجع 7 أو 8 نواب ومن ثم أصبحوا 15 فماذا حقق..لا شيء وكل يوم عم “يبلن ويشرب زومهم”

ولنفترض أن المجلس النيابي استقال واستقال أو أقيل عون وتم نفي جبران وجرب انتخابات غداً بظل احتلال حزب الله وفاز المعرابي وشركة حزبه ب 128 نائباً فماذا يمكن أن يحقق من خلالهم؟ .. بالطبع لا شي وراح كمان يبلن ويشرب زومهم.

ولنغوص في الإفتراضات ونزيد ونفترض أن حزب الله وال 128 نائباً انتخبوا جعجع رئيساً للجمهورية فماذا يمكنه أن يفعل بظل احتلال حزب الله غير ما يفعله عون؟ بالطبع وع الأكيد الأكيد لا شيء بالمرة!!!

مطلوب حدا يفهم هذا المخلوق الحالم بكرسي بعبدا وبأي ثمن وكيف ما كان، بأن مشكلة لبنان هي حزب الله واحتلاله والحل هو في المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية للخلاص من الإحتلال وبعدها يصبح لأي انتخابات مفعول وقيمة.

شخصياً، اعتقد بأن جعجع هو أخطر سياسي في لبنان لأنه يعيش وهم كرسي بعبدا وغارق في بحر من الإنكار ولا يرى غير الكرسي.. وبالتالي فإن عون ورغم كل جحوده وشروده وطرواديته وتبعيته المهينة لحزب الله هو مليون مرة افضل من هذا الرجل المنسلخ كلياً عن واقع الحال الإحتلالي والغرق في أوهام لا تعد ولا تحصى.

في نفس السياق كتب اليوم أحمد سويسي على صفحتة الفايسبوكية معلقاً على تغريدة جعجع يقول:

“حدا يشرح لجعجع إنو بالسياسة كل أزمة بتضرب النظام بتهزو، وإنو استقالة رئيس الجمهورية هي زلزال ومنها ازمة عادية!

مش صحيح إنو إذا استقال تاني يوم بيجتمع المجلس وبينتخب اسؤ منو للأسباب التالية:

-1 أسؤ منو ما في،

-2 إذا كان بيعتقد إنو مجلس النواب حينتخب الأسؤ، يللي هو جبران، فهو عم ينسى إنو بري وجنبلاط وآخرين ما ممكن يقبلوا بجبران، ولازم يتذكر جعجع إنو لولاه ولولا الحريري ما كان عون قاعد ببعبدا اليوم! ولازم يتذكر كمان إنو بري ما صوّت لعون ولا عمل اتفاقية معو!

3- لازم يعرف جعجع إنو تحديد إنتخابات نيابية مبكرة هي بإيد مجلس النواب، فكيف هالمجلس يللي “ممكن ينتخب أسؤ من عون” حيقبل يحل حالو منشان القوات تربح الإنتخابات في المناطق المسيحية ويخسروا العونية؟!!!

ياحكيم، القصة بدها حكمة، واستقالة رئيس الجمهورية هي يللي حتفتح الطريق لانهيار التوازنات داخل المنظومة الحاكمة وهذا حينعكس عالإنتخابات يللي حتصير بعدين، سواء جرت انتخابات مبكرة او في موعدها”

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وثائقي باللغة الإنكليزية لأمين اسكندر يحكي فيه تاريخ جريمة مجاعة جبل لبنان التي قام بها العثماني المجرم ومات بنتيجتها ثلث سكان الجبل اللبناني وتعرف باسم كافنو..مهمة جداً..رجاء توزيعها

100 years ago, the Mount Lebanon Genocide, called Kafno : the Famine. Because it was never treated in our history books, it is repeating itself today.

In Lebanon Identity : Épisode 20 : On TV

ܛܘܪ ܠܒܢܢ ♱ ܚܘܝܕܐ ܣܘܪܝܝܐ ܡܪܘܢܝܐ

Tur Levnon / History Department

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2177563939043654&id=264083743725026&sfnsn=mo

https://www.facebook.com/NourAlSharqTv/posts/2177563939043654

 

اعرض الحقائق

الأب سيمون عساف/31 كانون الأول/2010

صوت امرأة تستنجد بالأم العذراء عند وقوع حادث اليم او حلول مصيبة موجعة او انفجار كارثة مروِّع، لَهْوَ ابلغ من محطات التلفزة ومن اصوت الإعلاميين وعناوين الجرائد وبيانات الرسميين. انه عنوان عريض لا حاشية في ذيل مقال او خبر.

في مشرق ازدحم بديانات الأنبياء والمرسلين، نلحظ العار والعيب يتناتشان إنسانه كالذئاب الكواسر على حُكم رخيص ورفضية متخلفة. مَن تُراه يصدق ان هذه الشعوب وهي سليلة حضارات تتناحر فيما بينها؟

 ان ابسط ما يفرضه عليها الإرث الثقافي، ان تتعالى عن توافه الأرض وترتقي الى مستويات الآلهة، وان تحيا بسمو عمراني وازدهار مدني في مجتمع يجمع اكثر من ان يفرق في المعارف والفنون والمميزات؟

لذلك نرى الغرابة في عدم تناغم عناصر اوركستراها لإخراج سمفونية مذهلة، عَجَباً عُجَابا!

هذا النشاز المُثِيرُ الاشْمِئْزَاز يجر الى تقويض العروش ودحرجتها الى المهاوي.

 لماذا لا ينسجم اغلب ابناء الرقعة الجغرافية الواحدة؟

اليس لأن التمسك بالعقلية البائدة والانغلاق على انفتاح الإنسان المطلق، مشكلة عويصة لا تنحلّ الا بتكثيف منطق العلم والدليل وروحانية المبشرين بالرسالة الصادقة الحقة. استحضر قول ابي العلاء المعري:

في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والــــمسيحُ

هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يــــــــــــصيحُ

كلٌ يعظِّم دينه يا ليت شعري ما الصحيحُ

اجيب بكل بساطة، ان كل مذهب وكل دين لا يستند على الظهورات والأعاجيب هو وهم وخرافة وهراء.

 لا داعي لزخرفة الكلام والسفسطة والجدل. وحده الاطلاع على الحقيقة الصرفة وإعلاء شانها والمناداة بها هو الدرب السويّ!

 في اي عصر نحن وما زال إنسان القرن الواحد والعشرين يفكر بذهنيات العصور القديمة البالية.

اليس الأمر مهين ان يظهر مُلتحون يتحدثُّون عن سلوك او اعمال او اقوال  زعيم سيرته عاطلة؟

 ان الكتبُ تزخر بالأدلة والشهود على ذلك لا نبتكر من عندياتنا شيئا ولا نفتري معاذ الله!

لكن التعصب الأعمى والجهل المطبق والغباء المغفَّل مرفوض، والحماس لفرض الغلط مسيء جاعلين من الأفعى ملاكا ومن الشيطان نبيا.

نريد برهانا عمليا دليلا حسيا مقنعا لا محاولات تحايل على الواقع لخداع اصحاب العقول الضعيفة.

ما من متجذِّر باللاهوت والفقه، ومؤمن بقدسيات دمغها اليقين والتاريخ، يمكنه تبديل ترْكَة مباركة للانخراط في ضلالات الزاعمين انهم على صواب.

لنضع على بساط البحث الموضوعي والمجرد عن كل غاية جميع الاسانيد المتوفرة.

في حال كنا نفتّش بتفكير مستعد منفتح عن الحقائق الخالدة، بامكاننا التلاقي والتحاور والسجال، اما اذا كانت هناك خلفية متزمتة قاصدة التشبث مسبقا بفرض معتقدها المعيب، فلا انسجام ممكن ولا حوار مقيم.

هذا هو سبب التفكك والتوعك والخلاف في ابناء شعوب الشرق. اجل وحدها الحقيقة الدامغة المفحمة تستميلنا لا الشبهات، وما الْتبس أَمرُه وهو يتأرجح بين الحلال والحرام، والحقٌّ والباطل. 

على القائد او الزعيم او الرائد او النبي او الرسول ان يتحلى بصفات اولية منها الطهر والتقشف والعفاف والترفُّع عن الدنيويات، هذه من الفضائل افضلها، وفي حال انعدامها فالحديث عن الشخصية خرافة وخطأ يا ام عمرو.

لن يقنعنا احد ان حامل رسالة جاء للشعوب والأمم وهو غير نظيف خلقيا ومسلكيا، يستطيع ان يكون غير لص  ودجال.

عذرا لا اختلق ولا اخترع انما اعرض الحقائق على المستنيرين.

 

كورونا لبنان في رقم قياسي: 3507 إصابات 

وكالات/31 كانون الأول/2020

سجّل عدّاد كورونا في لبنان رقماً قياسياً، حيث أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 3507 إصابات و12 حالة وفاة.

 

الملف الحكومي.. بين الإستحقاق الأميركي والانتظار الفارغ!

الجمهورية/31 كانون الأول/2020

جَزمت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الجانب الأساس من تعطيل التأليف هو ربط الحكومة بالاستحقاق الاميركي وانتقال السلطة من الادارة الاميركية الحالية الى الادارة الجديدة في الـ20 من الشهر الجاري، وهو في رأي المصادر انتظار فارغ لأنّ الاميركيين غير عابئين أصلاً بلبنان. وبالتالي، لا مكان له في أجندة الادارة الاميركية، أقلّه في المدى المنظور، والتي حدّد الرئيس الاميركي المنتخب أولويّات إدارته، بالعمل على إعادة لملمة آثار إدارة دونالد ترامب، والعمل الفوري على تحدّي وباء كورونا، وعلى ما سمّاها استعادة أميركا لدورها الريادي العالمي، وإعادة الوحدة الاميركية بعد الفرز الذي قال بايدن انّ سياسات ترامب قد أحدثتها، إضافة الى الملفين الصيني والروسي، ومعالجة الكارثة الانسانية على الحدود الجنوبية مع المكسيك، ومعالجة ملفات اللجوء وللاجئين الى أميركا. ولم يُشر الى لبنان لا من قريب أو من بعيد. وأكدت المصادر انّ انتظار إدارة بايدن ما هو سوى تضييع للوقت، ناجِم عن قراءات قاصِرة للمشهد الاميركي وموقع لبنان فيه. وعلى اللبنانيين، أمام هذا الواقع، أن يدركوا أن لا أحد يُقيم وزناً للبنان أو يحسب له حساباً، وهذا يُحَتّم نزول المراهنين على متغيّرات، مع تَسلّم الادارة الاميركية الجديدة، الى أرض الواقع، و”تَقليع” شوك تعطيل الحكومة من أيديهم، لعلهم بذلك يتمكنون من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في بلد صارَ في قعر الهاوية.

 

هل يبادر الحريري الى الاعتذار؟

 الجمهورية/31 كانون الأول/2020

سَخرت مصادر قريبة من الرئيس المكلف ممّا يُشاع عن انّه قد يُبادِر، وسط انسداد أفق التأليف حالياً، الى الاعتذار. وقالت لصحيفة “الجمهورية”: “كلّ ما يُشاع معروف مصدره، والغرف التي تبثّه، والرئيس المكلّف لا يلتفت الى هذه الشائعات، ولا يقف عندها لأنها بلا أي معنى. وبالتالي، هو أكد التزامه الكلّي بالمبادرة الفرنسية ومندرجاتها الانقاذية والاصلاحية، وهو على التزامه، وصولاً الى تشكيل حكومة تُنقذ لبنان وتعيد إعمار بيروت، وعلى هذا الأساس سيتابع مهمّته”.

 

السفيرة الفرنسية في رسالة تهنئة لمناسبة العام الجديد: لحكومة جاهزة للعمل من دون المزيد من الانتظار من خلال تجاوز المصالح الخاصة والحزبية

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

وجهت السفيرة الفرنسية آن غريو رسالة تهنئة بمناسبة السنة الجديدة 2020، جاء فيها:"أعزائي أصدقائي اللبنانيين، أعزائي الفرنسيين القاطنين في لبنان، قبل ثلاثة أشهر، استقبلتموني في بلدكم، وفتحتم أمامي أبوابكم بحرارة على الرغم من الجو المفجع للجميع الذي كان يسود في البلد من جراء الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، وكذلك فعلتم بعدها أينما ذهبت. شاركتموني أوجاعكم وحيرتكم وتعبكم، لكن أيضا آمالكم. بالفعل، على اختلاف أوضاعكم وتوجهاتكم ومعتقداتكم، سمعت منكم جميعا رغبتكم في العيش معا بكرامة وبروح الأخوة. سمعت منكم جميعا تطلعكم إلى تأمين تعليم عالي الجودة لأولادكم والرعاية الصحية لذويكم. سمعت منكم جميعا طوقكم إلى اختيار مصيركم، وإلى تسخير كل مواهبكم الفردية المذهلة وإبداعكم وطاقاتكم في خدمة مشروع مشترك في سبيل لبنان متصالح يعم فيه السلام والازدهار. كانت فرنسا إلى جانبكم في عام 2020 وستبقى كذلك في عام 2021. هذا ما أكد عليه بقوة رئيس الجمهورية هنا، في لبنان، وهذا ما ذكر به في المؤتمر الأخير لدعم الشعب اللبناني الذي انعقد منذ شهر. يحتم الوضع الراهن على فرنسا أن تواصل، مع شركائها، المطالبة بالإصلاحات التي لا بد من تطبيقها من أجل النهوض بالبلد والتحديث. لهذه الغاية، يحتاج اللبنانيون وأصدقاء لبنان، إلى حكومة مؤلفة من نساء ورجال أكفاء، جاهزة للعمل ابتداء من الآن، من دون المزيد من الانتظار، من خلال تجاوز المصالح الخاصة والحزبية. لا شك أن العمل سيكون هائلا ولكنه ممكن، على أن يشارك كل فرد فيه بحس المسؤولية من أجل مستقبل هذا البلد واللبنانيين. سأحرص على أن تواكبكم فرنسا من خلال مشاريع إعادة الإعمار والتعاون في مجالات الصحة، وخصوصا في مجال مكافحة فيروس الكورونا، والتعليم والثقافة والفرانكفونية والعلوم ومن خلال تقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم وإعادة التأهيل الحضري والتراث. أيها الفرنسيون الأعزاء، أود أن أخصكم برسالة، سواء اخترتم هذا البلد للاقامة فيه لفترة قصيرة أو بشكلٍ دائم، إنكم تتفاعلون مع اللبنانيين بانسجامٍ تامٍ منذ زمنٍ بعيدٍ. تشاركونهم آمالهم وكذلك صعوباتهم اليومية. لم تألُ السفارة ولا القنصلية العامة أي جهد هذا العام من أجل مساعدتكم، وذلك مع دعم الوسائل التي أتاحتها الحكومة الفرنسية لنا. وسنواصل الدرب في عام 2021. أعزائي أصدقائي اللبنانيين، أعزائي فرنسيي لبنان، أتقدم منكم فردا فردا بأطيب التمنيات بالصحة والسعادة. وأتمنى للبنان، هذا البلد الكبير والشقيق، الوحدة والسلام والازدهار. كل سنة وأنتم بخير".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 31/12/2020

وطنية/الخميس 31 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لو كان بامكان اللبنانيين ان يمحوا سنة 2020 من سجل تاريخهم لما ترددوا فهي السنة التي حملت اليهم الاسواء امنيا بانفجار المرفأ واقتصاديا وماليا عبر الانهيارات المدوية وصحيا عبر تفشي كورونا وما خلفته من اعباء على القطاع الطبي وسياسيا عبر لامبالاة اهل السلطة وبعد توصيف جزء من المشهد المرعب والتركة الثقيلة يبقى السؤال هل سيترحم اللبنانيون على هذه السنة التي سيودعونها بعد ساعات

فبين الجيوب الفارغة وعمليات المصارف المعدومة يسهر اللبنانيون أو معظمهم في البيوت.

وبين ترقب التسليم والتسلم في البيت الأبيض في العشرين من الشهر الطالع ترحل ملفات أزمات لبنان والمنطقة الى السنة الطالعة.

وبين الأخذ وعدم العطاء في التشكيلة الحكومية لأسباب سياسية أو خاصة يبقى البلد في حاجة الى حكومة إنقاذ من وزراء إختصايين.

وفي آخر يوم من السنة الراحلة لم يسجل أي جديد على الصعد كافة.

والستاتيكو متواصل وزيارة الوزير جريصاتي لبكركي موفدا من الرئيس عون لم تفض الى نتائج حكومية.

وخلف الخط الأزرق في الجنوب مناورات عسكرية إسرائيلية في ظل توقف مفاوضات الترسيم البحري الذي تسعى واشنطن الى إستئنافه.

وفي معلومات لتلفزيون لبنان أن الإتصالات تجددت بين بيروت وباريس حول زيارة مرتقبة للرئيس ماكرون للبنان.

كذلك في المعلومات أن اتصالات أميركية تجري مع دوائر الأمم المتحدة لإختيار خبراء ومحققين دوليين يكلفون التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت.

بداية وين سهرانين اليوم.. تلفزيون لبنان مع الناس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

تنذكر ما تنعاد....

هي اقل التمنيات التي يرددها اللبنانيون بحق العام 2020 الذي لم يترك مصيبة إلا ورماها على كاهل لبنان واللبنانيين.

حتى أن اللبناني الذي يعيش وضعا إقتصاديا صعبا أبدى إستعدادا لدفع مبلغ من المال لشراء جرة يكسرها في وداع عام وإستقبال آخر.

نودع عاما لكن أزماته "مشرفتنا" من بدايات خلفه وخصوصا في جائحة كورونا التي تخطت أعدادها في اليوم الأخير من السنة عتبة الثلاث آلاف وخمسمئة إصابة فيما بلغت نسبة إشغال أقسام العناية الفائقة في المستشفيات أكثر من تسعين بالمئة... هو وضع كارثي و"الحبل على الجرار والله يستر بعد إنقضاء هذه الليلة وتفاوت المسؤولية لدى المواطنين "السهرانين" فإلى أي مدى سيلتزمون الإجراءات الوقائية.

تركة 2020 لن تقتصر على كورونا فالوضع الإقتصادي إلى تفاقم والعين على سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي يحكم المشهد وسط محاولات الناس لإيجاد توازن بين القدرة الشرائية واسعار السلع.

أما حكوميا إنسداد قائم في ظل الكباش والطروحات المتبادلة بما تحمله من تعقيدات بين بعبدا وبيت الوسط فيما المطلوب اليوم قبل الغد وبالأمس قبل اليوم حكومة تباشر بشكل فوري مهامها الإصلاحية والإنقاذية خصوصا أن الجميع قدم التسهيلات في سبيل ذلك.

ولعل ابلغ موقف في ظل كل ما تقدم هو إعتزال الكلام كما عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى سؤاله حول الوضع في نهاية السنة فأجاب: ساكت واي كلام لا يعبر عن حقيقة حال ما وصلنا إليه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

كتار عم يقولو الليلة: الله لا يردك يا 2020، وعم يعدو الساعات حتى تخلص هالسنة يللي بيعتبروها الأسوأ بتاريخ لبنان.

الأسوأ، لأنو خسرنا فيها 200 شهيد من آباءنا وأماتنا وإخوتنا وأخواتنا وأطفالنا وأصحابنا، بسبب إنفجار حرك العالم، بس ما هز ضمير بعض المسؤولين اللبنانيين، يللي كل همن حتى اللحظة، إنو يعرقلو التحقيق ويخفو الحقيقة.

الأسوأ، لأنو فقدنا فيها قيمة مصرياتنا، يللي تعبنا سنين حتى نجمعها، قبل ما يصير يللي صار، كنتيجة حتمية لسياسات خاطئة عمرها سنين، ولسرقات وقحة بتأكد يوميا للبنانيين إنو بلدن فعلا منهوب ومش مكسور.

الأسوأ، لأنو بعض السياسيين اللبنانيين، بدل ما يتعظوا من هول الكوارث، ويعجلو بتشكيل حكومة فاعلة بتطلق مسار الخروج من الأزمة، وبتجذب الدعم الدولي، بعدن لليوم، عم يجربوا يستثمروا معاناة الناس حتى يفرضوا واقع سياسي جديد، بيسترجع السطوة يللي خسروها على حقوق غيرن، والاعتداء السابق على المساواة بين اللبنانيين، مهما كان انتماءن الطائفي والمذهبي.

الأسوأ، لأنو صرنا نخاف من بعض، وبطلنا قادرين نفرح أو حتى نزعل سوا، وفقدنا أحباء كتير بسبب وباء حاصر الناس بالموت والألم، وما وفر كبير أو زغير من شرو.

الأسوأ، لأنو بعض اللبنانيين بعد ما تعلمو: بالصحة، إنو يتبعو الإجراءات الوقائية بلا زعبرة وتذاكي، وبالسياسة، إنو التبعية للخارج ولا مرة كانت نتيجتها لمصلحة لبنان، أو حتى لمصلحتن الشخصية، إنما سببت ضرر جماعي، من وقت تأسيس لبنان الكبير يللي احتفلنا السنة بغصة بمية سنة على تأسيسو، لإيام الحرب، لزمن الوصاية، وصولا لمرحلة تعدد الوصايات وتضاربها يللي عم نعيشو اليوم.

ليش هالسنة هيي الأسوأ؟ اللايحة طويلة، ولكن نفسنا اللبناني المقاوم لكل صعوبة، ويللي بيقدر دايما إنو يحول كل أزمة لفرصة، حتى كيف ما زتونا نجي واقفين، لازم يكون أطول.

فعلى المستوى الصحي، ومع إنو أرقام الإصابات مرعبة، من بعد ما سجلت بالساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها 3507 إصابات جديدة بكورونا، علما إنو هالرقم مرشح لإرتفاع جنوني اذا ما انتبهنا الليلة وبكرا، الأمل صار موجود مع الاستعداد لتوفير اللقاح بالشكل المناسب اعتبارا من شباط الجايي.

أما سياسيا، ومع إنو الضو بعد ما بين بنهاية النفق، إلا إنو الترقب واضح للتحول المنتظر بالمشهد الخارجي إعتبارا من 20 كانون الثاني، على أمل إنو يرخي بظلال إيجابية، ولو بالحد الأدنى على الواقع الإقليمي والمحلي.

وبهالإطار، مش صحيح أبدا إنو لبنان إلى زوال… المشاكل كتيرة، نعم. ولكن، مش كل شي سلبي، ومش كلن يعني كلن، وإرادة الصمود والحل موجودة.

وهالإرادة بالذات، عبرت عن نفسها السنة بتضامن اللبنانيين مع بعضن بعد إنفجار المرفأ. وهالإرادة أيضا، قدرت إنو تتخطى كل المطبات، لتفرض على الطبقة السياسية إنو تلتزم بإجراء التدقيق الجنائي من بعد ما حاول جزء كبير منها إنو يميع الموضوع، وهالارادة أيضا وأيضا، رح تمنع ضياع الحقيقة بجريمة إنفجار المرفأ.

الليلة، نحنا وعم نودع السنة الأسوأ، حبينا إنو كلمتنا تكون من القلب للقلب. سوا منصلي على نية يللي راحو، وسوا منعبر عن أملنا ببكرا، وسوا منقول: إذا بأول مية سنة ما تعلمنا، ما بعمرنا رح نتعلم. انشالله ال2021 بتكون أفضل من ال2020، وكل سنة وإنتو ولبنان بألف خير.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

"ومرض يقشها".. هيك وبلا مقدمات".. لأنها سنة بمئة عام وأكثر, ترحل بعد قليل تاركة وديعتها لدينا من وباء غير في تعداد السكان على وجه الكوكب سنة بطعم الموت ووداع الأحبة وضيق النفس.. تتنفس آخر لحظاتها بلا ندم عما فعلته بنا. عشرين على عشرين.. كان هذا هو الوعد, وما إن بدأت أيامها حتى استنفر جنرالاتها.. فعاشت السنة في كنف جائحة هدرت الوقت والدم فلترحل, خذوها عنا.. وبلاها "رفع أقواس النصر" وإطلاق المفرقعات وزينة العام الجديد. اثنا عشر شهرا تحكمت بمصير البشرية فعينت جنرالا اسمه كورونا أشرف على قص الأعمار والإعدامات الجماعية فمن مثلها يؤسف عليه؟ سنة قضيناها في المختبرات التحليلية.. وخاض العالم حربا عالمية ثالثة ورابعة بسلاح S-Corona الفتاك.. تلك المنظمومة التي فاقت أنظمة السلاح المتطور لدى أقوى الجيوش سنة ونحن تحت رحمة هذا الغول الكاسر.. ننتظر وقفا لإطلاق النار بصفقة من لقاح ومن ينسى.. أصوات ووهان الأولى.. مستشفيات إيطاليا التي أدخلت العناية الفائقة.. ومدنا فقد بريقها لتستقر على الإقفال التام "وستين سنة ما ترجع" لأن العالم يحتاج إلى قرن من الزمن قبل أن ينسى أوجاع عام ألفين وعشرين ولبنان ضمنا.. كانت أوجاعه مضاعفة وأكثر، لأنه تعاقد مع رزمة كوارث بالتوازي مع كورونا.. فكان بلدا بجوائح متعددة فهل أحبنا الله إلى هذه الدرجة كي يبتلينا؟ وإبلاء يجر ويلاته للعام المقبل بالشخوص والرموز نفسها والقيادات والفاعلين والمتسببين وفروعهم وهؤلاء ينتقلون معنا إلى التصفيات النهائية في عام واحد وعشرين بكل ويلاتهم، من دون أن تسقط عنهم جرائمهم بسقوط عام عشرين وببساطة لأن أفعالهم ترافقهم إلى السنة الجديدة.. وتطبع على خدماتهم علامات التفجير مع تهم التقصير والإهمال وارتكاب أفعال توزاي التطهير البشري وبحفل التسلم والتسليم فإن الأدلة الدامغة تبقى ثابتة ولا تتغير، وتاريخها الرابع من آب المرصع بضحايا مدينة بيروت والمحفور في قلوب وبيوت ولن تسقط جريمة بيروت من الذاكرة وإن كان مرتبكوها قد اقترفوا جرائم لا يطالها قضاء ونحن على مواعيد معهم.. مع سلطة منتهية الصلاحية.. وطبقة الإثراء غير المشروع.. فرقة الورثة السارقين الخارجين عن القانون والذين حمتهم طوائفهم المذهبية نحن على موعد لكسر احتكار جمهورية المعايير والثلث المعطل.. وبلاد أصبح فيها المستشار صاحب قرار ويعز علينا أن يصل في العام المقبل لقاح كورونا من دون أن تصلنا "روشتة" وصفة المعايير التي "فلقوا" اللبنانيين بها وفي عام يفترض أن يحمل العلاج، فإن أهل هذا البلد لن ينخدعوا بعد اليوم بميزان الحرارة السياسي.. ولن يكونوا أداة تلحيم وفرمانات ووصايا تأكل وتشرب على حسابهم ويكفيهم أن حساباتهم ووادئعهم قد أصبحت في خبر كان ولم تعد #بخير - وسلامة ولأن الخسارات في هذا العالم كانت كبيرة ولا تحصى، فقد اختارت قناة الجديد التعويض ولو بيوم واحد.. #خلي_عينك_عالجديد كان فرصة ساعات راكمت خلال نهار واحد مجموعة رابحين.. وخزنت في سيارات اللبنانيين محروقات من محطة كورال وما زالت الأرباح مستمرة "إذا خليت عينك عالجديد".. والمفاجأة في نشرة الليلة مع الربح الأكبر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

مسا الخير.. بعد أربع ساعات و 15 دقيقة بتصير الساعة 12. عملية تسليم وتسلم رح تصير بين ال 2020 وال 2021. سنة النحس رح تستسلم، ورح تقدم الـ 2021 اوراق اعتمادا للبشرية الناطرا ساعة الخلاص . بس برغم كل سلبيات السنة اللي عمنودعا، بتبقى فيها علامات مضيئة، أبرزها الجيش اللبناني والقوى الامنية والدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت والصليب الاحمر والجسم الطبي التمريضي وقوى المجتمع المدني . هودي كلن وقفو بوج الانهيار المؤسساتي والاهتراء الاداري والفساد السياسي. المسؤولين خربو وهني عمرو. المسؤولين جرحو وقتلو وهني داوو الجروح .المسؤولين جوعو الناس وقهروهن وهني كانو رغيف الخير ومعجن البركة.المسؤولين باعوا الدولة والوطن وهني حافظو بقوة الايمان على ما تبقى من الدولة والوطن . الليلة ما رح نغرق بلعبة المسؤولين غير المسؤولين ، ورح نهدي النشرة الاخيرة بسنة الـ 20 20 للجسم الطبي والتمريضي اللي واجه باللحم الحي كارثتين أقوى من بعض : فيروس كورونا وانفجار المرفأ . نشرتنا الليلة هيي تحية خاصة من قسم الاخبار بالـ MTV للاطبا والطبيبات، للممرضين والممرضات ، للمسعفين والمسعفات، يللي صمدو، وقاومو، وتحدو، وكانو ابطال بزمن الهزائم واقوياء بزمن الانكسارات . فتحية من الـ MTV للجيش الابيض يللي واجه الواقع الاسود . الليلة نشرتنا الها عنوان واحد : يا ابطال لبنان ، شكرا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

كنا أعتقدنا "أنو صار عندكن مخ".

نقر ونعترف بأننا أخطأنا. الصحيح أنكم بلا مخ. خذوها كما تريدون: بهدلة، وعظ. لا هم ، المهم أنكم لم تتعظوا ولا تتعظون.

مر عام على ظهور كورونا في العالم، والبعض منكم مازال يسأل بسخرية: "ليش في كورونا"؟

لامست الإصابات الأربعة آلاف إصابة وما زال البعض منكم يسأل: "وهل في كورونا؟ حين كتبنا في مقدمة 15 آذار الفائت عن "شعب البلا مخ" كانت الإصابات تسع وتسعون إصابة. اليوم الإصابات لامست الأربعة آلاف، يعني ان كلمة "شعب البلا مخ" باتت قليلة عليكم...

هل سمعتم يوما، أثناء التعبير عن حزن بوفاة شخص، عبارة "راح رخيص"؟ هذا ينطبق على كثيرين ممن "يروحون رخاص" هذه الأيام بسبب التقاط فيروس كورونا... إذا دققنا في آلاف الإصابات فإنه بالإمكان الجزم بأنه كان يمكن تفادي أكثر من إصابة.

نبدأ بالكمامة: كم من اللبنانيين يستعملونها؟ ومن يستعملونها هل يرتدونها بالشكل الصحيح؟ لم تصنع الكمامة لتوضع تحت الذقن أو على الرأس، أو على الزند أو في الجيب.

التباعد، وهنا الكارثة الكبرى: دققوا في كثير من السوبرماركت والمولات والمطاعم وأماكن السهر. التباعد " تجليطة "، وحين تسأل باستغراب يأتيك واعظ ليقول لك: كم مرة بدنا نجي عالدني؟

يا حبيبي رح تجي مرة وحدة ولكن لا يحق لك أن تنهي حياة أي كان لأنك تعتبر نفسك "قاهر كورونا".

التعقيم، لم تعد النظافة اختيارية على قاعدة "النظافة من الإيمان" بل اصبحت من ضرورات تفادي الإصابة بكورونا.

ليسأل كل شخص نفسه: هل طبق هذه الإجراءات؟ إذا كان صحيحا يكون قد ركب "مخ"، ولم يعد من فئة البلا مخ الذين مازالوا كثرا.

هؤلاء احتالوا على الحجر وعلى المفرد والمجوز وعلى انتحال صفة صحافي ليتجولوا، لكن تنبهوا: لا تستطيعون التحايل على كورونا. كثيرون من الذين تحايلوا ينتظرون سريرا شاغرا في مستشفى، وإذا وجدوا، ينتظرون طبيبا معالجا، والأطباء يتناقصون، وإذا وجدوا، ينتظرون أدوية بدورها بدأت تتناقص.

يخشى أن نصل إلى يوم يصبح فيه الشعار: "طبب نفسك وخلص نفسك". عندها ماذا تفعلون؟

وتذكروا: اللقاح ليس وراء الباب، دول باشرت بإعطائه لشعوبها فيما دولتنا مازالت تقرأ العقد.

وتذكروا أيضا "لاءات وزير الصحة: اللاء الأولى كانت "لا داعي للهلع"، واللاء الثانية "لا داعي للإستسلام" ، يا حضرة الوزير: اللبنانيون لم يهلعوا ولم يستسلموا، والنتيجة أننا اقتربنا من أربعة آلاف إصابة، وحين تلفظ "اللاء" الثالثة، لا نعرف كم سيكون عدد الإصابات.

يا شعب البلا مخ... بين المقدمة الأولى في 15 آذار الفائت والمقدمة اليوم، إزدادت الإصابات من تسع وتسعين إصابة إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة وسبع اصابات في يوم واحد والف واربعمئة وخمس وخمسين حالة وفاة.

ليس الحق على الطليان، ولم يعد الحق على الدولة، راقبوا كيف ستسهرون الليلة فتعرفوا كم سيرتفع عدد الإصابات بكورونا غدا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 31 كانون الأول 2020

وطنية/الخميس 31 كانون الأول 2020

النهار

عُلم أن مرجعاً سياسياً اتصل بقيادات من طائفته وهم من خصومه السياسيين، شاكراً لهم مواقفهم من قضية أثيرت أخيراً، واللافت أنّ الخلاف وغياب الاتصالات بقيا قائمين مع رئيس حزب ونائب من الطائفة عينها.

يكاد لا يمضي أسبوع إلا ويتم صرف موظفين من المصارف، والآتي أعظم في المرحلة المقبلة، بحسب ما يقول خبراء مصرفيون وماليون.

اعتبر مستشار رئاسي وحكومي سابق ان الكلام الذي قاله الرئيس دياب للاعلاميين كان عليه ان يقوله امام قصر العدل وامام القاضي صوان ولو فعل ذلك لكان اعطى النموذج الارقى في التعاطي المسؤول مع القضاء وكان احرج القاضي صوان وكل المسؤولين من سياسيين وقادة عسكريين وامنيين وأظهر نفسه رجل دولة حقيقيا.

الجمهورية

أكدت مصادر ديبلوماسية أن الحكومة تؤلّف في الدوائر الخارجية وهذا ليس بجديد فلا سُلطة في لبنان تأتي بلا رضا الخارج.

نُقل عن مسؤول كبير قوله: "الطريقة التي تولف فيها الحكومة قرّفتنا السياسة واللي بيشتغل فيها".

قال مسؤول كبير إذا ألّفوا الحكومة أول السنة الجديدة كان به وإذا لم يؤلّفوها سيكون لنا كلام جديد.. وسيسمعونه على الأرض.

اللواء

فهمت شخصية نافذة ان الأولوية لدى إدارة ماكرون ليس المبادرة، بل معالجة تفشي كورونا ومتحوراتها في فرنسا!

ترصد أطراف دبلوماسية وأخرى أمنية طبيعة التحوُّل الذي حدث في الحراك الطلابي، لتبني على الشيء مقتضاه!

تدخلت جهة نافذة، مرجعية أو قضائية لدى جهة مكلفة، لحسم جدل، كاد لو استمر ان يطيح بتحقيقات انفجار مرفأ بيروت.

نداء الوطن

لم تشكل الأعياد مناسبة لإحداث أي تقارب بين حزب فاعل ومرجعية روحية، خصوصاً وأنّ الحزب لم يعايد المرجعية بالأعياد كما درجت العادة سابقاً.

يقوم عدد من رجال الأعمال في منطقة الشمال بشراء كميات من العملات المعدنية اللبنانية من فئة 250 ليرة، لتحقيق أرباح ناتجة عن قيمة المعادن المصنوعة منها التي أصبحت توازي أضعاف قيمتها النقدية.

حذر مرجع إداري من تفاقم أزمة النفايات في ظل غياب أي رؤية لوزارة البيئة، بالإضافة الى توقع انهيار منظومات تكرير الصرف الصحي بسبب عدم توفر التمويل لأعمال الصيانة وعدم وجود اعتمادات بالعملة الصعبة لتأمين قطع الغيار والمواد اللازمة للتشغيل.

الأنباء

زيارة لافتة لمسؤول غير مدني ورسائل عدة في جعبته.

مهمة مرجع رسمي في مهبّ الريح مطلع العام الجديد إذا ما استمر وضع العصي بالدواليب أمامه.

البناء

دعت مصادر حقوقيّة لقراءة متأنية مجدداً لما تضمّنه بيان المحقق العدلي الصادر عن مجلس القضاء الأعلى والذي وجّه فيه الادعاء لرئيس حكومة تصريف الأعمال وثلاثة وزراء سابقين، وفيه إشارة واضحة لتنسيق قضائي مع التحقيق الفرنسي الموازي. ووجدت المصادر في هذه الإشارة صلة بالادعاء على رئيس الحكومة، حيث هناك توجد الاعتبارات السياسيّة وسألت المصادر عن الأساس القانوني للتنسيق القضائي.

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بين العرب المقيمين في بريطانيا فيديو لقناة المعارضة السعودية المرخص في بريطانيا "سعودية نيوز" يتضمّن تقريراً عن مداهمة قوة أميركيّة خاصة لمقرّ ولي العهد السعودي في مدينة نيوم ومصادرة معدّات إلكترونية وحواسيب وملفات خاصة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

توم حرب للنهار: أن "العام 2020 هو عام العقوبات الأميركية على المسؤولين اللبنانيين المتعاونين مع حزب الله

عام العقوبات الأميركية على المتعاونين مع "حزب الله"

فرج عبجي/النهار/31 كانون الأول/2020

لا يبدو أن السياسة الأميركية تجاه لبنان في العام المقبل ستشهد تغيراً ملحوظاً، باستثناء وتيرة العقوبات الأميركية التي على ما يبدو لن تكون بالسرعة التي شهدناها خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب. والأكيد أن لبنان ليس على سلم الاولويات الاميركية، بعكس ما يروج بعض المسؤولين اللبنانيين الذي يربطون مصير هذا الوطن الذي ينازع اقتصادياً ومالياً بموعد استلام الادارة الميركية الجديدة بقيادة جو بايدن. علماً أن الملف اللبناني قد تعود إليه الإدارة الاميركية في العام المقبل عند طرح موضوع إعادة النظر بالاتفاق النووي مع إيران. وفي قراءة سياسية لأبرز المواقف الأميركية تجاه لبنان ولسياستها، يتبين ان الإدارة الأميركية تتعاطى بالقطعة مع الملف اللبناني، ويحزنها أن الثورة لم تتمكن من إنتاج قادتها وتوحيد صفوفها.

مواصلة العقوبات

وفي هذا الإطار، اعتبر مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديموقراطية توم حرب أن "العام 2020 هو عام العقوبات الأميركية على المسؤولين اللبنانيين، وذلك لاسباب عدة: اولاً انسحاب الجانب الأميركي من الاتفاق النووي في العام 2018، وثانياً اقامة دراسة استراتيجية في المنطقة لمعرفة من هي الدول التي تتعاون بشكل كبير مع إيران ومن هم الاشخاص الذين يتعاونون مع النظام الإيراني في المنطقة ويسهّلون أجندته". وأضاف: "درست وزارة الخزانة ملفات الاشخاص فرداً فرداً وتثبتت من مشاركتهم مع اجنحة إيران في المنطقة ومع "حزب الله"، خصوصاً الملفات المرتبطة بالفساد، التي تأخذ وقتاً طويلاً في الإدارة الاميركية، وتحديداً الخزانة الاميركية لتتمكن من توثيق جميع هذه الملفات والمستندات، كي تتمكن الإدارة من تقديمها في حال قرر المفروض عليه العقوبات الادعاء عليها، والدفاع عن نفسها بشأن وضع هذه الشخصية على لائحة العقوبات الاميركية".

ومن المستبعد جداً فرملة العقوبات نهائياً عن المسؤولين في لبنان والذين يدعمون "حزب الله"، والعام 2021 سيكون أيضاً عام العقوبات كسلفه. واعتبر حرب أن "لا شيء فرمل العقوبات على المسؤولين اللبنانيين، لكن الولايات المتحدة لديها بلدان كثيرة غير لبنان لمتابعتها، مثل ايران والصين وأوروبا واليمن، والعقوبات ستتواصل لكنها تحتاج الى عدد كبير من الموظفين، ولكنها لن تكون بالوتيرة التي اعتمدتها إدارة الرئيس ترامب، وكل شيء متوقف الى حين استلام الرئيس بايدن وفريقه السلطة، لكن الأكيد ان هناك توافقاً ديموقراطياً وجمهورياً على اعتبار "حزب الله" حزباً إرهابياً وان الذين يتعاملون معه هم يدعمون الارهاب ويجب أن يعاقبوا، وهذه القرارات موجودة في الكونغرس الاميركي بشقيه الديموقراطي والجمهوري".

لا استراتيجية واضحة للثورة

وحتى اللحظة ليس هناك من استراتيجية واضحة من الإدارة الاميركية بالنسبة للبنان، وإدارة بايدن لم تعلن بعد عن سلم أولوياتها في المنطقة، لكن إدارة ترامب حاولت مساعدة الثورة في العام المنصرف لكن الاخيرة لم تنجح في توحيد صفوفها الادارة الاميركية ولم تضع أي استراتيجية واضحة لعملها. واعتبر حرب ان "ثورة 17 تشرين لم تنتج قيادة واحدة واضحة، بل أنتجت مجموعات متناقضة، ولم يتوصل إلا قسم قليل منها الى الهدف الاساسي وهو نزع سلاح "حزب الله" اولاً للتعاطي مع لبنان في جميع الملفات الباقية وفي طليعتها الفساد ومحاسبة المسؤولين، على الرغم من غياب رؤية واضحة للثورة".

وأوضح أن "الادارة الاميركية ما زالت تدعم الاطراف الذين يعبرون عن أنفسهم وهي على مسافة واحدة من الجميع باستثناء ما يهدد الامن القومي الاميركي، وتحديداً "حزب الله" الذي يهدد الامن اللبناني والعالمي، وتالياً الامن القومي الاميركي. تعتمد الإدراة الأميركية نظرية ان على الشعب ان ينتج قيادات وان يكون لديه استراتيجية ورؤية واضحة عن مآل الأمور، وكان على ثورة تشرين ان تكون موحدة حول 5 نقاط اساسية، لكن هذا لم يحصل رغم اعطائها متنفساً كبيراً للشعب اللبناني، والثورة ستعود وتتوحد الجهود".

ويخطئ بعض المسؤولين اللبنانيين عند المكابرة بأهمية لبنان الاستراتيجية بالنسبة للإدارة الأميركية، ومحاولتهم ربط الشأن الداخلي بقرارات الإدارة الأميركية، علماً ان مصالح أميركا في لبنان ليست مهمة جداً. وأوضح حرب أن "لبنان ليس مركزاً استراتيجياً مهماً للجانب الاميركي، فحجم التجارة بين البلدين صغير جداً، والتهديد الذي يشكله لبنان لأمن اسرائيل غير كبير، والتعاون التكنولوجي يكاد لا يذكر، لكن أهميته تكمن في حجم الاغتراب اللبناني في أميركا، الذي يضغط دوماً لمصلحة لبنان، لكن نحن اللبنانيين "مفرفطون" وليس لدينا قومية وطنية واضحة للبنان، وذلك لأن النظام اللبناني الشامل هو طائفي وتحاصصي، ومرتهن للخارج ويحقق مصالحه في الداخل".

https://tinyurl.com/yc5m8dbh

 

ابراهيم على خط مبادرة الراعي... وعون يوفد جريصاتي إلى بكركي/تشكيلة الـ 18 "طارت": "حزب الله" يريدها عشرينية!

نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

محمّلة بأثقال وأهوال لا تُعدّ ولا تُحصى، تدخل الـ2021 على اللبنانيين من باب التأزم العريض، لتسلك مسالك سوداوية مرعبة تبدو فيها الآفاق مسدودة، صحياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً. فعلى المستوى الصحي، تشتد وطأة انتشار الوباء في لبنان حيث بلغ عدد المصابين عتبة الـ3000 إصابة يومياً، وسط تأكيد أوساط طبية لـ"نداء الوطن" تسجيل حالات إيجابية مثبتة مخبرياً بنسبة 20% من أصل أعداد الحالات التي خضعت لفحوصات PCR خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهي نسبة مرتفعة بالمعيار العالمي قياساً على التعداد السكاني للدول. أما على مستوى أبعاد الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، فلا يشي انعدام الحسّ بالمسؤولية لدى الطبقة الحاكمة سوى بمزيد من التعقيد والتأزم في أحوال البلد، سيّما وأنّ مصادر مواكبة لمستجدات الملف الحكومي كشفت لـ"نداء الوطن" أنّ قوى 8 آذار انقلبت على صيغة الـ 18 وزيراً، ما يعني عملياً أنّ التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري "طارت"، والاتجاه مطلع العام الجديد هو نحو ممارسة رئيس الجمهورية ميشال عون الضغط لتوسعة مروحة الحقائب الوزارية، مدعوماً من "حزب الله" الذي يريدها تشكيلة "عشرينية".

ولفتت المصادر إلى أنّ كلام النائب طلال أرسلان أمس من قصر بعبدا عن ضرورة أن يعمد الرئيس المكلف إلى رفع عدد مقاعد تشكيلته الوزارية من 18 إلى 20 وزيراً، كان "خير معبّر عن توجه "حزب الله" الحكومي بالتكافل والتضامن مع رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل الذي تولى بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن الحزب إجهاض تشكيلة الحريري المصغرة"، مشيرةً إلى أنّ أرسلان "أكد المؤكد" بكلامه هذا، لناحية الاتجاه نحو "إعادة خلط الأوراق الحكومية بشكل يطيح بالطابع الاختصاصي للتشكيلة المرتقبة، لتكون أقرب إلى تشكيلة تكنو - سياسية موسّعة". ورأت المصادر أنّ إشارة السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة الى "عقدة العدد" في الحكومة، اندرجت ضمن هذا التوجه، وربما على هذا الأساس أتى استشعار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بالمتغيرات الحكومية فسارع إلى "حجز مقاعده باكراً عبر انتقاد صفة الاختصاصيين في الحكومة العتيدة".

في الغضون، لا يزال البطريرك الماروني بشارة الراعي على أمله بإحداث كوة في جدار التصلب الحكومي، وبرز أمس استقباله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم معوّلاً على "الدور الكبير الذي يقوم به غبطته للوصول بالأمور إلى خواتيمها السعيدة". ووضعت مصادر بكركي اللقاء مع ابراهيم في إطار "الإصرار على نجاح المبادرة الحكومية"، وقالت لـ"نداء الوطن": "اللقاء كان جيداً جداً وأكّد خلاله اللواء ابراهيم للبطريرك الراعي أن مبادرته تشكل قوة دفع أساس لحلّ الأزمة وكل التحركات الأخرى لا بد وأن تأتي في سياق دعمها".

وكشفت المصادر أن إبراهيم سيقوم بجولة إتصالات داخلية وخارجية تشمل جميع الأطراف دعماً لمبادرة بكركي، بالتوازي مع استكمال الراعي ضغطه على القوى الأساسية من أجل تسهيل التأليف، داعية كلاً من الرئيسين عون والحريري وبقية القوى المعنية إلى تقديم تنازلات وعدم التشبث بالمواقف "لأنّ الوضع وصل إلى مكان غير مقبول لم يعد يحتمل المكابرة". وإذ يعتزم الراعي مواصلة إتصالاته مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، علمت "نداء الوطن" أنّ التواصل سيُستأنف بين بكركي وبعبدا، من خلال زيارة الوزير السابق سليم جريصاتي إلى بكركي اليوم موفداً من عون للقاء الراعي واستكمال البحث معه في الملف الحكومي والمساعي الهادفة لمعالجة النقاط العالقة. ورداً على سؤال، أكدت مصادر بكركي عدم وجود تواصل مباشر بين البطريرك الماروني و"حزب الله"، بل مجرد تواصل في الملف الحكومي عبر بعض الوسطاء، معربةً عن أملها بأن يساهم الضغط في حث المسؤولين على الإسراع في التأليف مطلع العام، خصوصاً أن "التنسيق في الملف الحكومي مستمر بين بكركي والإليزيه، والتواصل مباشر ومفتوح مع الرئيس ايمانويل ماكرون".

 

رسائل اعتراضية على تحميل دياب الأجهزة الأمنية مسؤولية انفجار المرفأ

نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

من حق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، العائد لممارسة مهامه من السراي الكبير بعد "حرد" في منزله جراء ادراج المحقق العدلي القاضي فادي صوان اسمه في لائحة المدعى عليهم والمطلوب استجوابهم، ان يكسر صمته حول جريمة العصر المتمثلة بانفجار مرفأ بيروت، ولكن ليس من حقه ان يركّز هجومه العلني والمبطّن في اتجاه وحيد وهو "التقصير الامني". كان الاجدى برئيس حكومة "اللاقرار" ان يضع النقاط على الحروف، لان القضية ليست "بنت ساعتها" انما تبدأ منذ قرر "مجهول ما ومعلوم في مكان ما ان يوضّب شحنة نيترات الامونيوم ويشحنها عبر باخرة باتجاه بلد افريقي ليتم في عرض البحر استبدال طاقم الباخرة بطاقم آخر ومن ثم بيع محتواها وصولاً الى مسرحية غرقها قبالة مرفأ بيروت ومن ثم تعويمها وانتهاءً بتفريغ الحمولة في المرفأ لتبقى سنوات الى حين انفجارها في ظروف يحيطها الف سؤال وسؤال".

وفي هذا الاطار يقول مصدر معني لـ"نداء الوطن" ان "دياب كما القضاء وقع في الانشغال بالشكليات والقشور من دون الذهاب الى عمق القضية، وكلٌّ يبحث عن كيفية ازاحة القضية – الجريمة الكبرى عن كاهله، بينما المطلوب واحد وهو: معرفة الحقيقة بكل تفاصيلها وابعادها ومراميها بعيداً من رمي التهم والمسؤوليات التي لن توصل الى اي نتيجة سوى مزيد من تضييع التحقيق وابتعاد الحقيقة". ويضيف "ان تركيز دياب اتهامه على الاجهزة الامنية جاء وكأنه يعطي صك براءة للسياسيين الذين تعاقبوا على المسؤولية منذ دخول شحنة الموت والدمار الى مرفأ بيروت، وجاء كسر صمته وكأنه يريد ان يرد الجميل للمستوى السياسي إن في طائفته التي نبذته رئيساً للحكومة واستردته متهماً او في مجموع الطبقة السياسية المتورطة في كل موبقات الفساد والدمار حجراً وبشراً، بينما الموضوعية تقتضي ان يضع الجميع انفسهم تحت سقف القانون والقضاء واولهم القيادات المسؤولة سياسياً والامر ينطبق ايضاً على القضاء الذي يتحمل مسؤولية في عدم المضي برفع هذه المواد قبل وقوع الكارثة انما طلب اقفال الملف وايداعه اياه". ويوضح ان "القيادات الامنية احترمت قرار القضاء بتوقيف عدد لا بأس به من الضباط والعناصر على ذمة التحقيق، وهي على استعداد دائم للتعاون الكامل مع القضاء بهدف الوصول الى الحقيقة، ولم تمد اي غطاء فوق اي احد مهما علا شأنه يطلبه القضاء للاستماع اليه او استجوابه او اتهامه، ولكن ليس على قاعدة البحث عن جسم معين لتلبيسه التهمة واقفال القضية عند هذا الحد". واكد ان "الاجهزة الامنية قامت بكامل واجبها لجهة اعداد التقارير المتلاحقة التي رفعتها الى الجهات المعنية المختصة والتي حذّرت فيها من خطورة المواد الموجودة في عنبر الموت الرقم 12، كما ان حدود الصلاحيات لكل جهاز محددة وفق القانون، وما على القضاء العدلي الا المضي في تحقيقاته بلا خطوط حمر وبلا هوادة وصولاً الى تحديد المسؤوليات وكشف الحقيقة وانزال العقاب اللازم بالمتورطين والمقصرين، اما ان يذهب رئيس حكومة تصريف الاعمال الى رمي الجريمة ضد مجهول امني ففي ذلك الجريمة بعينها، لان اي جهاز يرفع تقاريره الى القيادات السياسية المسؤولة، كما ان الجيش والاجهزة الامنية تخضع لسلطة مجلس الوزراء، وبالتالي المسؤولية السياسية واضحة وتتقدم على ما عداها من المسؤوليات التي لا ينكرها احد".

وختم المصدر بالقول "لقد صمت دياب لايام ولكنه نطق بما يجافي الحقيقة، ومن يريد من الاجهزة الامنية شبراً فهي تريد منه آلاف الامتار، والفيصل هو مدى التعاون مع القضاء ومدى تعاون القضاء مع نفسه وحينها يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود والاهم ان الحقيقة وحدها هي التي ربما تبرّد قلوب اهالي الشهداء والجرحى والمفقودين".

 

خيبة “بيّ الكلّ الفرنسي” من إفشال مبادرته.. وإيران تُزاحم واشنطن

وليد شقير/نداء الوطن/31 كانون الأول/2020

شهد العام 2020 أكبر تدفّق للتحرّكات الديبلوماسية والسياسية الدولية باتجاه لبنان، ليس بسبب أزمته الإقتصادية المالية الخانقة فحسب، بل بفِعل انفجار 4 آب الكارثي في المرفأ، بعدما كان البلد في شبه عزلة دولية خلال النصف الأول من السنة، جرّاء الإنكفاء العربي والغربي نسبياً، مع تأليف حكومة الرئيس حسّان دياب مطلع السنة. لكن مأساة انفجار المرفأ وأضراره الإنسانية في بلد يعاني من إفلاس دولته ومصارفه، حملت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت مرتين خلال أقلّ من شهر، لإطلاق مبادرة من “الأمّ الحنون” للمساعدة في إدارة الأزمة أو إيجاد حلول مرحلية لها.

ربما المبادرة الفرنسية كانت الوحيدة التي طُرحت لمساعدة لبنان، لكنّها هي أيضاً أُصيبت بانتكاسة بعدما أفشل تحالف “حزب الله” مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر” قيام حكومة اختصاصيين برئاسة شخصية مستقلّة، هو السفير في برلين الدكتور مصطفى أديب خلال شهر أيلول، فاعتذر عن متابعة المهمّة، ثمّ عرقل تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري الذي كُلّف مكانه في 22 تشرين الأول ولم ترَ حكومته النور. لكنّ الجانب الفرنسي يصرّ على مواصلة مبادرته التي يتمسّك بها العديد من القوى السياسية، لأنّها الوحيدة الموجودة على الطاولة والتي تعد بدعم مالي للبنان. وأبقت الديبلوماسية الفرنسية بشخص مستشار الرئاسة حول الشرق الأوسط باتريك دوريل الذي زار بيروت، على تواصلها مع المسؤولين اللبنانيين، في محاولة لتذليل عقبات تشكيل الحكومة. ولم تنفع جهود ديبلوماسية بذلتها فرنسا وموسكو، بناء لتنسيق بين ماكرون والرئيس فلاديمير بوتين، وأخيراً الفاتيكان لدى طهران، كي تلعب دوراً في تليين مواقف حلفائها اللبنانيين حيال تأليف حكومة من الإختصاصيين غير الحزبيين. وباتت قناعة الأوساط السياسية اللبنانية أنّ طهران تترك ورقة الحكومة في لبنان كواحدة من أوراق التفاوض بينها وبين إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن بعد تسلّمه مهمّاته في 20 كانون الثاني المقبل، بعدما كانت التكهّنات ربطت تأليف الحكومة بنتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني. فحكومة الإختصاصيين غير الحزبيين تعتبرها طهران والحزب وسيلة لتحقيق مطلب أميركي باستبعاده عن الحكومة.

كما كثّف الصراع الأميركي ـ الإيراني في لبنان، ودور واشنطن في المفاوضات اللبنانية ـ الإسرائيلية على الحدود البحرية، زيارات المسؤولين الأميركيين، وزاحمهم الإيرانيون.

حكومة دياب التي جاءت تحت لافتة حكومة الإختصاصيين غير الحزبيين، صُنّفت بأنّها حكومة “حزب الله” أو حكومة “اللون الواحد” لاقتصار النفوذ فيها على الحزب وحليفه الرئيس عون و”التيار الحرّ”. امتنعت دول عربية وأوروبية عن تلبية طلب دياب زيارتها، بالرغم من محاولات وزير الخارجية السفير السابق للجامعة العربية في روما وباريس ناصيف حتّي، فتح كوّة في جدار المقاطعة عبر علاقاته السابقة، فراوحت الأجوبة بين الإصرار على لازمة تنفيذ الإصلاحات الضرورية، وبين اشتراط تصحيح موقف الحكم من الدول العربية، ووقف سياسة انحياز العهد الرئاسي إلى إيران بتطبيق مبدأ النأي بلبنان عن حروب المنطقة ونزاعاتها. لكن حتّي استقال مطلع شهر آب بسبب استمرار هيمنة الوزير السابق رئيس “التيار الحرّ” جبران باسيل على وزارته عبر الموالين له في دوائرها. وشملت محاولات الإنفتاح على الدول العربية زيارات قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لكلّ من قطر والكويت والعراق، لم تفلح بكسر العزلة العربية، باستثناء زيارة وفد عراقي إلى بيروت، للتباحث مع وزارة الطاقة حول تزويد لبنان بحاجته من الفيول أويل لمعامل الكهرباء التي يعاني لبنان من انقطاعها منذ أكثر من 20 عاماً، وتشكّل إحدى فضائح الهدر والفساد.

حركة سفراء الدول والموفدين مطلع العام، كانت امتداداً للإهتمام الدولي بانتفاضة 17 تشرين الشعبية والشبابية في الربع الأخير من العام 2019، احتجاجاً على تدهور الوضع الإقتصادي والمالي. جذبت الإنتفاضة المجتمع الدولي الذي أضاف إلى مطالبه الإصلاحية من السلطة السياسية وجوب الإستماع إلى مطالب المحتجّين، وحماية حقّ التظاهر الذي ركّزت عليه الديبلوماسية الأميركية، إضافة إلى تغيير أسلوب الحكم القائم على الهدر والصفقات والمحاصصة.

وبالرغم من إعلان عدد من السفراء الغربيين إعطاء فرصة لحكومة دياب كي تبدأ بالإصلاحات المطلوبة، وضرورة الإتّفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج للنهوض الإقتصادي، فإنّ أياً من ذلك لم ينفّذ. ذروة الخيبة من عدم إيفاء لبنان بوعوده الإصلاحية منذ مؤتمر “سيدر” عام 2018، عبّر عنها وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، كأوّل زائر أجنبي رفيع المستوى إلى بيروت (في 22 تموز) منذ اندلاع الإحتجاجات الشعبية وتشكيل حكومة دياب. وقال لودريان الذي التقى عون ورئيسي البرلمان نبيه بري ودياب والقادة السياسيين: “أكثر ما يذهلنا هو عدم استجابة سلطات هذا البلد للأزمة الراهنة”، مشدّداً على الحاجة لـ”أفعال ملموسة طال انتظارها”، وأنّ فرنسا لن تقدّم مالاً للبنان من دون الإصلاحات، ومثلها المجتمع الدولي. واعتبر لودريان، صاحب شعار “ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم”، أنّ لبنان مهدّد بالزوال. ردّ دياب في اجتماعه معه بالقول إنّ الأخير ليس على اطّلاع على الإصلاحات التي تحقّقت، والتي يعتقد بأنّ حكومته نفّذت 97 في المئة منها. وهو الأمر الذي استهجنته باريس مثل العديد من القوى السياسية اللبنانية.

اقتصرت المساعدات العربية والدولية على إعانات طبّية لمواجهة جائحة “كورونا” التي زادت الصعوبات الإقتصادية.

وأرخى الصراع الإقليمي الدولي بظلاله على لبنان خلال السنة المنقضية، فتعاملت الولايات المتّحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودول الخليج معه على أنّه منصّة لإيران عبر نفوذ “حزب الله”، تستخدمها لتهديد أمن دول الخليج والتدخّل في اليمن وسوريا والعراق. واصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شنّ هجومه على دور الحزب داعياً إلى نزع سلاحه، بموازاة دعم الجيش، بينما توالت تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن معلومات حول قيام منشآت بدعم إيراني من أجل تعزيز الصواريخ التي بحوزة الحزب بمعدّات تضمن دقّتها.

وبالرغم من التأييد الأميركي لتحرّك ماكرون، برز تمايز بين باريس وواشنطن حيال التعامل مع “حزب الله” الذي تعاطى معه ماكرون على أنّه قوة سياسية موجودة بحكم الأمر الواقع، ومنتخبة في البرلمان، فيما لم يُخف المسؤولون الأميركيون اعتراضهم على هذا الجانب من تحرّكه، مؤكّدين أنّ الحزب إرهابي وأحد أسباب الفساد، في تصريحات لبومبيو وهيل ومساعد الوزير لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر والسفيرة دوروثي شيا التي قالت إنّ بلادها ستستمرّ في انتهاج سياسة الضغط على “حزب الله”. وأكدت أنّ “علاقة رئيس “التيار الحرّ” باسيل بـ”حزب الله” تشكّل غطاء لسلاح الحزب مقابل تغاضي “حزب الله” عن فساد باسيل”. وقال بومبيو: “على من يشكّل جزءاً من “حزب الله” أو يتناغم معه، أن يعرف أنّ هذا ليس ما يريده الشعب اللبناني، وهو خارج متطلّبات الأمن القومي”. كرّت سبحة زيارات وزراء خارجية أوروبيين وأجانب في شكل غير مسبوق، للتضامن مع البلد المنكوب الذي تدفّقت المساعدات الإغاثية عليه، وازدحمت السفن التي حملتها على الشاطئ والطائرات المحمّلة مواد غذائية وطبّية ومستشفيات ميدانية وإعمارية، من أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وروسيا، وبعضها أرسل فرقاً ساعدت في إزالة الركام وفي الكشف على مسرح الإنفجار لجمع الوقائع، أبرزها الـ”إف.بي.آي” الأميركي، إضافة إلى الفرنسيين والروس. وكان أبرز الزوّار العرب وزير الخارجية المصري سامح شكري في 11 آب، خصوصاً أنّ القاهرة أيّدت مبادرة ماكرون السياسية بقوّة، ثمّ القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في 25 منه، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. السعودية والإمارات والكويت قدّمت مساعدات وحاذرت الإتّصال بالمسؤولين. وطالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بتحقيق دولي “محايد وشفّاف”، ورأى “أنّ استمرار الهيمنة المدمّرة لتنظيم “حزب الله” الإرهابي يثير قلقنا جميعاً. جميعنا يعرف السوابق المؤكّدة لاستخدام هذا التنظيم للمواد المتفجّرة وتخزينها بين المدنيين في عدّة دول عربية وأوروبية والأميركتين”.

كما زاره أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وقدّم مساعدات لإعادة إعمار مستشفيات دُمّرت، وأكّد أنّ “لبنان ليس وحيداً والكنيسة ستقف الى جانبه وتساعده على النهوض مُجدّداً والنهوض من كبوته”. وأبرز السفن التي رست في المرفأ حاملة الطوافات الفرنسية “PHA Tonnerre، والبارجة البريطانية الحربية “HMS Enterprise.

في 14 آب، لم يكد وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل يحطّ في بيروت حتى وصلها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وقال إنّ “وجود البوارج الأجنبية على السواحل اللبنانية، ليس أمراً طبيعياً وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته”، وبدا أنّه يخشى من أن تستهدف اللهفة الغربية على لبنان نفوذ طهران في البلد. وإزاء مطالبة الفرقاء المعارضين للحكم بتحقيق دولي في الكارثة، أيّدته دول غربية، رأى ظريف أنّ “التحقيق يجب أن يكون لبنانياً، ويجب أن توجّهه الحكومة اللبنانية”.

أما هيل فحثّ بعد جولة في مناطق الدمار قبالة المرفأ واستماعه مثل ماكرون، إلى النشطاء من المجتمع المدني ولقاءاته مع المسؤولين الرسميين والسياسيين، القادة السياسيين على “إجراء إصلاحات هادفة ومستدامة”. استثنى من لقاءاته صديقه النائب باسيل الذي أدرج إسمه لاحقاً في 6 تشرين الثاني على لائحة العقوبات تحت قانون “ماغنتسكي” لمكافحة الفساد، ولتعاونه مع “حزب الله”، فكانت ضربة قاسية له ولعون. وعبّر هيل للمسؤولين اللبنانيين عن “الحاجة الملحّة لأن يضعوا جانباً الهموم الحزبية والمكاسب الشخصية، ويضعوا مصلحة البلد أولاً. واليوم نرى تأثيرات فشلهم في تحمّل تلك المسؤولية”.

اختتم العام على حدثين مهمّين: الأول، انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل منتصف تشرين الثاني بحضور السفير شينكر ووساطة حكومته وبرعاية الأمم المتحدة، والتي تعثّرت بعد 4 جولات بفِعل رفع الجانبين سقف مطالبهما، على أن يستأنفها السفير الأميركي جيمس دوروشر بجولات مكوكية بينهما في العام الجديد. أمّا الثاني فهو تخصيص البابا فرنسيس لبنان برسالتين إلى البطريرك بشارة الراعي تدعو السياسيين إلى تغليب المصلحة العامة على مصالحهم، ثم تكراره ذلك مشيراً الى أهمية الإصلاح، في قداس الميلاد، وسط توقّعات بأنّ لكلامه متابعة في العام الجديد، بالتزامن مع تأييده دعوة الراعي إلى حياد لبنان. فيما كان لبنان يتخبّط بتناقضاته الداخلية وبتعقيدات علاقاته الخارجية، وقعت مأساة انفجار مخزون نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، الذي وُصف بأنه أكبر انفجار بعد قنبلتي هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية، مخلّفاً دماراً شبه كامل للمرفأ ومقتل زهاء 209 مواطنين، وتدمير أو تضرّر زهاء 30000 شقّة ومسكن بينها 6 مستشفيات، وتشريد حوالى 60 ألف شخص في الأحياء المحيطة بالمرفأ.

استنفر المجتمع الدولي هول الكارثة الزلزالية، فكان أول المبادرين لزيارة بيروت في اليوم الثاني بعد الانفجار، في 6 آب، ماكرون، الذي أطلق منها مبادرة لإعادة إعمار المرفأ وما تهدّم، بعدما زار المناطق المتضرّرة في الجمّيزة – مار مخايل حيث لم يجرؤ المسؤولون، بسبب النقمة العارمة ضدّهم. طالبه المواطنون بالتدخّل لإزاحة الطبقة السياسية الحاكمة وعدم تقديم المساعدات عبر الحكومة خشية سرقتها. وتعلّق جمهور الأحياء المنكوبة بسترته بعدما تعاطى معهم بعاطفة، فاستحوذ على لقب «بيّ الكلّ الفرنسي» بعدما كان مناصرو عون يخصّونه به. والتقى إلى كبار المسؤولين، ممثّلي الأقطاب السياسيين لحثّهم على دعم تشكيل حكومة مهمّة خلال 15 يوماً، لـ 6 أو 8 أشهر تقود الإصلاحات، من الإختصاصيين ذوي الكفاءة، فاستقالت حكومة دياب في 10 آب. استند ماكرون في طرحه إلى خريطة طريق إصلاحية من 4 صفحات، عرض صيغتها النهائية عليهم مُجدّداً خلال زيارته الثانية في 1 أيلول، فأبلغوه التزامهم بها، بعدما حذف منها تعديل قانون الإنتخاب لإجراء انتخابات نيابية مبكرة تلبية لطلب الإنتفاضة الشعبية الذي أيّدته معظم الأطراف المنتمية إلى قوى 14 آذار سابقاً. لكنّ «حزب الله» الذي قال إنه يؤيّد 90 في المئة منها اعترض على هذا البند مع «التيار الحرّ». ونظّم ماكرون، بتأييد أميركي وأوروبي وروسي، مؤتمرين في 9 آب وأواخر تشرين الثاني، شارك في الأول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لجمع مبالغ فاقت الـ 300 مليون دولار من أجل إعادة إعمار المستشفيات والمدارس وإسكان من تضرّرت منازلهم، أُنفقت عبر الأمم المتّحدة ومنظّمات المجتمع المدني غير الحكومية. لكنّ إعادة الإعمار الكاملة وخصوصاً للمرفأ، تنتظر تأليف حكومة تنفذ الإصلاحات.

 

حزب الله يتلطى خلف عون لتأخير تشكيل حكومة الحريري

محمد شقير/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/2020

قال مصدر سياسي قريب من مشاورات التأليف المتعثرة للحكومة الجديدة في لبنان، إن رئيس الجمهورية ميشال عون، لم يتقبل تسمية الأكثرية النيابية الرئيس سعد الحريري لتشكيلها، لكنه اضطر للرضوخ لقرارها بعدما استحال عليه إقناع «الثنائي الشيعي» – «حزب الله» و«حركة أمل» – بعدم تسميته، اقتناعاً من هذا الثنائي بضرورة قطع الطريق على من يحاول رفع منسوب الاحتقان المذهبي والطائفي في البلد. ومعلوم أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو زعيم حركة «أمل»، كان أول من رشح الحريري لتولي رئاسة الحكومة، رافضاً الخضوع لشتى الإغراءات للامتناع عن هذه الخطوة.

وقال المصدر السياسي، إن هذا الثنائي هو من قاد الضغط لتسريع إجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بعد أن كان عون قد تمهل في تحديد موعدها، بذريعة أن الدستور يخلو من أي نص يُلزمه بإنجازها فور استقالة حكومة الرئيس حسان دياب.

وأكد المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط»، أن عون، وإن استجاب لخيار الأكثرية النيابية بتسمية الحريري بتشكيل الحكومة، فإنه في المقابل يصر على وضع العراقيل أمام تأليفها. وأضاف أن البطريرك الماروني بشارة الراعي، لم ينجح في مبادرته لرأب الصدع السياسي بين عون والحريري، وتبديد علاقتهما من الشوائب التي تحاصرها، ومن تداعياتها المتمثلة بانعدام الثقة بينهما، رغم أنه كان يراهن في ضوء لقاءاته بهما على أن الحكومة سترى النور قبل حلول عيد الميلاد.

ولفت إلى أن الراعي لم يقرر العزوف عن استئناف مبادرته، وسيحاول مجدداً، لكنه سيكتشف بأن الأيام المقبلة، فور انتهاء عطلة الأعياد، لن تحمل مفاجأة تدفع باتجاه حلحلة العقد التي لا تزال تؤخر ولادة الحكومة، خصوصاً أن المشاورات بين عون والحريري اصطدمت بحائط مسدود، علماً بأنه لم يتم تحديد موعد لجولة المشاورات الخامسة عشرة بينهما. ورأى المصدر أن الفريق السياسي المحسوب على عون، الذي يتلقى تعليماته من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (صهر عون)، بدأ يخطط لدفع الحريري إلى الاعتذار عن عدم قدرته على تشكيل الحكومة، مع أن هذا الفريق يدرك سلفاً أنه «يخوض معركة خاسرة»، وأن دوره يقتصر على توفير الغطاء السياسي الذي يسمح لـ«حزب الله» بأن يتلطى خلفه لترحيل تشكيل الحكومة إلى ما بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، لسلطاته الدستورية في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

ومع أن المصدر يؤكد أن الحريري ليس في وارد تعطيل الحكومة، كما يشيع الفريق السياسي المحسوب على عون ووريثه باسيل لأسباب خارجية، وينقل عنه أنه لم يعطل انتخاب عون رئيساً للجمهورية، وبالتالي فإن البلد يمر اليوم في وضع متأزم غير مسبوق بعد الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت، وهذا ما يتطلب من الجميع الالتزام بالمبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان من الانهيار المالي والاقتصادي، فإنه يعتقد بأن المراوحة في تشكيل الحكومة تخضع لتوزيع الأدوار بين عون – باسيل وبين حليفهما «حزب الله».

واعتبر أن عون وباسيل يعطلان داخلياً تشكيل الحكومة بذريعة استردادهما لحقوق المسيحيين، فيما يتلطى بهما «حزب الله» لترحيل عملية التأليف إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب. وقال إن هذا القرار بترحيل تشكيل الحكومة اللبنانية إلى فترة لاحقة يعكس ضمنياً رغبة طهران التي تحرص على تقطيع الوقت إلى حين تسلم بايدن صلاحياته، وهي تحاول الآن استيعاب الضغوط الأميركية، وهذا ما ظهر جلياً من خلال تأكيدها عدم علاقتها بالعمليات التي تستهدف المقرات الدبلوماسية في بغداد، تحديداً الأميركية منها، وذلك بهدف إسقاط ذرائع ترمب وتفويت الفرصة عليه للقيام بعمل عسكري ضدها.

وقال المصدر ذاته إن طهران تراهن على أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض يمكن أن يؤدي إلى معاودة المفاوضات رغبة منها بفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية العتيدة بخلاف الحروب العسكرية والاقتصادية القائمة مع سلفه ترمب الذي فرض عليها سلسلة عقوبات أميركية، وعلى أذرعها في المنطقة. وأكد أن القيادة الإيرانية تأمل في التعاون مع الرئيس الأميركي المنتخب كما تعاونت مع الرئيس السابق باراك أوباما (كان بايدن نائبه آنذاك).

وقال المصدر السياسي ذاته إن خصوم الحريري يرون أن جر البلد إلى مزيد من التدهور سيدفع بايدن للالتفات إلى طهران طلباً لمساعدتها في مقابل إعادته النظر في رزمة العقوبات الأميركية المفروضة عليها انطلاقاً من تقديرهم بأن لا مانع من تعويم المفاوضات الأميركية – الإيرانية بذريعة أنه ليس في مقدور الحزب الجمهوري استغلالها وتوظيفها ضد بايدن، طالما أن ترمب يتفاوض مع حركة «طالبان». وفي هذا السياق، سأل المصدر عن الجدوى من الرهان على استئناف المفاوضات بين إدارة بايدن وإيران، وهل يمكن للبنان الصمود إلى حين انطلاقتها، هذا في حال وافق بايدن على استئنافها بسرعة؟ وتابع متسائلاً عن الضمانة للتسليم بشروط خصوم الحريري للاستغناء عنه في تشكيل الحكومة. وأشار إلى أن «حزب الله» يتناغم مع عون وباسيل في ترحيل تشكيل الحكومة، إلا أنه قد لا يكمل المشوار السياسي معهما في حال استحصلت طهران على بعض ما تريده من المفاوضات مع بايدن.

معيداً بالذاكرة إلى قرار الحزب بالإفراج عن تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، بعد تعطيل استمر عشرة أشهر وعشرة أيام، الذي جاء فور التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن إبان تولي أوباما الرئاسة الأميركية.

لذلك، فإن المصدر يعتبر أن ما يخطط له عون – باسيل سيرتب على الأول إقحام «عهده القوي» في أزمة حكم من شأنها أن تدفع بالمجتمع الدولي إلى التدخل، وربما بموازاة التدخل الفرنسي في حال أصر الرئيس إيمانويل ماكرون على تعويم مبادرته وعدم تجميدها.

أما بالنسبة إلى وصف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في مقابلته الأخيرة، لعلاقته بالحريري، بأنها إيجابية، وأن تعاونهما مستمر، وأن انعدام الثقة بين عون والحريري يعيق تشكيل الحكومة، فإن خصومه يسألونه كيف يوفق بين موقفه من الحريري وبين حملته المستمرة على عدد من دول الخليج العربي؟ وهل يمكن لحكومة الحريري في حال تشكلت، وإن كانت مستحيلة حتى الساعة، أن تتوجه طلباً للمساعدات، فيما يرفع نصر الله عنها الغطاء العربي؟

 

البطريرك الراعي {لن يستسلم} أمام محاصرة مبادرته {الإنقاذية} ويحاول دفع عون والحريري إلى الإسراع في تشكيل الحكومة

محمد شقير/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/2020

يتعامل البطريرك الماروني بشارة الراعي، ومن خلفه الفاتيكان، بجدّية مع تحذير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من الخطورة المترتّبة على اختفاء لبنان من الخريطة الدولية ما لم تتدارك القيادات السياسية الواقع المأزوم غير المسبوق الذي يمر فيه بلدهم وتبادر إلى إنقاذه اليوم قبل الغد. ويأتي هذا التحذير فيما اليد الدولية الممدودة للإنقاذ والتي تتمثل بمبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون ما زالت حبراً على ورق {لأن بعض من التزم بها سرعان ما انقلب على تعهداته}، بحسب ما تقول مصادر سياسية. ومع أن البطريرك الراعي ينأى بنفسه حتى إشعار آخر عن الدخول في سجالات وصولاً إلى تحديد من هو المسؤول عن منع المبادرة الفرنسية من أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ فإنه في المقابل لن يستسلم، كما تقول مصادر مقرّبة من بكركي لـ«الشرق الأوسط»، تحت ضغط العراقيل التي تحاصر مبادرته الإنقاذية المدعومة من الفاتيكان، والتي بدأها بتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري بل سيعاود فور انتهاء عطلة الأعياد تحرّكه بين بعبدا و«بيت الوسط» (مقر الحريري). وفي هذا السياق، تأكد بأن بالراعي لن يسحب مبادرته من التداول، خصوصاً أنها تلتقي مع ماكرون الذي ليس في وارد تجميد تحرّكه وهو يستعد لمعاودة نشاطه باتجاه القيادات السياسية فور تماثله للشفاء من فيروس «كورونا»، علماً أن الرئيس الفرنسي شكّل خلية أزمة لمواكبة الاتصالات لتشكيل الحكومة وللوقوف على الأسباب الكامنة التي لا تزال تحول دون الالتزام بالمبادرة الفرنسية باعتبار أنها خريطة الطريق لوقف الانهيار الشامل والانتقال بالبلد إلى مرحلة التعافي.

كما تأكد أن المواصفات التي طرحها الراعي كأساس لا مفر منه لتشكيل الحكومة جاءت متطابقة مع المعايير التي يتمسك بها الحريري والتي تلقى معارضة من عون وفريقه السياسي، فيما يلوذ «حزب الله» بالصمت ولا يحرّك ساكناً حيالها مكتفياً بمراعاة حليف عون ووريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

وعلى رغم أن «حزب الله» يقف، بحسب ما يقول عدد من مسؤوليه، إلى جانب تسهيل ولادة الحكومة ولكن من دون ممارسة أي ضغط على عون وباسيل لإخراج عملية التأليف من التأزيم، إلا أن ما قاله أمينه العام السيد حسن نصر الله قبل أيام لم يلق ارتياحاً لدى خصومه الذين اعتبروا بأن بادرة {حسن النيّة} التي أظهرها نصر الله حيال الحريري - من خلال إشارته الواضحة إلى التعاون المستمر معه - {لن تقدّم أو تؤخّر}. ويعزو خصوم نصر الله السبب إلى أنه يسعى لتبرئة ذمّته من اتهامه بترحيل تشكيل الحكومة إلى ما بعد تولّي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن سلطاته الدستورية في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري وبقرار منه لتحسين شروط حليفته إيران من خلال الإمساك بالورقة اللبنانية لتحسين شروطها بالتفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة. ويقول هؤلاء إن نصر الله حاول أن يبرّر تعذّر تشكيل الحكومة بانعدام الثقة بين عون والحريري وآخرين، رغم أن حديثه عن التعاون المستمر مع الرئيس المكلف {لا يُصرف في مكان لأن ما أعطاه بيده اليمنى سرعان ما انتزعه منه بيده اليسرى، وإلا فكيف يوفّق بين تسهيل مهمّة الحريري وبين استهدافه (نصر الله) لعدد من دول الخليج؟}.

ويرى هؤلاء أن الحريري كان في غنى عن الالتفاتة الإيجابية التي خصه بها نصر الله لأن هجومه الصاعق على هذه الدول التي لم تتردد يوماً في مد يد العون غير المشروط للبنان لا يتسبب بإحراجه فقط وإنما بنزع الغطاء العربي عن الحكومة في حال أن عون قرر الخروج من دائرة الإنكار والمكابرة باتجاه التسليم بواقع الحال المأزوم للبلد الذي يتطلب للخروج منه وجود حكومة مهمة من اختصاصيين ومستقلين من غير الحزبيين. ويعتبر خصوم نصر الله أن نزعه للغطاء العربي عن الحكومة في ضوء تعذّر البديل لا بد من أن ينسحب على المجتمع الدولي الذي يقف وراء المجيء بحكومة منزوعة من التمثيل الحزبي، ويقولون إن لا خيار أمام عون والحريري سوى الاقتداء بالمواصفات الدولية للحكومة العتيدة، وهذا ما يدعو الأخير {للصمود في وجه الحرتقات التي لم ينفك عن القيام بها الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية وكان آخرها استقبال النائب طلال أرسلان في بعبدا لتوظيف حضوره للانقلاب على تعهّده بأن تؤلف الحكومة من 18 وزيراً}. ويسأل خصوم عون عن الخيارات البديلة المتوافرة له مع أنها معدومة، وتكاد تكون مستحيلة، بعد أن أعفى حليفه «حزب الله» من تهمة تأخير تشكيل الحكومة وارتضى لنفسه بأن يمسك بكرة النار المترتبة على أخذ البلد إلى الانهيار، خصوصاً أنه لم يعد في الميدان إلى جانبه سوى الحزب، فيما بات رئيس المجلس النيابي نبيه بري عاجزاً أمام ابتداع الكلمات للتعبير عن الواقع الكارثي الذي يحاصر البلد. وعليه، فإن الراعي وإن كان يتمسك بمبادرته فهو يدرس توسيع مشاوراته واتصالاته لعله يستقدم من خلالها الضغط المطلوب لدفع عون والحريري إلى الإسراع في تشكيل الحكومة.

 

مودعون يسحبون أموالهم من مؤسسة تابعة لـ«حزب الله» في لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/2020

لا تزال قضية قرصنة شبكة مؤسسة «القرض الحسن» التابعة لـ«حزب الله» تتفاعل في لبنان لا سيما مع تسجيل سحب عدد من المودعين ودائعهم، فيما يبذل الحزب جهوداً لـ«مقاومة» هذا الاختراق وتداعياته عبر التأكيد على عدم تأثير ما حصل على المؤسسة والأموال المودعة لديها.

وفيما لم تنجح المؤسسة في استعادة موقعها حتى أمس بعدما كان قد هدّد المقرصنون بالكشف عن المزيد من المعلومات، بدأت تداعيات هذه العملية التي نتجت عن كشف لأسماء المودعين تظهر عبر قيام عدد منهم بإقفال حساباتهم وسحب أموالهم لا سيما في ظل الخوف من أن تطالهم العقوبات الأميركية المفروضة سابقاً على «القرض الحسن» إضافة إلى مؤسسات أخرى تابعة لـ«حزب الله»، بحسب ما تقول مصادر مطلعة على هذا الأمر لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بعدما عمد المقرصنون إلى التواصل مع المودعين عبر الرسائل النصية أو الإلكترونية داعين إياهم إلى سحب ودائعهم. وقال بعض من تم التواصل معهم بالبريد الإلكتروني إن بريدهم لم يكن ضمن المعلومات التي قدموها للمؤسسة، وهذا الأمر أدى إلى حملة مضادة من قبل «حزب الله» والموالين له ولا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين دعمهم للمؤسسة، ومعتبرين أن ما حصل هو في سياق الحملات التي تشنّ على الحزب، إضافة إلى إصدار المؤسسة بياناً جديداً ثانياً أمس تؤكد فيه أن ما حصل لن يؤثر عليها. وتعتبر الخبيرة الاقتصادية فيوليت بلعة أن الاختراق لا شكّ كشف المؤسسة وسيكون له تأثير على ثقة المودعين بها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «مع هذه القرصنة لم يعد هناك ما يمكن اعتباره (سرية مصرفية) بغض النظر عن عدم شرعية المؤسسة كمؤسسة مصرفية، وهي التي أنشئت برخصة جمعية، وبالتالي هذا الاختراق سيهز الثقة بها وبمستقبلها وبسريتها ومدى ضمانتها للقروض التي تمنحها لا سيما أنها مدرجة على لائحة العقوبات الأميركية وإن كان جمهورها من فئة معينة وتحديداً الشيعة والمناصرين للحزب الذين يتعاملون معها عاطفياً، لكن ما حصل سيترك تداعياته، ولا شكّ أنه سيسجل إحجاماً عن التعامل معها كما كان يحصل في السابق، فيما سيتغير نمط عملها عبر البحث عن صيغ أخرى لتكمل نشاطها».

وتعتبر بلعة أن «القول بأن الحسابات والأسماء التي أعلن عنها عبر القرصنة غير دقيقة، لن يؤثر في جوهر ما حصل بعدما باتت هذه المؤسسة أكثر فأكثر تحت الضوء وهي أساساً مدرجة على (لوائح) العقوبات، وستصبح بالتالي ملاحقة أكثر مادياً ومعنوياً».

وتذكّر كذلك بلعة بأن مؤسسة «القرض الحسن» التي تملك عشرات الفروع في لبنان وتعمل كمؤسسة مصرفية، هي أصلاً مؤسسة غير قانونية وغير مرخصة من قبل مصرف لبنان وتقوم بعملها من خارج النظام المصرفي اللبناني أي خارج رقابة مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف و«ربما هذا ما سهّل اختراقها بحيث إنها ليست محصنة بالقدر الكافي لحماية أنظمتها». وأمس عادت المؤسسة وأصدرت بياناً جديداً بعد بيانها الأول مجددة فيه القول إن المعلومات التي كشفت في عملية القرصنة، كما أسماء المودعين، غير دقيقة. وأوضحت «أنّ الخرق الحاصل هو للشبكة الخارجية للمعلومات، وهو جزئي ومحدود، ولم يطل الشبكة الأساسية المقفلة والآمنة، كما لم يطل الكثير من الحسابات الفعلية في المؤسسة». وأضافت: «إن معظم الأسماء المنشورة في الموقع المشبوه على أنها تتعامل مع المؤسسة، ليس لها حسابات في المؤسسة، وإنما زُجّ بها لغايات وأهداف سياسية وأمنية مشبوهة، سواءً للمقيمين منهم في لبنان أو للمغتربين. وإن غالبية الأسماء الواردة هي لمشتركين مقترضين وليست لمساهمين مودعين وهم مِن الذين استفادوا من قروض قديمة من المؤسسة».

ولفت البيان إلى «أن معظم الأرقام المالية المدرجة كبيانات مالية للجمعية هي غير صحيحة، والمؤسسة عادة تُعلن عن أرقامها وإنجازاتها بشفافية في وسائل الإعلام. وجمعية مؤسسة القرض الحسن تُعنى فقط بإعطاء القروض الحسنة بدون فوائد لطالبي القروض من أجل تلبية حاجاتهم المختلفة من سكنٍ ودراسة وطبابة وغيرها، وهي تؤمن تمويل هذه القروض من أموال المساهمين والمشتركين الذين يرغبون في دعم الناس المحتاجين». ومعلوم أن آخر نشاط لافت لـ«القرض الحسن» كان قبل أسابيع بوضعها آلات صرافة لسحب الأموال وتحديداً بالدولار الأميركي في الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل علني، وهو ما لاقى ردود فعل رافضة في لبنان وكان آخرها ما عبّر عنه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، قبل يومين، بحديثه عن استفادة «حزب الله» من الفراغ في لبنان وعرقلته تشكيل الحكومة. وقال: «القوة المركزية في لبنان، يعني إيران متمثّلة بحزب الله، تنتظر تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتفاوض طهران معه على الملف اللبناني، والصواريخ، والعراق، وسوريا، واليمن، وفي الأثناء، هم مرتاحون في وقتهم. نرى كيف يستفيدون من الفراغ في لبنان، ومن يركّب أجهزة ATM في مناطقه تمكّن من سحب مبلغ يصل إلى حد الـ5000 دولار أميركي نقداً بينما المواطن اللبناني العادي يذهب إلى المصارف ويُذلّ ولا يستطيع سحب إلّا كمية قليلة جداً بالعملة اللبنانية وبعد الواسطة، أما هم فنراهم مرتاحين وينتظرون التفاوض». وخلال الأزمة المالية التي بدأت في لبنان قبل أشهر، سُجّلت «مواجهة» بين «القرض الحسن» والمقترضين لديه، حيث كان يطالب الحاصلون على قروض بتسديدها بالعملة الخضراء (الدولار) أو وفق سعر الصرف في السوق السوداء (أكثر من 8000 ليرة للدولار الواحد) وليس السعر الرسمي (1500 ليرة للدولار).

 

عون يأمل في عدم تأخير الحكومة... ومستشاره يتحدث عن «عقبات قابلة للحلّ»

بيروت/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/2020

عبّر الرئيس اللبناني ميشال عون عن أمله في عدم التأخير بتشكيل الحكومة في وقت كان هذا الموضوع محور اللقاء الذي جمع مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، حيث لفت الى وجود عقبات كثيرة أمام التأليف {لكنها قابلة للحلّ}. وفي معايدة له بمناسبة السنة الجديدة كتب عون على حسابه على {تويتر} قائلاً: {نعمل لكي تحمل السنة الجديدة معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لا سيما بعد جريمة التفجير في مرفأ بيروت، ما يستوجب تشكيل حكومة فاعلة يؤمل ألا يتأخر تشكيلها اكثر مما حصل}. وفي الأجواء الحكومية نفسها أقرّ جريصاتي بوجود عقبات كثيرة وقال بعد لقائه الراعي «إن العقبات كثيرة ولكنها تبقى عقبات قابلة للحل، إن صفت النيات لدى الذين يتداولون في الشأن الحكومي وأصحاب الربط، والجميع يعرفون أن هناك حلولاً ممكنة عند تأليف الحكومات والحل الواحد هو الذي يعطينا إياه الدستور وهو العيش المشترك أي المشاركة الفعلية في إنشاء السلطات».

وأضاف: «نعتبر أن الصرح البطريركي هو صرح وطني كبير ولا نقارب الموضوع بنَفَس فئوي أو مذهبي أو طائفي، وقد تبادلنا الآراء في مواضيع كثيرة واستمعنا إلى رأي البطريرك، وسمع رأينا الموضوعي، ورأينا بالتجربة ما الذي حصل أخيراً في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية. وكان البطريرك مستمعاً فطناً كالعادة ومساهماً في وضع الأمور في نصابها المؤسساتي والدستوري الصحيح». ورداً على سؤال عما إذا شعر أن البطريرك الراعي غاضب على رئيس الجمهورية أو على النائب جبران باسيل، قال جريصاتي: «نحن نعتبر أن مرجعية بكركي مرجعية وطنية بكل المفاهيم والمعايير، والبطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان، ولم أر أي تباين في وجهات النظر. على العكس رأيت تشجيعاً من البطريرك في أن نذهب جميعاً إلى النفس المؤسساتي أي خلاص لبنان، ليس على أساس جهوي، فئوي، مذهبي، طائفي، إنما قال: اذهبوا إلى المؤسسات. وقال أنا والرئيس متفقان على موضوع عمل المؤسسات وإنشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح ومتوازن عملاً بالأحكام الدستورية». وتابع: «على العكس تماما رأيت البطريرك مهتماً جداً بمبادرته على الأساس الذي شرحت». وكان الراعي قد دخل على خط تذليل عقبات الحكومة بين عون والحريري ملتقياً الطرفين قبل أن يعقد اجتماعين معهما، كلاً على حدة، لكن من دون تسجيل أي خرق على خط التأليف في ظل تمسك كل طرف بشروطه.

وفيما وصفت مصادر مطلعة على أجواء الزيارة، اللقاء بالإيجابي، أشارت إلى أن زيارة مستشار عون لم تكن في إطار مهمة لتحريك الحكومة. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الزيارة كانت في إطار التهنئة وفي الوقت عينه مناسبة لعرض وجهة نظر الرئاسة من القضايا العالقة لا سيما في الحكومة وما هو أبعد منها كوضع لبنان في المنطقة، مشددة على قناعة لدى الراعي، كما لدى الجميع، أنه لا مصلحة للبنان لأن يحصل أي عرقلة أو خلاف بل على العكس الإسراع بتأليف الحكومة التي سيتابع الراعي جهوده تجاه تذليل عقباتها». ومع الأجواء التي تشير إلى ربط بعض الأفرقاء الحكومة بتسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الحكم، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» المحلية عن مصادر مقربة من «حزب الله» قولها إنه لا تطورات بشأن الحكومة أقلّه قبل رحيل الرئيس دونالد ترمب عن البيت الأبيض وتسليم مفاتيحه لسلفه {لنعرف على أي برّ سنرسو مع الإدارة الجديدة». وفي حين أثنت المصادر على المبادرات على خط التشكيل من اجل تذليل العقبات، وآخرها مبادرة البطريرك الماروني وان اصطدمت بالعقبات، لكنها رفضت الإجابة عن سؤال عمّا إذا كان الحزب سيتدخّل بدوره لتذليل العقبات وترتيب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة). في المقابل، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «انتظار تشكيل حكومة جديدة قادرة على الإنقاذ في ظل الأكثرية الحاكمة الحالية هو كمن ينتظر أن تنبت مراع خضر وسط صحراء قاحلة»، معتبراً أن «الحل الوحيد المتبقي للخروج من أزمتنا الحالية يكمن في الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة».

 

فرنسا تطالب المسؤولين اللبنانيين بـ«تجاوز المصالح» وتأليف الحكومة

بيروت/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/2020

أكدت سفيرة فرنسا في بيروت آن غريو أن بلادها ستبقى إلى جانب لبنان، مشدّدة على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جاهزة للعمل من خلال تجاوز المصالح الخاصة والحزبية، واعدة اللبنانيين بمواكبة مشاريع إعادة الإعمار والتعاون في مختلف المجالات.

وجاء موقف غريو في رسالة معايدة إلى اللبنانيين بمناسبة رأس السنة، حيث توجّهت لهم بالقول «قبل ثلاثة أشهر، استقبلتموني في بلدكم، وفتحتم أمامي أبوابكم بحرارة على الرغم من الجوّ المفجع للجميع الذي كان يسود في البلد من جراء الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، وكذلك فعلتم بعدها أينما ذهبت. شاركتموني أوجاعكم وحيرتكم وتعبكم، لكن أيضاً آمالكم».وأضافت: «سمعت منكم على اختلاف أوضاعكم وتوجهاتكم ومعتقداتكم، رغبتكم في العيش معاً بكرامة وبروح الأخوة وتطلّعكم إلى تأمين تعليم عالي الجودة لأولادكم والرعاية الصحية لذويكم كذلك توقكم إلى اختيار مصيركم، وإلى تسخير كل مواهبكم الفردية المذهلة وإبداعكم وطاقاتكم في خدمة مشروع مشترك في سبيل لبنان متصالح يعمّ فيه السلام والازدهار». وبينما لفتت إلى أن فرنسا كانت إلى جانب لبنان عام 2020، وعدت بأنها ستبقى كذلك عام 2021، مضيفة «وهذا ما أكدّ عليه بقوة رئيس الجمهورية في لبنان، وما ذكّر به في المؤتمر الأخير لدعم الشعب اللبناني الذي انعقد منذ شهرٍ»، مشدّدة على أن «الوضع الراهن يحتّم على فرنسا أن تواصل، مع شركائها، المطالبة بالإصلاحات التي لا بد من تطبيقها من أجل النهوض بالبلد والتحديث. لهذه الغاية، يحتاج اللبنانيون وأصدقاء (لبنان واقف على قدميه) إلى حكومة مؤلفة من نساء ورجال أكفاء، جاهزة للعمل بدءاً من الآن، من دون المزيد من الانتظار، من خلال تجاوز المصالح الخاصة والحزبية». ووعدت بأن تكون فرنسا مواكبة للبنان «من خلال مشاريع إعادة الإعمار والتعاون في مجالات الصحة - وخصوصاً في مجال مكافحة فيروس كورونا - والتعليم والثقافة والفرانكفونية والعلوم ومن خلال تقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم وإعادة التأهيل الحضري والتراث».

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

فاوتشي يتوقع السيطرة على جائحة كورونا في خريف 2021

رويترز »/31 كانون الأول/2020

توقع مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، أن تصل البلاد إلى قدر من المناعة الجماعية من خلال اللقاحات تكفي لعودة “بعض مظاهر الحياة الطبيعية” بحلول خريف 2021. وخلال مناقشة عبر الإنترنت حول الجائحة مع حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، الذي أعلن في بداية النقاش أن الولاية رصدت سلالة جديدة أسرع انتشارا من فيروس كورونا، اشار فاوتشي الى إنه لم يفاجأ. وأضاف: “من المحتمل ظهور حالات أخرى من السلالة الجديدة في جميع أنحاء البلاد وأن الطبيعة المتحولة لمثل هذه الفيروسات أمر طبيعي. يبدو أن هذه الطفرة تجعل الفيروس أكثر قدرة على الانتقال من شخص إلى آخر”. واوضح أن الأفراد المصابين بأشكال سابقة من كوفيد-19 يبدو أنهم لا يصابون مرة أخرى بهذه السلالة، مما يعني أن أي مناعة مكتسبة بالفعل “تحمي من هذه السلالة بالذات”. كما اعرب عن ثقته من التغلب على مواطن الخلل في توزيع اللقاح، متوقعا أن تصبح التطعيمات متاحة على نطاق واسع لعامة الناس بحلول أبريل.

 

50 غارة إسرائيلية داخل سوريا خلال عام

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/31 كانون الأول/2020

أقر سلاح الجو الإسرائيلي، الخميس، بأنه شن 50 غارة على سوريا خلال عام 2020. ونادرا ما تعترف إسرائيل بشن غارات على سوريا. وتستهدف معظم الهجمات الميليشيات المرتبطة بإيران، العدو اللدود لإسرائيل. وتؤكد إسرائيل دوما أنها لن تسمح لإيران بالتموضع على حدودها، خاصة في لبنان وسوريا. جاء الكشف عن هذا الرقم ضمن ملخص سنوي صدر الخميس عن الجيش الإسرائيلي. وجاء في الملخص، أنه تم رصد العديد من المحاولات التي قامت بها خلايا تابعة لـ«حزب الله» للتسلل عبر الحدود الشمالية. كما جاء فيه أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا 176 صاروخا باتجاه أراضي إسرائيل، سقط 90 منها في حقول مفتوحة، فيما اعترضت منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي قصير المدى 80 صاروخا. واتضح من التقرير، أن هناك ارتفاعا طفيفا في العمليات المتبادلة التي تسميها «المعركة بين الحروب» و«مكافحة الإرهاب»، وانخفاضا في الخسائر الاسرائيلية. وبما أن الجيش الإسرائيلي لا يفصح عن غاراته في سوريا بالكامل، فقد نشر إحصاء مضللا عن «الطلعات الجوية» من دون الإشارة إلى ما تضمنتها من غارات. فقال: «معطيات سلاح الجو تشير إلى ارتفاع ملحوظ في النشاطات المخصصة للمعركة، ما بين الحروب حيث نفذت الطائرات الحربية 1400 طلعة عملياتية والمروحيات الحربية نفذت أكثر من 400 طلعة.

كما حلقت الطائرات التي يتم تفعيلها عن بعد نحو 35 ألف ساعة». وقد تسلم سلاح الجو هذه السنة 4 مقاتلات حربية جديدة من طراز «أدير» (الجبار)، المعروفة - حيث تصنع في الولايات المتحدة - بـ«F35».

 

صورة سليماني تشعل الغضب في العراق وفلسطين

 قناة العربية.نت/31 كانون الأول/2020

نشر ناشطون عراقيون مقاطع فيديو لحرق صور قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي، اللذين قتلا في ضربة أميركية مطلع 2020. وقام فلسطينيون غاضبون في غزة، بتمزيق وتشويه صور سليماني، مع اقتراب ذكرى اغتياله.

وأكد مصدر أمني في قيادة شرطة نينوى، أن ميليشيات الحشد الشعبي اعتقلت 3 أشخاص في منطقة الإصلاح الزراعي، يُشتبه في حرقهم صورا لسليماني والمهندس علقها مسلحو الحشد في شوارع المدينة. وأفاد المصدر بأن تشكيلات من الحشد شنت حملة مداهمة وتفتيش، في عموم مناطق الموصل بحثا عن مجهولين أحرقوا صور سليماني والمهندس. وفي غزة، وبعد يومين من قيام حركة حماس، المسيطرة على القطاع، برفع صور قاسم سليماني في شوارع القطاع، وتزامنا مع ذكرى تصفيته في غارة أميركية، قام فلسطينيون غاضبون من خطوة حماس بتشويه وتمزيق صور سليماني، وذلك بعد موجة غضب في الشارع الفلسطيني والعربي من خطوة الحركة التي اعترفت رسميا بتلقيها تمويلا من إيران. ويأتي تمزيقُ صور سليماني بعد ساعات من قيام حركة حماس برفعها في أحد الشوارع الرئيسية بقطاع غزة، لإحياء ذكرى تصفيته، وهو أمر لم يقبله الشارع الفلسطيني، وعبَّر عن رفضه لإحياء ذكرى شخص لُطِّخت يداه بدماء عشرات آلاف السوريين والعراقيين. مراقبون يرون أن الرفض الشعبي لإحياء حماس ذكرى سليماني، لاتهامات طالته بالتدخل في الشأن الفلسطيني، ومحاولة شق الصف، لتنفيذ أجندات إيرانية في المنطقة.

 

روحاني: اغتيال سليماني أحد أكبر جرائم ترامب التي لا تغتفر

روسيا اليوم»/31 كانون الأول/2020

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده وشعوب المنطقة ستنتقم في الوقت المناسب لمقتل قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، محذرا من محاولات “بث التفرقة” و”إضعاف الحكومة” في البلاد. ولفت روحاني خلال افتتاح مشاريع اقتصادية اليوم الخميس الى أن “طريق ومدرسة قاسم سليماني يتواصلان بعد اغتياله والعدو سيتضرر من عملية الاغتيال المتوحشة”. ووصف روحاني اغتيال قاسم سليماني بأنه كان “أحد أكبر جرائم ترامب التي لا تغتفر”. وأضاف: “صدام حسين رحل بعد فرضه حربا لثماني سنوات ضد إيران وترامب سيرحل بعد فرضه حربا اقتصادية لثلاث سنوات على بلدنا”. وحسب الرئيس الإيراني، فإن “ترامب سيرحل بعد ثلاثة أسابيع من الإدارة الأميركية والحياة السياسية ولن يبقى له ماء وجه في التاريخ”. واشار روحاني الى أن الشعب الإيراني وشعوب المنطقة باتت أكثر مقاومة وصمودا على طريق الاستقلال، وأنها “ستقطع أرجل أميركا المعتدية من المنطقة”. وشدد على أن “مقاومة الولايات المتحدة بحاجة إلى الوحدة الوطنية”، مضيفا أن “من يقاوم أميركا عليه ألا يضعف الحكومة ويقف إلى جانبنا في حربها الاقتصادية ضدنا” ووصف الرئيس الإيراني بـ”الكاذب” كل “من يقول إنه ضد أميركا لكنه عمليا يسعى إلى إضعاف الحكومة”، وقال: “كل من يبث التفرقة في الداخل ويضعف الوحدة الوطنية يقف في صفوف أميركا”.

 

قادة ميليشيات موالية لإيران غادروا العراق سراً خوفاً من ضربة أميركية

 قناة العربية.نت»/31 كانون الأول/2020

افادت مصادر خاصة لـ “العربية” و “الحدث”، أن عددا من قيادات الميليشيات الموالية لإيران، من بينهم أكرم الكعبي زعيم فيصل النجباء، وهادي العامري زعيم فيلق بدر، غادروا بغداد بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي للعاصمة بغداد. وأضاف المصادر أن مواكب سيارات متعددة غادرت مجموعة الجادرية حيث مقر أغلب قادة الأحزاب والميليشيات ونواب ووزراء وقيادات الحشد الشعبي بمواكب متفرقة إلى إيران عبر الطريق البري في محافظة ديالى عبر منفذ المنذرية، وفريق آخر عبر محافظة واسط عن طريق منفذ زرباطية، وأن القيادات الولائية التي تسكن المنطقة الخضراء تركوها نهار الأربعاء. ولفتت الى أن اجتماعا ضم عددا من قيادات تلك الميليشيات بدأ بعد ساعات من استهداف مطار عدن من قبل الحوثيين، واستمر حتى وقت متأخر توصلت فيه تلك القيادات إلى الخروج إلى إيران وبطريقة تمويه حتى لا ينكشف أمرهم للطيران الأميركي المكثف في سماء العراق، وأن الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أمر تلك القيادات بمغادرة العراق خشية توجيه ضربة عسكرية من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خصوصا بعد تطور الموقف في عدن. في المقابل هدد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الرئيس الأميركي ومسؤولين أميركيين آخرين، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، ورئيس المخابرات المركزية الأميركية CIA بالقتل. وقال قاآني خلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني، في ذكرى مقتل قاسم سليماني: “لقد تلقى الأميركيون حتى الآن صفعة الأجهزة وصفعة البرامج”، رافضا الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الخصوص. ونقلت وكالة “فارس” التابعة لـ”الحرس الثوري” عن نائب مدينة تبريز أحمد علي رضا بیغي قوله، إن قاآني أطلع النواب على جاهزية الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة. وافاد النائب أن قاآني أبلغ نواب البرلمان أن “زوال القوات الأميركية بات وشيكاً، بسبب الإجراءات التي على أجندة قوات المقاومة”، في إشارة إلى ميليشيات يرعاها “الحرس الثوري”. كما أردفت مصادر خاصة لـ “العربية” و “الحدث” بأن البنتاغون قرر توفير غطاء جوي على مدار اليوم في سماء العراق ومنطقة الخليج للحماية من أي محاولة اعتداء من ميليشيات إيران يمكن أن تهدد سلامة المصالح الأميركية. واشارت المصادر إلى أن القيادة الوسطى الأميركية أجرت خلال الساعات الماضية عملية تقييم ومراجعة للمخاطر في مضيق هرمز وباب المندب عقب الهجوم الحوثي على مطار عدن. وبيّنت المصادر أن القوات الأميركية في العراق أعلنت رفع جاهزيتها للرد على أي هجوم، وأنها ستقدم المزيد من الآليات والعتاد والأسلحة المتطورة لقوات النخبة العراقية.

 

حلفاء إيران يتحركون لعرقلة عقد بناء «ميناء الفاو الكبير»غداة اتفاق بغداد مع شركة «دايو» الكورية لتنفيذه

بغداد: فاضل النشمي/31 كانون الأول/2020

كشف إبرام وزارة النقل العراقية، أول من أمس، عقداً مع شركة «دايو» الكورية للمباشرة ببناء خمس مراحل في ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة ذات الأهمية الاقتصادية الاستثنائية للبلاد، عن وجود اتجاهين يتنازعان الرغبة في الوجهة التي يتوجب اعتمادها في بناء المشروع، وإذا ما كان من مصلحة البلاد الاتجاه نحو كوريا الجنوبية أو الصين لتحقيق هذا المسعى. يمثل الاتجاه الأول حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والقوى السياسية الداعمة لها وضمنها مثل تحالف «سائرون» الصدري، وتيار «الحكمة» الذي يرأسه عمار الحكيم وقوى أخرى حليفة، والثاني يمثله تحالف «الفتح» الحشدي وغالبية القوى التي باتت معروفة بتحالفاتها المعلنة مع طهران. وتكشف المواقف التي اتخذتها الكتل السياسية قبل وبعد إبرام العقد عن أنها متأثرة إلى حد بعيد بتنافس قوى سياسية المحلية وتأثرها بمواقف القوى الإقليمية والدولية، ولا تستند فقط إلى أرضية شروط فنية ومصالح وطنية عليا، شأن غالبية القضايا والمشاريع السياسية والاقتصادية في البلاد.

ولم تكن الصراعات والخلاف حول عقد ميناء الفاو وليدة اللحظة التي اعقبت التوقيع مع شركة «دايو» الكورية، إنما تعود لأسابيع ماضية بين الاتجاهين المشار إليهما. ومن الصعب معرفة وتحديد الأسباب الحقيقة لتلك الصراعات ما لم تؤخذ بنظر الاعتبار تأثر الفضاء السياسي العراقي بصراع المصالح الإقليمي والدولي الحاد في السنوات الأخيرة في العراق، خاصة إذا ما علمنا أن الشركة الكورية «دايو» تعمل في الميناء منذ سنوات وسبق أن نفذت أكبر مشروع كاسر للأمواج في الميناء ولم تواجه بمعارضة شديدة من حلفاء إيران مثلما يحدث اليوم. وأبرمت وزارة النقل العراقية مع شركة «دايو» الكورية، أول من أمس، عقداً لإنشاء خمسة مشاريع للبنى التحتية ضمن مشروع ميناء الفاو الكبير. وقال وزير النقل ناصر الشبلي، خلال حفل التوقيع «لا يسعني إلا أن أقدم شكري لكل من وقف معنا من أجل أن يرى ميناء الفاو النور، هذا المشروع الاستراتيجي العملاق سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب، ليس في محافظة البصرة وحسب، بل والمحافظات المجاورة الأخرى، سواء أثناء التنفيذ أو بعد التشغيل». وأضاف الشبلي، أن «تنفيذ الميناء سيبدأ بوتيرة متصاعدة، سيما وأنه تعرض إلى التعطيل لأسباب كثيرة من أجل إتمام إنجازه ضمن الوقت المحدد». وحول طبيعة وشروط العقد الموقع، قال المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق الدكتور فرحان محيسن الفرطوسي، إنه «يتضمن إنشاء قناة ملاحية بطول (14) كم، تمتد إلى عرض البحر، وإنشاء الحوض الخاص بالبواخر التي سترسو في الميناء، إضافة إلى نفق تحت الماء، وهو الأكبر من نوعه، حيث سيربط ميناء الفاو الكبير بخور الزبير وطريق تربط بين الأرصفة والنفق».

وأشار إلى أن «عملية حفر مرسى الميناء والقناة الملاحية، بعمق (9.8 م) في حاجة إلى رفع (110 ملايين متر مكعب) من الترسبات الطينية». وذكر أن «العمل سيبدأ في الأيام المقبلة، سيما وأن الشركة المنفذة تمتلك الآليات اللازمة الموجودة في أرض الميناء للشروع بالعمل».

وبمجرد إعلان إبرام العقد، سارع تحالف «الفتح» الذي يضم غالبية القوى الحليفة لإيران، إلى جمع تواقيع لاستجواب وزير النقل. وقال التحالف في بيان «تمت المباشرة بجمع تواقيع لاستجواب وزير النقل حول توقيع العقد مع شركة دايو الكورية ورفض تحويله إلى مشروع استثماري». في إشارة إلى أن الشركات الصينية عرضت بناء الميناء بطريقة الاستثمار، في حين أُبرم العقد مع الشركة الكورية بطريقة الدفع والتنفيذ المباشر بنحو مليارين و370 مليون دولار. وأضاف التحالف، أن «العقد الموقّع سيتسبب في هدر كبير للمال العام، ويؤكد شبهات الفساد حول التعاقد مع الشركة المذكورة». ويوم أمس (الخميس)، هاجم الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، الاتفاقية المبرمة. وقال الخزعلي في تغريدة في «تويتر»، «إلى الفاسدين الذين مرروا عقد الشركة الكورية (دايو)، سيأتي اليوم فيه تفتضحون ويعرفكم الشعب ويحاسبكم على الجريمة الكبرى التي اقترفتموها بحق مستقبله من أجل مغانمكم الخاصة». وأضاف الخزعلي «من جانبنا سنعمل وبكل قوة لإبطال هذه الجريمة الكبرى بحق العراق ونأمل من الشرفاء كافة أن يقفوا معنا ولا يسكتوا». وليس من الواضح ما إذا كانت القوى المعترضة ستواصل بجد جهود إلغاء إبرام العقد، أم أنها ستكتفي بإطلاق التصريحات لاعتبارات ومصالح سياسية خاصة. كان زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، دعم ضمناً، الأسبوع قبل الماضي، استبعاد الحكومة للشركات الصينية في قرار بناء الميناء، ودعا الحكومة إلى «العمل على اجتثاث الفساد والابتزاز الواضح والجلي في مشروع ميناء الفاو الكبير الذي تكالبت عليه أيدي الخارج والداخل وأيدي التجار والميليشيات بحجج واهية لتبقي العراق معزولاً ومحتاجاً إلى غيره».

 

الرئيس العراقي يقر بفشل منظومة الحكم منذ 2003 ودعا إلى عقد سياسي جديد والابتعاد عن سياسة المحاور عشية الذكرى الأولى لحادثة المطار

بغداد: «الشرق الأوسط»/31 كانون الأول/2020

دعا الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح إلى إبعاد العراق عن سياسة المحاور والتخندقات الدولية، فيما أكد فشل منظومة الحكم بعد عام 2003. وهو أول إقرار رسمي من أعلى هرم السلطة في البلاد، بعد 17 عاماً من تولي الطبقة السياسية الحالية حكم البلاد.

وفي وقت تزداد فيه التوترات حدة بين واشنطن وطهران عشية حلول الذكرى الأولى لمقتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، في 3 يناير (كانون الثاني) عام 2021. أكد صالح في كلمة له لمناسبة بدء العام الجديد أن «العراقيين يستحقون أكثر مما هم عليه الآن، في بلد أنعم الله عليه بالخيرات وبموقع جيوسياسي يمكّنهُ من أن يكون محطة التقاء المصالح الإقليمية والدولية، وأن يكون نقطة تواصل وتوازن بين الشعوب والدول، وهذا لن يتحقق من دون إبعاد العراق عن سياسة المحاور والتخندقات الدولية، وأن يشغل العراق دوراً فاعلاً في إحلال السلام والأمن في المنطقة». وأقرّ صالح بتصدع منظومة الحكم بعد عام 2003، قائلاً إن «الأزمات المتتالية والتحديات تؤكد حجم وحقيقة الخلل البنيوي في النظام القائم وطريقة الحكم، وإن المسؤولية التاريخية والوطنية تقتضي العمل الجاد على إنهاء دوامة الأزمات التي تعصف ببلدنا»، منبهاً على أن ذلك «يستوجب منا الإقرار بأن منظومة الحكم التي تأسست بعد عام 2003 تعرّضت لتصدع كبير، ولا يُمكنها أن تخدم المواطن الذي بات محروماً من أهم حقوقه المشروعة».

ورأى صالح أننا «بحاجة ماسة إلى عقد سياسي جديد يؤسس لدولة قادرة ومقتدرة وذات سيادة كاملة». وحول الصراعات السياسية التي يمر بها العراق، أكد صالح أنه «من غير الممكن أن يتحمل المواطن العراقي ضريبة الصراعات والإخفاقات السياسية والفساد، إلى حد التلاعب بقوته اليومي»، موضحاً أن «هذا يستدعي مراجعات وقرارات إصلاحية جديدة تُبنى على الصراحة، وتستند إلى مبدأ أساسي في عدم زجّ المواطنين بالصراعات السياسية، إذ لا يمكن أن يُربط قوت المواطنين، ورواتب الموظفين في العراق، ومنهم أيضاً في إقليم كردستان، بالصراعات السياسية وآفة الفساد».

ودعا صالح إلى أهمية أن «تكون هناك أولوية في دعم الطبقات الفقيرة عبر حزمة إجراءات فاعلة وسريعة، ومواصلة الحرب على الفساد والمفسدين، إذ لا مجال للمحاباة والمجاملة على حساب سيادة البلد وفرض القانون وترسيخ مرجعية الدولة وحصر السلاح بيدها».

وبشأن ورقة الإصلاح الحكومية المثيرة للجدل، قال صالح: «تنتظرنا في العام الجديد استحقاقات مصيرية، تتمثل في إكمال مشروع الإصلاح من خلال التمهيد لانتخابات مبكرة عادلة ونزيهة، تضمن حق الناخب العراقي في الاختيار بعيداً عن التلاعب والتزوير والضغوط وسرقة الأصوات».

وفي هذا السياق، يقول الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تحدث عنه الرئيس صالح يمثل قراءة دقيقة وواقعية لطبيعة الأزمة السياسية في العراق التي هي أزمة نظام وأزمة طبقة سياسية وأزمة شعب حيال الطبقة السياسية». وأضاف الشمري أن «العراق يعيش لحظة اختلال وانعدام الثقة من قبل الشعب تجاه الطبقة السياسية حيث إن العملية السياسية انهارت من وجهة نظري، وبالتالي فإن التوجه نحو عقد سياسي جديد يمثل أولى خطوات الإصلاح، ولا سيما أن طبيعة تراكمات 17 عاماً هي كفيلة بالذهاب نحو تنازلات من أجل تنفيذ هذا الأمر، وصولاً إلى عقول ووجوه سياسية جديدة تضع الأسس الصحيحة لنظام سياسي رصين، وألا يكون مرتهناً للخارج». وأوضح الشمري أن «ما تناوله الرئيس صالح ينسجم مع مطالب ثورة الأول من أكتوبر (تشرين الأول) التي هي مطالب الشعب العراقي، مع قناعتي أن العقول التي أنتجت الخراب لن تنتج الحلول».

وبشأن دعوة الرئيس صالح نحو إبعاد العراق عن سياسة المحاور، يقول الشمري إن «ذلك يمثل خط الشروع في ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات، وبالتالي هي رسالة للداخل والخارج، لاحترام السيادة العراقية، ولا سيما أن التوتر بين أميركا وإيران بات يثقل كاهل العراق، وأن هناك قوى معينة تحاول أن تجعل العراق جزءاً من هذا الصراع». إلى ذلك، وعشية التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة لمناسبة ذكرى حادثة المطار، دعا هادي العامري زعيم تحالف الفتح إلى مظاهرة في ذكرى حادثة شارع المطار أوائل العام المقبل. وقال العامري، خلال حفل تأبيني في ذكرى اغتيال المهندس وسليماني، في قضاء المقدادية بديالى، إنه «على الجميع المشاركة الواسعة والفاعلة في مظاهرات 3 يناير المقبل، وفاء لدماء المهندس وسليماني»، مبيناً أنها «ستحدد مصير العراق». وأضاف أنه «بعد أحداث الأول من أكتوبر 2019، مرّ العراق بأزمة كبيرة، وهذه الأزمة كانت تستهدف أن يذهب العراق نحو الفوضى العارمة، وكان هدفها تقسيم العراق». وأوضح أن «المخطط لهذه الفوضى أراد أن يكون هناك اقتتال شيعي - شيعي»، لافتاً إلى أن «أبناء الحركة الإسلامية والفصائل والكتل السياسية الإسلامية كان لديهم الوعي الكامل، ولم ينجروا بهذا الاتجاه». إلى ذلك، استبعدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي تكرار حادثة اقتحام السفارة الأميركية أواخر عام 2019. وقال عضو اللجنة عبد الخالق العزاوي، في تصريح له أمس (الخميس)، إنه «من غير المتوقع أن يتكرر سيناريو اقتحام السفارة الأميركية، لأن القضية رسالة وصلت للمجتمع الدولي والأميركان». ولفت إلى أن «البروتكولات الدولية تضع حماية السفارات على عاتق الحكومة العراقية، وأن الفصائل تفهم هذا الموضوع». إلى ذلك، وفي تطور لافت، دشنت قاعدة فكتوريا العسكرية الأميركية منظومة دفاع جوية، بالتزامن مع إجراءات أمنية مشددة بمحيط المنطقة الخضراء والمطار، خشية شن فصائل شيعية موالية لإيران هجمات انتقامية بمناسبة مرور عام على حادثة مطار بغداد. وطبقاً لمصدر أمني عراقي فإن المنظومة الجديدة هي شبيهة بتلك الموجودة في السفارة الأميركية. وتتهم واشنطن الفصائل المسلحة العراقية بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية على السفارة وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً أميركيين.

 

تحسبا لهجمات في رأس السنة.. تركيا تعتقل أشخاصا يشتبه بارتباطهم بـ”داعش”

روسيا اليوم/31 كانون الأول/2020

أفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية بأن الشرطة اعتقلت أشخاصا يشتبه في صلاتهم بتنظيم “داعش” الإرهابي في عملية استهدفت 35 أجنبيا في اسطنبول اليوم الخميس. وأضافت الوكالة أن وحدة شرطة مكافحة الإرهاب نفذت مداهمات متزامنة على 34 مسكنا في 14 منطقة بالمدينة، بعد أن تلقت معلومات عن هجمات محتملة لمتشددين في وقت الاحتفالات برأس السنة. ولفتت الى أن ممثلي الادعاء في العاصمة أنقرة أمروا باعتقال 15 شخصا آخرين في إطار تحقيق آخر يتعلق بالتنظيم.

 

أردوغان يحذر القوات الأرمنية في قره باغ

 روسيا اليوم/31 كانون الأول/2020

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس القوات الأرمنية المتواجدة في منطقة قره باغ المتنازع عليها من أي خروقات لوقف إطلاق النار بينها وأذربيجان. وصرح أردوغان، في خطاب توجه به هاتفيا إلى العسكريين الأتراك المتواجدين في أذربيجان ضمن إطار المركز التركي-الروسي المشترك لمراقبة الهدنة في قره باغ: “أنصح القوات الأرمنية بالتراجع سريعا عن خطأ ممارسة أنشطة من شأنها انتهاك وقف إطلاق النار”. وأعرب الرئيس التركي عن فخره بتواجد العسكريين الأتراك في أذربيجان، واصفا ذلك بأنه مؤشر على مستوى العلاقات بين الدولتين. وأمل أردوغان في أن يبدأ المركز المشترك مع روسيا بالعمل قريبا، مؤكدا أن أنقرة مستمرة في دعم باكو في كافة المستويات. واضاف: “يؤدي العسكريون الأتراك جميع المهام المسندة إليهم في الكثير من دول العالم: من الصومال وصولا إلى كوسوفا ومن أفغانستان إلى قطر ومن سوريا إلى ليبيا، وبودي أن أتمنى النجاح إلى عسكريينا الذين يسهمون في إحلال السلام والاستقرار في العالم”.

 

تراشق مصري ـ إثيوبي يعمق «نزاع السد»/القاهرة اتهمت أديس أبابا بـ«التدخل السافر» في شؤونها

القاهرة: محمد عبده حسنين/31 كانون الأول/2020

توترت الأجواء مجدداً بين القاهرة وأديس أبابا، بعد تصريحات أطلقها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، ووصفتها الخارجية المصرية بأنها «تدخل سافر» في الشأن الداخلي المصري. ويأتي التراشق المصري- الإثيوبي، عشية جلسة مزمعة للمفاوضات الثلاثية حول «سد النهضة»، دعا إليها الاتحاد الأفريقي بعد فترة من الجمود، الأمر الذي قد يعمق النزاع بينهما، ويصعب الوصول لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تقيمه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل. واستدعت وزارة الخارجية المصرية، القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، لـ«تقديم توضيحات»، حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري. وعقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، مؤتمراً صحافياً، الثلاثاء الماضي، بثّه التلفزيون الإثيوبي، قال فيه باللغة الأمهرية «يعلم كل من السودان ومصر أن سد النهضة لن يضرهما بأي شكل من الأشكال، لكن لديهما أجندة أكبر من ذلك». ورأى مفتي، الذي شغل منصب السفير الإثيوبي لدى مصر، أن البلدين يستخدمان «سد النهضة» كسبب بدلا من أن «يتعين عليهما التعامل مع العديد من المشكلات المحلية التي قد تنفجر، خاصة هناك (مصر)». ووفق ما نقلته (الفرنسية)، ضرب مفتي مثالا عن وضع الإسلاميين في مصر قائلا «لا أقصد التشهير، لكن في القاهرة كان هناك منطقة واحدة تكبر مساحة ميركاتو (أكبر سوق مفتوحة في أديس أبابا) بعشر مرات وكان يعيش بها الإسلاميون وتم إغلاقها (..) ويشار إليها كمقبرة». وزعم مفتي «قد ينفجر كل هذا (..) إنهم يعرفون أن سد النهضة لن يؤذيهم، إنهم يزيغون عن المشاكل الداخلية». ورد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، في بيان شديد اللهجة، أمس، واصفاً تصريحات مفتي بأنها «تعد تجاوزاً سافراً، وهي غير مقبولة جملةً وتفصيلاً، كما تمثل خروجاً فجاً عن الالتزامات الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي (..) وتعد خروجاً عن القيم الأفريقية العريقة التي تذكي الإخاء واحترام الآخر». وأضاف «مثل هذا التهجُم على الدولة المصرية والتجني في تناول شؤونها الداخلية لا يمثل سوى استمرار لنهج توظيف النبرة العدائية وتأجيج المشاعر لتغطية الإخفاقات الإثيوبية المتتالية على العديد من الأصعدة داخلياً وخارجياً». وقال حافظ «كان من الأجدر على المتحدث الإثيوبي الالتفات إلى الأوضاع المتردية في بلاده التي تشهد كثيرا من النزاعات والمآسي الإنسانية»، مشيرا إلى أزمة إقليم تيغراي الأخيرة. ودخلت مصر وإثيوبيا في نزاع منذ عام 2011، حول «سد النهضة»، الذي تبنيه الأخيرة على النيل الأزرق ويثير مخاوف في مصر والسودان حول حصتيهما من مياه النيل. ويخوض البلدان بجانب السودان مفاوضات شاقة ومتعثرة، منذ نحو 10 سنوات، للتوافق على آليات تشغيل وملء السد، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق. وتشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى الاتحاد الإفريقي في المفاوضات منذ مطلع العام الحالي عبر خبراء ومراقبين. وأجري آخر اجتماع، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتى، خلال مؤتمر الصحافي الأخير، إن جنوب أفريقيا، التي تترأس الاتحاد الأفريقي، دعت الدول الثلاث المعنية إلى اجتماع حول سد النهضة يوم (الأحد) المقبل. ولفت إلى أن هذا الاجتماع سيكون الأول بعد توقف المفاوضات نحو شهر، إثر مطالبة الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض. وقال إن الاجتماع المرتقب الذي دعت له جنوب أفريقيا يأتي في إطار «مسابقة الزمن»، في إشارة لانتقال الرئاسة المقبلة للاتحاد الأفريقي في 2021 إلى دولة الكونغو الديمقراطية. ويرى الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المصرية الأسبق، أن التصريحات الإثيوبية «تنم عن قلق كبير من تحركات مصر الدولية الأخيرة الناجحة، والتقارب المصري -السوداني، ومن اهتزاز علاقاتها بالسودان». وأبدى علام، في تصريح له، تعجبه من انتقاد إثيوبيا لحقوق الإنسان في مصر، رغم ما تعانيه من أزمات داخلية ومشاكل إقليمية مع جيرانها، مؤكدا أن بلاده ما زالت «تمسك أعصابها كثيرا جدا»، وعلى إثيوبيا «الاستيقاظ سريعا من غيها قبل فوات الأوان». وتشدد مصر على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ «حقوق مصر المائية». بينما ترى إثيوبيا، التي تعتزم تعبئته بـ74 مليار متر مكعب من المياه، أنه ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية. وأعلنت أديس أبابا في 21 يوليو (تموز) الماضي، أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

 

الجيش المصري يعلن انضمام الفرقاطة الإيطالية «الجلالة» إلى القوات البحرية)

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/31 كانون الأول/2020

أعلن الجيش المصري وصول الفرقاطة الأولى من طراز «فریم بيرغامیني»، التي بنتها شركة «فينكانتييري» الإيطالية إلى قاعدة الإسكندرية البحرية لتنضم إلى أسطول القوات البحرية، في إطار خطة مصر لتطوير قواتها البحرية والجوية والبرية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».وبحسب بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد أركان حرب تامر الرفاعي، اليوم (الخميس)، في صفحته على موقع «فيسبوك»: «الفرقاطة (الجلالة) واحدة من أصل فرقاطتين من طراز (فريم)، تم التعاقد عليهما بين مصر وإيطاليا، مما يعكس رؤية القيادة السياسية، ودعمها القوي لدفع علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات». وأضاف: «تتميز الفرقاطة المتعددة المهام الجديدة بالقدرة على الإبحار لمسافة 6000 ميل بحري، وتتمتع بالعديد من الخصائص التقنية ومنظومات التسليح الحديثة التي تمكِّنها من تنفيذ جميع المهام القتالية بالبحر وقت السلم والحرب، مما يجعلها بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، ودعم قدرتها على تأمين الحدود وخطوط الملاحة البحرية، ومساندة وحماية القوات البرية بطول الساحل خلال العمليات الهجومية والدفاعية، وتأمين مصادر الثروات الطبيعية المختلفة للدولة بالبحرين المتوسط والأحمر». وقال قائد القوات البحرية المصرية الفريق أحمد خالد إن الفرقاطة الجديدة تُعدّ ضمن الوحدات الأكثر تطوراً في القوات البحرية المصرية، بما تمثله من قوة ردع للحفاظ على السلام وتوفير حرية الملاحة البحرية، ودعم أمن قناة السويس، في ظل العدائيات والتحديات التي تشهدها المنطقة.

 

السودان يعلن استعادة كامل أراضيه الحدودية من إثيوبيا

الخرطوم: أحمد يونس»/31 كانون الأول/2020

أكد السودان استعادة كامل أراضيه الحدودية في منطقة «الفشقة» التي كانت تسيطر عليها إثيوبيا، وذلك رغم تحدث تقارير عن استمرار التوتر الحدودي بين البلدين، ووجه تحذيراً لإثيوبيا من البدء في المرحلة الثانية من ملء سد «النهضة»، قبل الوصول لاتفاق ملزم ومرضٍ للأطراف كافة.

وقال وزير الخارجية المكلف، عمر قمر الدين، في مؤتمر صحافي «أمس»، إن القوات المسلحة السودانية سيطرت على أراضي البلاد كافة، وذلك على الرغم من تقارير تؤكد استمرار التوتر والمناوشات بين قوات البلدين قرب الحدود الدولية؛ لكنه رفض التعليق على تصريحات الخارجية الإثيوبية التي تتهم السودان بالاعتداء عليها، بقوله: «لن نعير ما يصدر عنها أي اهتمام. نحن نعبر عن مواقفنا نيابة عن حكومتنا وشعبنا». وأكد قمر الدين أن حكومته لم تتلقَّ أي اعتراضات إثيوبية على اتفاقات الحدود السابقة؛ لأنها تعرف أن السودان يملك وثائق تدحض أي نوع من هذه المقولات، وأضاف موضحاً: «إثيوبيا اعترفت بالحدود مراراً وتكراراً في وثائق عديدة، والحدود بين الدولتين مرسمة، وكل ما تبقى منها هو تكثيف وضع العلامات الحدودية»، وذلك في إشارة لتصريحات أدلى بها السفير الإثيوبي في الخرطوم بأن بلاده لا تعترف بحدود 1902، باعتبارها حدوداً استعمارية.وتصاعدت الأوضاع على حدود الدولتين، بعد إعلان الجيش السوداني أن «ميليشيا» إثيوبية نصبت كميناً لقوة سودانية داخل حدود البلاد الدولية، قتل خلاله ثلاثة جنود وضابط برتبة رائد، فردَّ الجيش السوداني بهجوم معاكس، قال إنه استرد بموجبه أراضي سودانية يقوم بفلاحتها إثيوبيون، وإنه استعاد نحو 80 في المائة من الأراضي.

 

الحكومة اليمنية تتجاوز صدمة التفجير وتعقد أولى اجتماعاتها في عدن/دعت إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية... ورئيس الوزراء يتوعد الفاسدين

عدن: علي ربيع»/31 كانون الأول/2020

تجاوزت الحكومة اليمنية أمس (الخميس) صدمة محاولة اغتيالها بالهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار عدن «الأربعاء»، وعقدت أولى اجتماعاتها في العاصمة المؤقتة، متهمة خبراء إيرانيين بالتحضير للهجوم الذي قالت إنه تم بصواريخ موجهة من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية. وفيما خصصت الحكومة اجتماعها الأول برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، لمناقشة «الهجوم الإرهابي الآثم على مطار عدن الدولي» بدأت تحركاتها على الأرض لمعاينة الأضرار، وتعويض الضحايا، والعمل على استئناف حركة الطيران في غضون يومين. جاء ذلك في وقت أفادت فيه وزارة الصحة بارتفاع ضحايا القصف الصاروخي للمطار الذي تزامن مع وصول الطائرة التي تقل الحكومة إلى 25 قتيلاً و110 جرحى، بينهم إعلاميون ومسؤولون و3 موظفين في اللجنة الدولية في «الصليب الأحمر» الدولي. ودعت الحكومة في اجتماعها الاستثنائي المجتمع الدولي إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وأقرت تأجيل مناقشة موجهات البرنامج العام لعملها إلى اجتماع آخر، وأكدت أن من خطط ونفذ للهجوم أراد «محاولة عرقلة توحيد الصف الوطني وتنفيذ اتفاق الرياض، واستعادة الدولة واستكمال إنهاء الانقلاب». وبثت وسائل الإعلام الرسمية كلمة لرئيس الحكومة معين عبد الملك الذي أمر بصرف تعويضات لأسر الضحايا ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة، وقام بزيارات ميدانية إلى المستشفيات للاطمئنان على أحوالهم ومتابعة علاجهم.

وقال عبد الملك: «المؤشرات الأولية للتحقيقات في الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي تشير إلى وقوف ميليشيا الحوثي الانقلابية وراء هذا الهجوم، الذي تم من خلال صواريخ موجهة»، مشيراً إلى وجود معلومات استخباراتية وعسكرية عن وجود خبراء إيرانيين كانوا موجودين لتولي هذه الأعمال.

وأضاف: «عندما نتحدث عن ميليشيا الحوثي، فإن هذا يقودنا إلى الحديث عن إيران ومشروعها التخريبي في المنطقة من خلال تهديد الملاحة الدولية وابتزاز العالم عبر أذرعها ووكلائها من الميليشيات في المنطقة». وتابع بالقول: «إن الهجوم الإرهابي رسالة واضحة من ميليشيا الحوثي إلى الشعب اليمني والمجتمع الدولي بأنها مجرد أدوات لدى إيران وليست جادة في السلام»... مشيراً إلى أن استهداف الحكومة هو استهداف للسلام وتأكيد على مضي هذه الميليشيا الإرهابية في أعمالها. وشدد رئيس الحكومة اليمنية على «ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجرد الاستنكار إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون مواربة». قال: «المجتمع الدولي لا يزال يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أما بالنسبة لنا فالأمر واضح وأفعال وجرائم هذه الميليشيات تثبت أنها تنظيم إرهابي»، مشيراً إلى الهجوم الصادم وغير المسبوق باستهداف مطار مدني، وإلى ما وصفه بـ«تلك الصور المفزعة للضحايا» الذين سقطوا جراء الهجوم. وذكرت المصادر الرسمية أن عبد الملك «وجّه وزارتي الخارجية والمغتربين والشؤون القانونية وحقوق الإنسان بالبدء في إعداد ملف متكامل عن الهجوم الإرهابي وتقديمه إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي»، مشدداً على ضرورة استكمال التحقيقات واستكمال اللجنة المشكلة من رئيس الجمهورية إجراءاتها في أسرع وقت ممكن. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية للتحقيق في الهجوم الصاروخي وكشف ملابساته.

وأكد عبد الملك أن حكومته «لا سبيل أمامها إلا النجاح وأنها ستكون أكثر صلابة في المرحلة المقبلة حتى يستعيد اليمن عافيته» وقال: «لن نهاب التهديدات مهما بلغت خطورتها، ولا شيء في هذه المرحلة مغرٍ في أي منصب كان، بل نضع أعناقنا على أيدينا من أجل الوطن، وسنقدم أي تضحيات لخدمة الشعب اليمني». وأضاف: «هذه الحكومة هي الأمل لاستعادة التعافي والاستقرار، وأكرر أنه ليست لدينا حلول سحرية، لكننا سنعمل بكل الإمكانات على تطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة والمحافظات المحررة والمضي في معركة استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ولا وقت لدينا لنضيعه في هذه المرحلة الخطيرة، وعلى كل الوزراء فوراً القيام بمهامهم ومسؤولياتهم، وقد بدأ بالفعل عدد منهم فور وصولهم بمباشرة مهامهم، وهذا يستحق التقدير»، مؤكداً وقوف الحكومة إلى جانب محافظ عدن، وستقوم بكل ما يلزم لمساندته في ترتيب الجانب الأمني وتوحيد القرار العسكري والأمني. وشدد رئيس الوزراء على أن الحكومة «ستكون في حالة انعقاد دائم لمراقبة التطورات والعمل بكل الوسائل لتعزيز الأمن والاستقرار، ومراقبة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية واتخاذ كل التدابير لتخفيف الأعباء على المواطنين». وقال: «نشكر الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، ونحتاج في هذه المرحلة إلى مساندة إضافية للحكومة للقيام بمهامها وواجباتها، وكذلك نتطلع إلى دعم شركاء اليمن في التنمية من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المانحة». وذكرت المصادر الرسمية أن الاجتماع الحكومي «استمع إلى تقرير أولي من وزير الداخلية حول أعمال لجنة التحقيق في الحادث الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي وحول زيارته إلى المطار للاطلاع على إجراءات التحقيق، إضافة إلى الخطوات الجارية لتوحيد الأجهزة الأمنية ورفع قدراتها وكفاءاتها، وأولويات الوزارة وخططها لتنفيذ ذلك».

وبخصوص الوضع الاقتصادي والمالي، وجّه عبد الملك «بالتعامل بحزم مع أي محاولات تستهدف استغلال الأوضاع لزيادة الأعباء على المواطنين»، مؤكداً ضرورة انعكاس أسعار الصرف وتحسن العملة الوطنية على أسعار السلع وتنفيذ حملات رقابية من الوزارات المختصة لمتابعة ذلك، بحسب ما أوردته المصادر الرسمية. وفي الوقت الذي أكدت الحكومة اليمنية أنها ستتخذ كل الإجراءات لسرعة إعادة تأهيل مطار عدن واستئناف عمله في أقرب وقت ممكن، قدرت مصادر أمنية أن يستأنف المطار نشاطه في غضون يومين. وكانت الخطوط الجوية اليمنية أعلنت تحويل مسار الطيران القادم إلى عدن إلى مدينة سيئون، على خلفية الأضرار التي طالت المطار بسبب الهجوم الصاروخي. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان ارتفاع عدد ضحايا الهجوم إلى 134 شخصاً منهم 25 قتيلاً و110 جرحى، بينهم نساء وأطفال ومسؤولون حكوميون وموظفون بمؤسسات الدولة ومنظمات دولية ومدنيون، وتوزعوا على عدد من المستشفيات العامة والخاصة في مديريات عدن. وتوقعت الوزارة ارتفاع عدد الوفيات بسبب وجود كثير من الجرحى قالت إن حالاتهم حرجة، معربة عن أسفها لسقوط قتلى وجرحى «من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جراء الهجوم الذي طال أيضاً الطواقم والعاملين بالمجال الإغاثي والإنساني».

في الأثناء، دعت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية إلى الوقوف مع الحكومة لتصنيف من يقف وراء استهداف مطار عدن «جماعة إرهابية»، ما يجب أن يكون مستهدفاً في إطار العمل الدولي لمكافحة الإرهاب.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي: «الاعتداء الإرهابي الجبان والغادر تبدو عليه بشكل واضح بصمات الميليشيات الحوثية الإرهابية مستهدفةً مطار عدن الدولي أثناء وصول الطائرة المدنية التي تقل حكومة الشراكة الوطنية بقصد القتل العمد وإيقاع أكبر قدر من الضحايا والأضرار».

وأكدت أن الهجوم «يعد خرقاً وانتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وكل الشرائع السماوية التي تحرم الاعتداء على المنشآت والأعيان المدنية وحياة المدنيين تحت أي ظروف، وتصنف مثل هذا السلوك سلوكاً إرهابياً وجرائم لا تسقط بالتقادم». وأشار البيان إلى أهمية القرار الرئاسي «بتشكيل لجنة للتحقيق المهني في ملابسات الحادث الإجرامي، مع إمكانية مشاركة خبراء مجلس الأمن في الاطلاع على سير التحقيقات وسلامتها، وتحديد الجهة المسؤولة، وإعلان ذلك للرأي العام».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى المزبلة بمثل هؤلاء الجُهّال...

المخرج يوسف ي. الخوري/31 كانون الأول/2020

زارني الصيف الماضي أحدُ ثوّار عكّار، وهو مؤهّل أوّل متقاعد في الجيش اللبناني، فبادرته بالسؤال: "أين أنت يا رجل ما عُدنا نراكَ في الساحات؟" فأجابني بأسى قائلًا: "تغيّر الوضع يا صديقي، فلم يعد سهلًا إنزال الشباب إلى الثورة".

- وما الذي تغيّر؟ نوّرني.

- في العام 2006، كنت لا أزال في وظيفتي العسكريّة، وكان الطيران الإسرائيلي يقصف جسر المعاملتين، وكانت دوريّتنا تمرّ على الطريق البحري أسفل كازينو لبنان. أسرعنا واحتمينا بعد تكوُّع الطريق قرب مطعم الجزيرة. وبينما كان قصف الطيران يخضّ رؤوسنا، نظرتُ أمامي على مسافة أمتار، فرأيت سيدات ورجال بالـ "مايوهات" يتفرّجون من دون أدنى أسف أو أسى على ما يدور فوقهم في الجو، وما أن أتمّت الطائرات مهمّتها حتّى عادوا إلى الإستجمام وكأنّ شيئًا لم يكن! مرّت سِنُون طويلة ولا زال مشهد هؤلاء الناس يوجعني... (صمت هنيهة ثم تابع) كانت إسرائيل تدمّر الطريق التي سيسلكونها للعودة إلى منازلهم ولم يكترثوا!

- وما علاقة كلّ هذا بانكفائك عن الثورة؟

- الأمر نفسه يحصل اليوم مع الثورة. ننزل إلى الشارع. نَصرخُ بأعلى جوعنا. نرفع كراماتنا عاليًا. ننتفض للعلم. نمزّق أقنعتهم... لكن فجأة، تصل بيننا سيارة "لامبرغيني" يقودها شاب بنظّارات سوداء، ثمن نظّاراته وحده يُطعم عائلتين لثلاثة شهور، يقف ويصرخ بنا: "فتحولي الطريق إنتو عم تقطعولي برزقتي"!... يا للعيب، وكأنّ البلد بأحسن أحواله لنكونَ نحنُ مَن يقطعُ رزقَه!

- وهل أشخاص من هذا النوع يُجهضون ثورة؟

- هذا نموذج واحد! زِد عليه، على سبيل المثال، روّاد المطاعم والمقاهي الذين يُنفقون الأموال على بطونهم وأراغيلهم، وأكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خطي الفقر والجوع! زِد عليه أيضًا هؤلاء الذين يُقيمون ولائم وينشرون صورًا وفيديوهات على الفايسبوك...

- (قاطعته) وهل من حقّ الثورة أن تُحدّد للناس كيف يصرفون أموالهم؟

- بالطبع لا! لكن من حقّ الجياع الثائرين أن تُحترم مشاعرهم! انشر يا أخي صور موائدك الفاحشة، لكن لا تنشر صورك وأنتَ تدبك على مائدة الطعام بحذائك اللمّاع قرب "جاط" الكبّة النيّة، وفي البلد مَن يشتهي صحن سلطة خضراء! لا تجلس في المقاهي وأنت ترفع سيكارك الذي ثمنه مائتا ألف ليرة وهناك عوائل عاجزة عن الحصول على منقوشة بألف وخمسمائة ليرة!...

- أنا لا أفهمُك! هل أنت ناقم على الأغنياء.

- أبدًا! أنت تعرف أنّ في الثورة أغنياء وفقراء. وكذلك في خارجها أغنياء وفقراء. أنا ناقم على ذلك الذي يعرف أنّ له حقّ مسلوب ولا يُريد أن ينتزعه!

- أَلَيْست هذه سنّة الحياة، أناسٌ يستسلمون وأناسٌ يسعون؟ الثورة يا صديقي تتحقّق حين ينجح الساعون إلى جرّ المستسلمين إلى صفوفهم، وتُجهض حين ينجرّ الساعون إلى الإستسلام متأثّرين بسلوك المستسلمين.

(انتهى الحوار)

في الآونة الأخيرة، وفي كلّ مرّة كان يُطالعني إعلان لسهرة ليلة رأس السنة، أو أشاهد تجمّعات الناس صفوفًا طويلة أمام مختبر طبّي لإجراء فحوص الـ PCR لإبرازها على أبواب الملاهي قبل دخول سهرة في هذه الليلة، أو أشاهد تقريرًا إخباريًّا عن الوافدين من الخارج للسهر عندنا في موسم الأعياد، في كلّ مرّة كنت أتذكّر صديقي العكّاري وتُصيبني غصّة في القلب.

كيف يستطيع امرؤ أن يدفع ثلاثة ملايين ليرة لبنانيّة للرقص والسكر ليلة رأس السنة، وهناك مَن ينام على عارضة الطريق وهو يحلم بفتات مائدة؟ كيف يحتفل امرؤ في سواد الليل وبلده ملؤه النهب والسرقة والتشليح في وضح النهار؟! كيف سيرفع ماجن كأسه الليلة، لحياة أفضل، وشعبه يموت على أبواب المستشفيات؟! كيف سنخرج مما نحن فيه والجار عندنا لا يشعر بأزمة جاره؟ كيف نُقنع الدول التي تسعى إلى مساعدتنا بأنّنا شعب منكوب، بعد أن تنقل المحطّات الفضائيّة، ووسائل التواصل، مظاهر فحش رواد ملاهينا الليلة؟ كيف سنُقنع العالم بعد اليوم بأنّنا شعب مُحتلّ وحريّته مسلوبة؟ كيف وكيف وكيف، لا أعرف ولا أفهم كيف!

هل سيصدّقنا العالم بعد اليوم أنّ دولتنا فاسدة، وأنّ ثلّة صغيرة من الحكّام الطغاة ومرابي المصارف، أمعنوا في سرقة أموالنا، وأنّ لا حيلة لنا ولا مَن ينظر في وضعنا؟ وهل سيصدّقنا أنّ هؤلاء الذين ستكتظُّ الليلة الطرقات بسياراتهم الفخمة، هم لا يشكّلون أكثر من 5% من مجمل الشعب اللبناني، وأنّ غالبية الشعب الأخرى هي طبقة حزينة ومحرومة ووجهتها الرحيل، وهي غير آبهة بترك بيوتها للغرباء اللاجئين؟

أين وطني؟

أين وطني وأجزاؤه مقطّعة الأوصال. تاريخه عرضة للتزوير والتشويه. أرضه يملؤها الحقد والغضب. رجالاته يتقاذفون الحجج والأدلة، ويؤوّلون ويحرّفون. رجاله تنقسهم الرجولة. 

أين وطني وعلى أرضه الليلة أناسٌ سيحتفلون ويسكرون، وحجّتهم أنّهم يواجهون بما يعتقدونه "ثقافة حياة"، بينما هو ليس سوى الموت الآتي عليهم وعلى الوطن! فإلى المزبلة بمثل هؤلاء الجهّال. ولو كانت يداي فاعلة في الثورة النائمة، لكان أمري الليلة للثوّار: "سكّروا الطرقات بالدواليب المشتعلة واقطعوا دابر الجهل لدى هؤلاء الجهّال."

تحضرني حادثة، في هذه اللحظات، دارت فصولها عام 1982 بين وزير الدفاع الإسرائيلي آرييل شارون والرئيس بشير الجميّل (ما كان بعد رئيسًا)

عامذاك، وأبّان استعداد جيش الدفاع الإسرائيلي لاجتياح بيروت الغربيّة وإخراج منظّمة التحرير الفلسطينيّة من لبنان، حضر شارون إلى المناطق التي كانت تُعرف بالشرقيّة وبرفقته صحافيين إسرائيليين. إنصدم الجميع من رؤية شواطئ جونيه مكتظّة بالناس يسبحون ويتشمّسون. إنحرج شارون أمام الصحافة من المنظر، خصوصًا أنّ المعارضة الإسرائيليّة تتهمه بأنّه تورّط في عمليّة إخراج منظمة التحرير من لبنان، بينما حلفاؤه المسيحيون غائبون عن العمليّة. فاتصل مباشرة ببشير قائلًا: "ما الذي نراه على شواطئ جونية، كنت أتوقّع أن أقع على مركز واحد على الأقل، لتسجيل المتطوّعين لتحرير لبنان من الفلسطينيين!" أجاب بشير قائلًا: "إنّها ثقافة الحياة". عاد شارون وقال باستهزاء: "والإسرائيلي الذي ترك عمله في تل أبيب، وحضر للقتال في بيروت وتحريرها، أليس هو الآخر معنيًّا بثقافة الحياة؟"

أترك لك عزيزي القارئ الإستنتاج من هذه الحادثة، ولروّاد سهرة الليلة أقول: "سهرتكم الليلة خمر وغدًا صريف الأسنان. سنلتقي قريبًا في المصير الآتي، نحن لأن ليس لدينا ما نقتات به، وأنتم لأنّكم لن تجدوا ما تشترونه بأموالكم لتقتاتوا به، تمامًا كما حصل في مجاعة الـ 1914، فعندها إمّا يكون لقاؤنا في ثورة جامعة، وإمّا على طريق جهنّم!"

 

جمهورية الطائف او الفصل الاخير في تفكيك اوصال الجمهورية المتداعية

شارل الياس شرتوني/01 كانون الثاني/2021

مونتسكيو: "ليس من استبداد اعتى من الذي يستظل القوانين والوان العدالة"

http://eliasbejjaninews.com/archives/94467/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d8%a7%d9%88-%d8%a7%d9%84/

لقد درست تاريخ وسوسيولوجيا النزاعات اللبنانية (١٩٦٥-٢٠٢٠) على مدى ١٢ سنة انطلاقا من فرضية منهجية مبنية على التواصل بين حقبات نزاعية مختلفة تجمع بينها ازمات الشرعية الوطنية، تماسك المشروع الدولاتي، تراجع النخب الميثاقية، سيطرة الاوليغارشيات السياسية والسياسية-المالية، المشاريع الانقلابية القومية العربية واليسارية-الفلسطينية، واحتباس لبنان داخل سواتر الحروب العربية والاسلامية الباردة والحامية، وتمفصل الحياة السياسية الداخلية والخارجية على قاعدة اصطفافاتها المتحركة، الى حد  يصعب معه التبصر فيما هو لبناني وغير لبناني، واذا ما كان للدولة اللبنانية من حيثية مستقلة خارجا عن مراكز النفوذ المتوالية ومحاورها الاقليمية الناظمة. لقد انهت سياسات النفوذ الانقلابية الكيان الوطني والدولة معا، عبر ثلاثين سنة من الدولة الصورية التي احتجب وراءها واقع التبعيات الاقليمية الآسرة، والاقفالات الاوليغارشية الشيعية والسنية والدرزية وملحقاتها في الاوساط المسيحية، وتحول الدولة اللبنانية الى مصدر لترفيد سياسات النهب المنهجية للاموال العامة والخاصة من قبل اقطاب معادلات النفوذ القائمة، وتمدد الحيازات والريوع والزبائنيات على حساب الخير العام والحقوق المواطنية، وجعل لبنان متغيرا تابعا داخل ديناميكيات نزاعية  اقليمية ودولية مفتوحة. لقد احالنا هذا الواقع الى استحالات لجهة حماية السلم الاهلي، وصيانة موضوعية واستقلالية الكيان الدولتي، وصيانة السياسات المالية العامة من استراتيجيات النهب المنظم التي وضعتها سياسات النفوذ الآنفة، ووضع حد لواقع الدولة الناهبة. نحن لسنا امام مندرجات سياسية عامة وجيو -سياسية منفصلة، بل امام واقع استوائي دمر فكرة وواقع الدولة الوطنية على خط التقاطع بين الايديولوجيات النافية لشرعية الدولة الوطنية، وممارسات سياسية تلتئم على خط  تعاقبي بين النزعات الانقلابية، والجريمة المنظمة، والفراغ القيمي الذي حول دولة القانون  ومتكآتها الدستورية والقانونية، الى بنيات فارغة المضمون استخدمت لتغطية واقع الاستباحات الآخذة بكل اتجاه. هذه الملاحظات تودي بنا الى الملاحظات التالية:

أ-ان اية تسوية من ضمن واقع المفارقات الجيو-پوليتيكية ومحاورها الآسرة، والسياسات الانقلابية ومفاعيلها المدمرة، وتطبيع سرقة الاموال العامة، وتكريس الاقفالات الاوليغارشية، وواقع الارتهانات والنزاعات الاقليمية المتداخلة، كما هو الحال اليوم، تضعنا امام تناقضات لاغية لواقع الدولة كإطار ناظم للحياة الوطنية والعامة.ان السياسة الانقلابية التي تقوم بها الفاشية الشيعية وما تستحثه من مضادات سنية متماثلة، ومن تحالفات انتهازية قائمة على قاعدة المبادلات والمحاصصات الاوليغارشية سوف تؤدي الى ترسيخ واقع الانهيارات البنيوية التي تعاني منها الدولة الحاضرة، التي سوف تحيل لبنان الى واقع الدولة الفاشلة، والى العزلة الدولية التي تحول دون سياسات المساعدة الدولية الشرطية التي ترتبط باصلاحات بنيوية على مستوى آليات الحوكمة، وانتظام عمل دولة القانون، وانهاء واقع القطيعة بين المجتمع المدني والدوائر السلطوية التي تسعى الى تقويضه واستتباعه، كما هو الحال في سائر دول المنطقة، نحن كما قال البطريرك الماروني امام واقع دولة تستمد حيثيتها من استهداف المجتمع المدني  في امنه وحرياته واستقلاله. ان واقع الدولة المركزية في لبنان قد اصاب مبدأ الحوكمة الديموقراطية من خلال استهداف مهنية العمل العام، ومناقبية الخدمة العامة، وصيانة التوازنات البنيوية للاجتماع السياسي اللبناني. لا بد من مؤتمر تأسيس يخرجنا من اغلاقات هذا الواقع النزاعي المغلق، ويسمح بوضع أسس لتسوية  سياسية، ان كان هنالك من قصد لاعطاء لبنان سبيله الى مئوية ثانية.

ب - لا امكانية  لاجراء اي اصلاح مالي واقتصادي خارجا عن اعادة النظر بآليات الحوكمة،  واعادة الاعتبار لمبدأ فصل السلطات، وإنهاء سياسات الاستخدام والزبائنية والاثراء  الاوليغارشي، وانهاء واقع الدولة الريعية والاقتطاعات الحيازية، واجراء التحقيق الجنائي المالي على خط التواصل بين سياسة العقوبات المالية الدولية، والمقاضاة من خلال قضاء يستحدث للغاية ويستند الى اعمال التقصي وآليات التقاضي المحلية والدولية، واعادة هيكلة النظام المصرفي ورسملته على قاعدة خطة مركبة تستند الى تصفية ودمج المصارف، وضبط اداءاتها لجهة الالتزام بمقررات بازل الثلاثة، والرقابة القانونية والديموقراطية على اساليب عملها وهيئاتها التمثيلية، واعادة النظر بسياسة المصرف المركزي لجهة استئصاله من دائرة القرار الاقتصادي وكبديل عن آليات السوق والفاعلين الاقتصاديين، واعادته الى وظيفته كضابط ايقاع للسياسات المالية، وانهاء دوره كمحكم مهني للمصالح الاوليغارشية التي نهبت البلاد من خلال سياسات الهندسات المالية التي صيغت على قاعدة نهب الاموال العامة والخاصة من خلال الاكتتابات بسندات الخزينة، وتمويل سياسات اعادة الاعمار المشبوهة والخاطئة في موضوعاتها واولوياتها. أخيرا لا آخرا لا بد من ربط الاصلاح المالي والاقتصادي والمهني بالنموذج الناظم للاقتصاد المعرفي كأساس في مجال صياغة السياسات الصناعية والزراعية والخدمية.

ج- لا مجال لصياغة تسوية سياسية داخلية تعيد الاعتبار للدولة اللبنانية على خط تقاطع سياسات النفوذ الاقليمية وصراعاتها ( ايرانية،  تركية، سعودية… )،ان عملية فصل المسارات والمترتبات اساس في عملية اعادة تكوين الحيثية الوطنية والدولتية. ان الاستراتيجية الانقلابية لحزب الله  معطوفة على سياسة القضم التي يقودها مع  نبيه بري، ومن خلال  سياسة تحالفات انتهازية قائمة على المحاصصات الاوليغارشية وتقاسم المسالب، هي    الطريق المباشر لتفكيك اوصال ما تبقى من الدولة والمشروع الوطني اللبناني. ناهيك عن فتحه المجال واسعا امام سياسات راديكالية سنية تنعقد حول القاطرات التركية والقطرية  والارهابية، وتحويل لبنان مجددا الى مساحة لنزاعات اقليمية مفتوحة على كل تناقضات منطقة تتآكلها الحركات النهيلية  الاسلاموية المتنوعة والنزاعات الاتنو-دينية. السؤال الاساس هل من سبيل لاعادة الاعتبار الفعلي لمبدأ الدولة الوطنية على حساب متخيل الامة الاسلامية وتصريفاتها الدينية والسياسية وتوپوغرافيتها، السؤال مطروح والاجابات النظرية تبقى دونها موازين القوى وموجباتها، وما يمكن ان تدخله من تعديلات على المسرى الواقعي للاحداث. لا اصلاح في الحوكمة والسياسات العامة دون استقرار سياسي ذات مرتكزات بنيوية تبدأ بالثقافة السياسية وتنتهي  بالبنيات الدولتية.

ان الانفجار المدمر الذي قضى على مرفأ بيروت وبيروت الشرقية ليس بحادث يفسره، على نحو قسري، فساد الادارة العامة وانعدام مهنيتها وتبعياتها الزبائنية ومحاصصات سياسات النفوذ القائمة. هذا الانفجار هو عمل ارهابي ارادي  يستهدف النسيج المديني لبيروت، والبنية الناظمة للعمل السياسي في البلاد لمصلحة سياسات النفوذ الشيعية، التي تستهدف  التوازنات البنيوية على تدرج مراتبها، بدءا بالصيغة الناظمة للعمل السياسي وانتهاء  بمشروعية الكيان الوطني، كما عبرت عنه فعاليات سياسية ودينية شيعية. ان المعلومات العائدة لعمل التدمير الشامل الذي ينطلق من مبدأ الحرب الشاملة  قد اكدت صحة هذه الفرضية من الناحية المنهجية، كما ان الاغتيالات المتلاحقة التي تلت التلاعب بمسرح الجريمة، واخفاء الدلائل، والتدخل بمسار التحقيق، والحؤول دون تأليف لجنة تحقيق دولية، او المشاركة في اعمال التحقيق الداخلية، يؤكدون على حد سواء على ارادة السيطرة  الشيعية غير المواربة. ان ارادة السيطرة المعلنة التي حولت الكيان الدولتي اللبناني الى كيان صوري تابع سوف تصطدم بحدود واقع اقليمي متفجر ينهي ما تبقى من الكيان الوطني اللبناني، لمصلحة  فراغات اقليمية متنامية وصراعات مفتوحة لا احد يملك ناصيتها.

 

رَجلُ العام وبطريركُ الحِياد

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/31 كانون الأوّل 2020

أحدُ المعاييرِ الأساسيّةِ لاختيارِ شخصيّةِ العام ـــ رجلٍ أو امرأةٍ ـــ أن يكونَ دورُها ذا تأثيرٍ في الحاضرِ وفي المستقبلِ أيضًا، لكي يَجدَ فعلُ الاختيارِ مُبرِّرًا في التاريخِ. وأصلاً: مَن يَمكُثون في التاريخِ هم الخالِدون بمواقِفِهم لا العابرين بمناصِبِهم. فكم مَنصِبٍ راحَ بصاحبِه إلى النِسيانِ.

تَوسَّمتُ بالكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريركِ موارنةِ لبنان وأنطاكية وسائرِ المشرق، شخصيّةَ لبنان 2020. لو اسْتأنَسْتُ برأيِ غِبطتِه حِيالَ اختيارِه لأجابَ بتواضعِ رجلِ الله: "لـمَ أنا؟ ما قُمتُ إلا بواجبي تجاهَ ربّي وشعبي". كان يُمكنُ أن نختارَ رمزَ العام في لبنان ضحايا مرفأِ بيروت، أو المرفأَ بذاتِه، أو مدينةَ بيروت المهدَّمة، أو رجالَ ونساءَ الدفاعِ المدنيِّ والصليبِ الأحمر الّذين أنقذوا البشرَ والحجَر، أو مجموعات الشبابِ الّذين نَظّفوا الشوارعَ ووزّعوا الإعانات، أو فِرقَ المهندسين الّذين رمّموا مجّانًا. كان يُمكن أن نَختارَ أيضًا الطِفلَ سُفيان الذي، بعدما مات على القارب، رماه والدُه في البحر، أو إحدى شخصيّاتِ الثورةِ لو أفرزت الثورةُ قائدًا أو قيادة، أو لبنانَ البلدِ بما عانى. ليس رجلُ العامِ دائمًا رجلًا أو امرأة. مجلّةُ "تايم" الأميركيّةِ، التي أطلقَت هذا التقليدَ سنةَ 1927، اختارت الكومبيوتر سنةَ 1982 والكرةَ الأرضيّةَ سنة 1988.

ما حَسَمَ لديَّ اختيارُ البطريرك الراعي إحساسي بأنّ لبنان، وسطَ الضياعِ الكبير، يحتاجُ شخصيّةً فَذّةً تَتخطّى الانقساماتِ وتَحمِلُ قضيّةَ لبنان وتُعيدُ تثبيتَ الكِيان. عاينتُ في البطريرك الراعي مواصفاتٍ شخصيّةً وإيمانًا روحيًّا ومبادئَ وطنيّةً وقيمًا إنسانيّةً وَفّرَت له القدرةَ على لعبِ دورٍ رائدٍ وقياديٍّ، وعلى استنهاضِ الشعبِ للدفاعِ عن وجودِه وهويّتِه وتاريخِه. يومَ أطلقَ البطريركُ الراعي عظةَ الخامسِ من تمّوز الماضي الشهيرةَ، ظَنَّ البعضُ أنّها شُعاعُ صيفٍ ويَغيب، فاغتَبطَ الناسُ إذ وجدوه ثابتًا ومثابرًا ومُصمِّمًا وتصاعديًّا وحاملَ مشروعٍ لإنقاذ لبنان مهما كانت الصعوباتُ والتحديّاتُ وبوجه أيٍّ كان.

سبقني إلى اختيارِ البطريرك: شاشاتُ التلفزةِ وأثيرُ الإذاعات. الصِحافةُ اللبنانيّةُ والعربيّةُ بعناوينِها ومقالاتِها وتحليلاتِها عنه، وآخِرُها مَقالُ جهاد الزين في "النهار" 29/12/20. أكثريّةُ الشعبِ اللبنانيِّ التي َوجَدت فيه بديلًا أصيلًا عن انكفاءِ السياسّيين وتراجعِ بعضِ الأحزابِ فأيّدَت الحِيادَ وأُعْجِبت بجُرأةِ مواقفِه وفائدتِها. واقعُ لبنان الذي يُفتِّشُ عن مُنقذٍ في زمنِ نُدْرة ِالروّاد. سفراءُ عربٌ وأجانبُ أَمّوا بكركي والديمان مؤيّدين ومُشجّعين. حضاريّو الثورةِ الّذين يَجتمعون به دوريًّـا. الفقراءُ وقد كَلَّف غِبطتُه مؤسّسات الكنيسةِ أنْ تُعِينَهم وتُوزِّعَ عليهم الإعانات. التاريخُ اللبنانيُّ الذي يَزهو بالبطاركةِ الأقوياءِ والمقاومين. البطريركُ الراحلُ مار نصرالله بطرس صفير الذي أتخيّلَه يَرى فيه من عَلْياه بطريركًا يُكْمِلُ مسيرةَ السيادةِ والاستقلال وتحريرَ لبنان من الاحتلالِ الجديد. قداسةُ البابا فرنسيس الذي يؤيَدُه كلّيًا ـــ خلافًا لتسريباتِ السوء ـــ ووَجّه عَبْره، لا عَبرَ الدولةِ، رسالةَ مَحبّةٍ ودعمٍ إلى اللبنانيّين وتوبيخٍ إلى المسؤولين. وزيرُ خارجيّةِ فرنسا حين قال من بكركي: "لا قيمةَ لسيادةِ لبنانَ من دونِ الحياد". وأخيرًا، لا آخِرًا، اللبنانيّون، شعبًا ومسؤولين، وهُم يَترقّبون عِظاته كلَّ أحد، فيرفعُ اللبنانيون رؤوسَهم والمسؤولون يُطأْطِؤنها.

ليس غِبطةُ البطريرك الراعي قائدَ جيشٍ بل قائدُ شعبٍ قامَ بدورِ الجيش في مراحلَ عدّةٍ دفاعًا عن الوجودِ الحرِّ ولبنانَ الوطنِ والدولةِ والشَراكة. وكما عَوّضَ شعبُ البطريرك عن تقاعسِ الدولةِ منذ سنةِ 1943 فكان رمزَ المقاومةِ اللبنانية، يُعوّضُ البطريركُ الراعي عن تقاعسِ الدولةِ وعددٍ من القيادات المدنيّةِ. خِلالَ العامِ المنصرِم، انتفَض البطريركُ الراعي على طريقتِه. طرحَ مصيرَ لبنان. قَدّمَ مذكّراتٍ حولَ مستقبلِ لبنان إلى رؤساءِ الدول. اتّخذَ مبادرات داخليّةً وخارجيّة. هزّ الضمائر. قالَ الحقَّ. كَشف المتخاذِلين. رَفع الصوتَ والسقف. وجّهَ أَصابعَ الاتّهام وأنَّب. أيّدَ الثورةَ. دعا إلى حِيادِ لبنان وأصدَرَ وثيقتَه الأولى. طالبَ بتحريرِ قرارِ الشرعيّة. ناشَد المجتمعَين العربيَّ والدوليَّ نجدةَ لبنان وضمانَ وجودِه المستقلِّ والديمقراطي، وأثارَ قضايا الناسِ ومآسيَهم... خلالَ العامِ المنصرِم أعطانا البطريركُ الراعي ثقةً، قوّةً، شجاعةً، وأملًا. أنعشَ روحَ المقاومةِ والقدرةَ على المواجَهة. أصرَّ على الشراكةِ الوطنيّة. واجَه الطبقةَ السياسية، وصارحَ الحكّامَ وجهًا لوجَه. متابِعو مواقف البطريرك يلاحظون، دون شكٍّ، أولويّةَ المصلحةِ اللبنانيّةِ العابرةِ الطوائفَ والعالمَ العربي على الاعتباراتِ المسيحيّة الضيّقة. فصِحّةُ المسيحيِّين من صِحّةِ دولةِ لبنانَ وليست من صِحّةِ بعضِ القياداتِ المسيحيّة ومصالحِها.

كان لا بدَّ للبطريركِ الراعي أن يُجَدّدَ مرجِعيّةَ بكركي الوطنيّةَ بموازاةِ مرجِعيّتِها الدينيّة. فبعد أن كان لها الدورُ الأساسُ في إنشاءِ دولةِ "لبنان الكبير"، تَركت إدارتَها الدستوريّةَ والسياسيّةَ للعَلمانيّين، وانتحَت تُراقِبُ مسيرةَ التجربةِ الوطنيّةِ الفريدةِ في الشرق. لكنَّ البطاركةَ سرعان ما كانوا يَهُبّون لتصويبِ المسارِ ودقِّ الناقوس كلّما وَجدوا انحرافًا في الِخياراتِ وسوءَ حوكمةٍ وتلكّؤًا سياسيًّا وخطرًا يَتهدّدُ الكِيانَ اللبنانيّ. فالكنيسةُ لم تناضلْ ألفًا وسِتَّمائةِ سنةٍ لتأسيسِ دولةِ لبنان على كاملِ ترابِ الوطنِ، للمرّةِ الأولى في تاريخِ شعبنا، لتتَركَها ريشةً في مَهَبِّ مشاريعِ هذا الـمُكوِّنِ أو ذاك، ولعبةً بين أيدي دولِ المحيط، وأداةَ طموحاتٍ رئاسيّةٍ. البطريركيّةُ هنا. مجدُ لبنان الذي أُعِطيَ لها، باقٍ لديها. وها هو البطريركُ بشارة الراعي يَتدخّلُ لتصحيحِ مسارِ الدولةِ اللبنانيّةِ المحتلَّةِ والمتهاويةِ من جِهة، ولتصحيحِ خِيارات بعضِ المسيحيّين من جِهةٍ أخرى.

البطريركُ مار بشارة بطرس الراعي هو رجلُ العام من أجلِ الأعوام المقبلة. صعبٌ دورُه. البطريركُ الراحل مار نصرالله صفير قاومَ لزمنِ الأمل (2005)، بينما البطريركُ الراعي يقاوِمُ اليوم في زمنِ اليأس (2020). لكنّه عازم أن يُحوّلَ اليأسَ قيامة. ما زَرعه البطريركُ الراعي هذا العام سيُزهرُ في العامِ الآتي.

 

لم يبقَ في بيوتها أطباق تكسرها ليلة رأس السنة..بيروت والحبّ والله والعدالة في 2021

نوال نصر/نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

وماذا ينتظر بيروت بعد؟ ماذا ينتظرها في 2021 ولم تشهده في 2020؟ ستّ الدنيا تخسر أولادها، فلذات كبدها، كما المركبة التي خسرت مكابحها، وعبثاً تحاول "فرملة" سقوطها فتضرب، وهي تتجه نزولاً، يميناً ويساراً، حاصدة من تُحب ومن يُحبها. بيروت تذهب الى 2021 دامية الهيكل والقلب، متعثرة، غير مستقرة، وقابعة على نار وبارود. بيروت في 2021 يعوزها الكثير لتصمد ويُكتب لها العمر الجديد. فهل تكتب في السنة الجديدة نهايتها وتُطمر أم تنتفض وتكتب، بالدمِ والصبر، مستقبلاً جديداً؟

تودّع بيروت سنة 2020 جثة هامدة بلا حياة، كما قطعة الثلج، يتفرج عليها من بقي "يتنفس" من أهلها، محاولين انتشال بعض الأمل من قلب الدمار. عبثاً. فيغلقون عيونهم علّهم يغطون في النوم ويحلمون. اللهمّ ألاّ يكون الإتكال على الأحلام بمثابة النوم طوال الحياة.

هو الغروبُ يتسرب في كانون. الميناء المنبسط على واجهة بيروت البحرية يستمر بعد خمسة أشهر إلا أربعة أيام أرضاً محروقة، لمسها الشيطان ودافع عنها الله، وبين بين، بان مشهد جديد آخر لمدينة بيروت، شقلب فيها أشياء كثيرة. لكن، هل ما زال "الحب في بيروت مثل الله في كل مكان"؟ نزار قباني قال هذا ذات يوم. فلنبحث في الأرجاء، مع قدوم 2021، عن بيروت والحب والله. شجرة ميلادية رُكّزت قبالة ما تبقى من إهراءات قمح في المرفأ، مزينة بأسماء ضحايا مجزرة الرابع من آب. نقرأ فيها. ويمرّ الوقت ونحن نتابع القراءة بين الأسماء والقصص والمآسي. تصل صبيّة تحمل باقة ورد بيضاء. تقف امام الشجرة. تصلي. تمسح دموعها. وتغادر. ثمة نجوم ذهبية في أعلى الشجرة. والنجمة هي الرمز السماوي للوعد، فنجمة بيت لحم كانت علامة الوعد التي قادت المجوس الى مكان ولادة المسيح. ننظر الى السماء. ثمة نجمة لكل شخص في العالم. ثمة نجوم كثيرة أصبحت صلة وصل بين من باتوا في السماء ومن يستمرون على هذه الأرض.

على أبواب بيروت

العالم متغيّر لكننا في بقعة لكثرة ما دارت عقاربها الى الوراء داخ مواطنوها وأصبحوا يمشون على الطريق بلا وعي. ندوس الفرامل منعاً من الإصطدام بامرأة تقطع أوتوستراد الكرنتينا غير مبالية بشيء. وكأنها تتقصد تعريض نفسها الى الخطر فتموت وترتاح. نلاحظ وجود عناصر الجيش في مناطق المدور والكرنتينا والجميزة ومارمخايل أكثر من سواها. نتجه نحو المستشفى الحكومي في الكرنتينا الذي شلّعت جريمة 4 آب كثيراً من حناياه فنراها عادت للعمل. قسم الأشعة. قسم مختبرات الدم. مركز كارلوس سليم للطفولة. ثمة شجرة ميلادية وُضعت في صدر ردهة الإستقبال وعلى رأسها أيضاً نجمة. وهناك، في الجوار، في مكان الحديقة العامة التي كانت تظللها أشجار الغار، ورشة بناء مبنى جديد وضع حجر الأساس له، كما تقول لوحة التدشين المعلقة: وزير الصحة وائل ابو فاعور في 11 تشرين الأول عام 2016. هذا المبنى الملحق ممول بقرض من البنك الإسلامي للتنمية.

لبنان كله مموّل من الخارج في ظلّ وجود حكومات فيه لا تعرف إلا أن تأخذ. بيروت ستعيش من جديد. نُكرر ذلك بلا هوادة لكن ما ادرانا بأسرار بيروت التي تطلب، منذ نشأت، براهين حبّ. ومأساتُها وجود كثير من الخونة فيها لا يميزون بين الحبّ والشرّ. ثمة صدى فرح في الكرنتينا. هناك، في الحديقة العامة، تُنظم اليونيسف مسابقات وقراءات لأطفالٍ كل ذنبهم أنهم كانوا قبالة العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت. ننظر في عيون هؤلاء الصغار. نُحدق أكثر. فنتأكد أن الفرح ينطلق دائماً من هؤلاء.

شجرة ضحايا بيروت

نتجه مجدداً الى المرفأ. نقف قبالته وننظر الى القلب، الى الداخل، المليء بالأسرار. خمسة أشهر مضت ولم تمتدّ يد إنسان، بالفعل لا بمجرد الأقوال، لإزالة مشهدية الدمار. كلّ التفاصيل تستمر شاهدة على هول ما تعرضت له بيروت. نرى "ونوشاً" محروقة وبعض الونوش الناجية تعمل. ونرى بعض الشاحنات تذهب وتجيء وكثيراً كثيراً من المستوعبات وبواخر باتت خردة تغمر أجزاء من أجزائها المياه المالحة. ميناء بيروت يحاول أن "يقوم" من الموت لكنه يستمرّ في موتٍ سريري. تصل عائلة. ينزل أفرادها. يقفون قبالة الإهراءات ويلتقطون "السيلفي" قبل أن يغادروا الى كندا.

نتجه صوب الجميزة ومارمخايل والأشرفية... "بيروت ما بتموت". عبارة تطلّ عبر لوحات إعلانية. نصدق؟ كثيرون ما عادوا يصدقون، بعد كل ما أصاب بيروت ولبنان، شيئاً. سنة 2021 الآتية سيكون من الصعب عليها أن تمحي كل ما فعلته 2020 بنا. نمرّ من أمام قصر بسترس. نتمهل. ننزل. نراقب. ثمة عمال "ينغلون" من أجل إعادة هذا البيت البيروتي التاريخي المشغول بعناية شديدة الى عصره الذهبي قبل أن يتشلع. سقوف القصر ترتفع ثلاثة أمتار، وهي مرسومة بالجص والخشب. وأصحاب البيت أكدوا على وجوب إعادة البيت كما كان. فحتى "مفصلات" الأبواب العتيقة توضع مكانها مفصلات من نفس النوع. ومثلها "برايز" الكهرباء. ثريات رائعة. رسومات جدرانية. وجدارية عند المدخل كُتب عليها "ما شاء الله". بيروت يا بيروت كم عشتِ عصوراً ذهبية وعصوراً خشبية! فماذا سيُكتب لك في 2021؟ هل علينا أن نسأل المنجمين أم أن نتكل على الإرادة والتصميم والسماء؟ نغادر قصر بسترس الذي قرر مالكوه إعادته كما كان، بتفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة، ونرى قرب الباب الخلفي "بابا نويل" صغير ونجمة. النجوم في كل مكان. هناك، بالقرب من المكان، في قلب الأشرفية، يوجد عمال سوريون. نسأل أحدهم: من أين هو؟ يجيب: من القامشلي. ولماذا لا يعود الى سوريا ما دام الكلّ في لبنان يتذمرون من الأسعار والأحوال؟ يجيب بتهكم وبكثير من الواقعية: "ننتظر أن تغادروا أنتم فيُصبح لبنان لنا". نبتسم؟ نضحك؟ نحزن؟ نصرخ؟ أدرنا ظهرنا وابتعدنا. بيروت يا بيروت يا ست الدنيا يا بيروت. نحن في منطقة مارنقولا شارع 61. شجرة ميلادية على درج مارنقولا، وكثير من القصور والبيوت التي تروي قصص عائلات بيروتية قديمة، لم يتخيل أصحابها ولا جيرانهم أن الحال في 2020 ستؤول الى ما آلت إليه. بيروت تقوم من الموت هذه المرة أيضاً لكن ببطء شديد. هنا التاريخ ومن ليس له تاريخ ليس له مستقبل. فهل تعدّ بيروت نفسها للقيامة في 2021؟

بيروت الدامية

المشهدية في مارمخايل تختلف. البيوت أكثر تواضعاً بكثير. وبراثن الشرّ تستمر تبصم كل التفاصيل. مغارة ميلادية كبيرة على طول رصيف مبنى كهرباء لبنان. هنا، في هذا المبنى، في طبقته رقم 12، ماتت ماري طوق بعد انفجار العنبر رقم 12. الرقم شؤم أم سياسيونا هم "أهل الشؤم"؟ شظايا الزجاج ما زالت بعد خمسة أشهر مكدسة على الزوايا. ردم، دمار، حديد وعيون تائهة. "شلاح طائفتك على ابواب بيروت". "بتدمّر منعمّر". "لقد دمّر الوحش قريتي". "دمروا بيتي وشغلي وحياتي". "ما تحملوا الطلاب كلفة الإنهيار".. عبارات كتبت على كراتين وعُلقت على بيوت بيروت. رجلٌ يقوم بإصلاح شبابيك منزله التراثي الخشبية بنفسه. بيوت كثيرة لا تزال تنتظر أعمال الترميم. بيروت ستستقبل سنة 2021 بكثير من الألم على الرغم من كل الأيدي التي سعت الى بلسمة الجراح وزرع إبتسامات في الأرجاء. فوجعها هذه المرة أتى مضاعفاً لأن الصفعة من أهل البيت يكون لها وقع أكبر. فكيف إذا أتت على شكل آلاف الأطنان من النيترات؟

أمام مخفر الجميزة وضعت شجرة ميلادية يحوطها كثير من الركام. وفي الجوار عبارات من نوع: "الجميزة ما بتركع" و"الجميزة راجعة أحلى مما كانت". نُصدق؟ الجميزة وعدت أن تعود في 2021 أحلى مما كانت، لكننا "غمضوا عين فتحوا عين" نُصبح في 2021 فماذا ينتظرها وينتظر بيروت ولبنان؟ ربما يتمثّل الجواب الحاسم بعبارة بالإنكليزية: our space is destroyed but we are not. فمن بقوا أحياء سيُعيدون ضخّ الحياة.

القديس مارالياس شاهر سيفه في كثير من شوارع وأزقة بيروت. نرسم اشارة الصليب ونتابع وداع سنة واستقبال سنة في مدينة كُتب لها على مدى حياتها، أن تعيش ويلات وزلازل وأمراضاً وحروباً وكم من مرة ومرة ظنناها ماتت، انتهت، لكنها في كل مرة كانت تنفض الغبار عن نفسها وتقوم. لا، لسنا نتحدث عن طائر فينيق، ملّ منه العالم، لكننا نتكلم عن شعبٍ أدهش مراراً الكرة الأرضية. فهل سينجح هذه المرة أيضاً؟ هل سيبرهن في 2021 عن عناده السرمدي؟ وجوه البيارتة باهتة غاضبة لكن لن نراهن اليوم، مع بداية 2021، إلا على العناد لا الإستسلام. فلننتظر.

قهوة المعلم أرتين نفضت الدمار والغبار وعادت تعمل. مبنى سليم غلام التراثي يُرمم. وبيت ناجي مسعود، المصوّر الفوتوغرافي الذي أعطى المهنة من اللحم الحيّ، عاد إليه النبض وحبل الغسيل عاد ليمتلئ بألوان قوس قزح. الحياة تعود الى المباني البيروتية التي شلعها شرّ 4 آب. هناك طبعاً بعد الكثير. وهناك تحذيرات على طول الطرقات: إنتبه رافعة... إنتبه خطر وقوع أشياء... لكن، ما يُخشى عليه أكثر من أي شيء هو "مشاعر" ناس بيروت وكل من أحبوا بيروت وكل من ينامون ويستيقظون على صوَر وجوه ضحايا مرفأ بيروت الذين لن يصبحوا في طي النسيان. فهل سينجحون في 2021 في طرد اليأس واسترجاع الأمل؟ ها نحن نستقبل السنة الجديدة وكم حملها ثقيل! وملف التحقيق في جريمة 4 آب ستحمله، إطمئنوا، السنة الجديدة.

 

طلاب الجامعات الخاصة في مواجهة التسليع التربوي والتعليمي

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

وللصروح الجامعية أيضاً "كارتيلاتها" و"سلطويّوها" أصحاب المداخيل الطائلة الذين لا يفوّتون فرصة للتعامل مع "العلم" في لبنان كبضاعة استهلاكية تخضع لقانون العرض والطلب ويفضلون حصر "التعليم ذي الجودة" بفئة ميسورة من الأوليغارشيين دون غيرهم بذريعة "صعوبة المرحلة". وعليه، تجدد حراك طلبة الجامعات في لبنان، وخرج التلاميذ في سلسلة تظاهرات مطلبية يدعمهم مواطنون وناشطون لمناصرة قضيتهم في مواجهة قرارات الجامعات الخاصة دولرة رسومها وزيادتها أضعافاً بنحو 160% بما يهدد مستقبل عشرات آلاف الطلاب.

"الحال من بعضه" هو عنوان المرحلة، وعنوان الخوف من قوة هذا الاتحاد الطلابي بين مختلف الطبقات الاجتماعية التي عملت سياسات مختلفة على فصلهم. وللمرة الأولى منذ سنوات، تم توحيد الصفوف بين تلامذة الجامعة اللبنانية الرسمية وتلامذة الجامعات الخاصة إذ اعتبر طلاب لبنان أن قضيتهم "التربوية" موحدة ومتشابكة في مصائرهم المجهولة بين طلاب في "اللبنانية" يعانون سياسات تدمر وتهمل التعليم الرسمي بشكل ممنهج يفسح المجال أمام إدارات الجامعات الخاصة للتسليع التربوي والاستفراد بطلاب "الخاصة" وذويهم ليصبح الحال واحداً بين مختلف الطبقات الاجتماعية إذ أنه في آخر المطاف يُدفع بكليهما إما نحو وقف المسيرة التعليمية أو السفر بهدف التحصيل العلمي ليصطدما أيضاً بأزمة التحويلات إلى جامعات الخارج! رأت ديما الأعور، وهي طالبة في الجامعة اللبنانية، في حديث مع "نداء الوطن" أن "قرار الجامعة الأميركيّة في بيروت إتخاذ قرار دولرة الأقساط قد مهّد الطريق أمام سائر الجامعات الخاصّة وأن "السبحة ستكرّ" على غير ذلك من القرارات ما لم تنتصر المعركة الطلابية لوقف استنزاف الأهالي، وقد أتت اللافتات المطلبية موحّدة بين سائر المتظاهرين لتؤكّد أنّ "الطالب ليس زبوناً" وأن التعليم حق وليس سلعةً أو امتيازاً"، معتبرة أن "حقوق طلاب "الأميركية" لا تختلف عن حقوقها كطالبة في "اللبنانية" وأن هناك تقاعساً كبيراً للجهات الرسمية المعنية بكل الجامعات سواء الرسمية منها أو الخاصة في التصدي للتحديات التي تواجه الطلاب من "الحدت" إلى "بلس". ففي المحصلة علينا أن نعترف أنه ان استمرت الأزمة الإقتصادية الحالية، وهو الشيء المرجح، ستشهد الجامعة اللبنانية التي تلفظ انفاسها الأخيرة بعد أن اقتُطعت ميزانيتها، نزوحاً لأعداد كبيرة من الطلاب وهو ما يطرح فعلاً تساؤلات عن القدرة الاستيعابية لهذا النزوح المتوقع".

في السياق نفسه، أكد عضو النادي العلماني ورئيس مجلس الطلبة في الجامعة الأميركية، جاد هاني لـ"نداء الوطن" أنّ الهدف الأول والأخير للتحرّكات المطلبية المستمرة هو لمطالبة إدارات الجامعات الخاصة "بالتراجع عن الزيادة المحدّدة لفصل الربيع القادم بمعزل عن أسعار الصرف"، شارحاً أن "قرارات الجامعة الأميركية مثلاً قد اتخذت في زمن الامتحانات ومن دون سابق تحذير أو الجلوس الى طاولة الحوار مع الهيئة الطلابية المنتخبة بهدف تحديد قيمة الزيادة على الأقساط بالتفاهم مع الطلاب وفقاً لمبدأ الإدارة التشاركيّة لتأمين انخراط الطلاب عبر الممثلين الشرعيين في المجالس الطلابية، في اتخاذ القرارات المصيرية" وهو ما وجده "أمراً مستنكراً ومرفوضاً بخاصة أنه وبمقابل رفع الأقساط بنسبة 160% هناك عجز بنسبة 4.8% فقط (وهو نسبة بسيطة لا تبرر كل هذه الزيادة في الأقساط)" ويُمكن أن يوضع "في مقام "ليّ أذرعة الأهالي" الذين تمت مباغتتهم بقرار سيادي لا نقاش فيه ينقض مبدأ الاتفاق الأساسي الذي على أساسه تم تسجيل ابنائهم في الجامعة، فما الذي يمنع تكرار الأمر لاحقاً، وهل علمنا سيبقى عرضة لتغيّرات السوق؟!".

أما عضو النادي العلماني في الجامعة الأميركية كريم صفي الدين فقد أوضح لـ"نداء الوطن" أن معركة الطلاب قد انطلقت في البدء اعتراضاً على "إقصاء الطلّاب من عملية إتخاذ وإنتاج القرارات التي تؤثر بالدرجة الأولى عليهم بشكل خاص" ورفضاً "لعدم اعتماد الجامعة مبدأ الشفافية الماليّة مع الطلاب بما يحفظ حقهم بالاطلاع والمساءلة والمحاسبة لأن الجامعة الأميركية هي منظمة حكومية لا تبتغي الربح ولديها استثمارات في جميع أنحاء العالم وتستفيد من هبات تفوق الـ700 مليون دولار" وامتعاضاً من "سياسات توزيع الأولويات غير المنصفة في الجامعة الأميركية والمتمثلة بإدارة توزع مواردها بشكل غير عادل وبطريقة منحازة تأتي في غالب الأمر على حساب العمال الذين يتقاضون حداً أدنى من الرواتب أو الطلاب من الفئات الضعيفة والمهمشة مادياً" لافتاً إلى أن "تبرير العنف ضد الطلاب مرفوض، وتحويل الصرح الجامعي لثكنة عسكرية ووصف الطلاب بصفة "المقتحمين" لها غير مبرر، أما المضحك جداً فهو اتهامهم كطلاب بالتآمر مع "الممانعة" او "حزب الله" بسبب ظهور شخص مسن على احدى الشاشات مستخدماً بعض المصطلحات التي لم تعجبهم!".

وختم "أما بالنسبة لموضوع عدم تصرّف القوى الأمنية بشكل لائق مع المشاركات من النساء إذ أظهرت الصور بعض اللقطات الصادمة والتي يظهر فيها ما هو "تحرش" واضح، فهو أمر مستنكر". في المحصلة، شعر البعض بعودة روح الثورة عبر الشعارات المرفوعة من الطلاب والمطالبة بـ"اسقاط تسليع ودولرة التعليم" و"إنتاج العقد الطلابي" و"استعادة الجامعة اللبنانية" كمطالب محورية في مسار التغيير السياسي والاجتماعي الذي ثار من أجله اللبنانيون في 17 تشرين، فهل سيكون "العلم" هذه المرة هو "الشعرة التي قصمت ظهر البعير؟".

 

مفاوضات الترسيم في الـ 2020: لبنان يتمسّك بحقه وإسرائيل توارب

غادة حلاوي/نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

لا موعد محدداً بعد للجلسة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. الواضح أن هذه المفاوضات رحّلت الى ما بعد تسلّم الادارة الاميركية الجديدة ومعرفة ما إذا كان سيستمر العمل مع الفريق ذاته، أم أن الأمر سيخضع للتغيير. وحتى جلاء الصورة أميركياً يتمسك لبنان بكامل حقه في كل شبر من حدوده البحرية، من دون تراجع أو محاولة الخضوع لأي ضغط من أي جهة كانت. وفي تقييم أولي، تؤكد مصادر معنية أن الجلسات الأربع من المفاوضات التي سبق وعقدت كانت في غاية التعقيد بحيث لم تخرج بأي نقطة توافق مشتركة بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي. والارجح أن الجلسة الخامسة التي كان مقرراً عقدها عن بعد أرجئت هي الأخرى من دون تحديد موعد جديد لانعقادها. وكانت أولى جلسات التفاوض انطلقت في 14 تشرين الأول الماضي، في رأس الناقورة، بحضور مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، خصصت للتعارف بين الوفدين المفاوضين، وفي 28 منه، انطلقت الجولة الثانية، بعد تأجيلها لمدة 48 ساعة بناء على طلب أميركي. وحمل الوفد اللبناني الى طاولة المفاوضات خرائط ووثائق تبرز نقاط الخلاف في المنطقة البحرية المتنازع عليها، وركز على انطلاق مسار ترسيم الحدود البحرية من النقطة “B1” في رأس الناقورة، ما يؤدي إلى ترسيم الحدود البرية والبحرية. وفي 11 تشرين الثاني، عُقدت الجلسة الثالثة فيما أجّلت الجلسة الرابعة للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بينهما مرتين متتاليتين، بحجة إجراء الاتصالات اللازمة لتحريك الأمور وعدم بقائها تدور في الحلقة المفرغة ذاتها. اربع جلسات انتهت الى نتيجة صفر بعد نشوب الخلاف بين لبنان وإسرائيل حول المساحة البحرية المستحقة للبنان في المياه الإقليمية، ورفض إسرائيل لنقطة الترسيم الجديدة التي طرحها الوفد اللبناني والتي تعطي لبنان، بناء على خط بصبوص الرابع، مساحات بحرية زائدة تقدر بـ1430 كلم عدا الـ 865 كلم² التي كان متنازعاً عليها.

إصرار أميركي على الترسيم

وفي محاولة للحل، جال رئيس الوفد الأميركي الوسيط في المفاوضات غير المباشرة السفير جون ديروشير ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، على كل من رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الركن بسام ياسين، إضافة إلى أعضاء الوفد من دون تسجيل جديد. وفي 22 الجاري أعادت أميركا تحريك جهودها وأعلن مايك بومبيو استعداد بلاده “للتوسّط في مناقشات بنّاءة بين لبنان وإسرائيل بشأن حدودهما البحرية، وحثّ كلا الجانبين على مواصلة المفاوضات على أساس الادعاءات الخاصة بكل منهما والتي أودعاها في السابق لدى الأمم المتّحدة”. ورحب لبنان على لسان وزير الخارجية اللبنانية شربل وهبة “بالدور الأميركي كوسيط في المفاوضات غير المباشرة للتوصّل إلى ترسيم الحدود البحرية، لكنه نفى أن يكون لبنان أودع الأمم المتّحدة أي خرائط سوى خرائط الحدود البرية التي وضعت في العام 1922”. وكانت الادارة الاميركية برئاسة دونالد ترامب كثفت مساعيها لاستئناف المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول ترسيم الحدود. وأعادت تحريك الملف مجدداً من خلال زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى لبنان في آذار 2019، حاملاً عرضاً باستئناف المفاوضات قَبِله لبنان الذي شرّع أبوابه بعد ثلاثة اشهر لزيارات مكوكية لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد بين لبنان واسرائيل، محققاً الخطوط العريضة للاتفاق المبدئي قبل ان يصار الى تعيينه سفيراً لبلاده في تركيا وتسليم مهمته الى خلفه دايفيد شينكر، لتنتهي بذلك فترة ثماني سنوات من الاخذ والرد والشروط والشروط المضادة اتسمت بموقف لبناني صلب، عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله للموفد الاميركي ان لبنان لن يفرط ولو بمقدار كوب ماء من حقه في مياهه الاقليمية.

إعلان إتفاق الإطار

كان واضحاً اصرار ادارة دونالد ترامب على تحقيق خرق في الملف على ابواب الانتخابات الرئاسية الاميركية وأمنت بالفعل انطلاق هذه المفاوضات في احتفالية توزعت بين لبنان واميركا واسرائيل. وفي 6 آب 2020، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “المحادثات مع الأميركيين في ملف ترسيم الحدود الجنوبية أصبحت في خواتيمها”. جاء هذا الاعلان نتيجة محادثات انطلقت منذ العام 2018 مع الجانب الأميركي حول آلية التفاوض مع إسرائيل. وفي الاول من تشرين الاول 2020 أعلن بري في مؤتمر صحافي الإطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في جنوب لبنان، لينتهي بذلك دور رئيس مجلس النواب ويتحول الملف الى عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. واستند نص الاعلان الذي وضعته الإدارة الاميركية إلى التجربة الإيجابية للآلية الثلاثية الموجودة منذ تفاهمات نيسان 1996، وحالياً بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1701، التي حققت تقدماً في مجال القرارات حول الخط الأزرق.

وفي ما يخص مسألة الحدود البحرية إتُفق على عقد اجتماعات متواصلة في مقر الأمم المتحدة في الناقورة تحت راية الأمم المتحدة، وبرعاية فريق المنسق الخاص للأمم المتحدة لشؤون لبنان، وان ممثلي الولايات المتحدة والمنسق الخاص للأمم المتحدة لشؤون لبنان مستعدان لإعداد محاضر الاجتماعات بصورة مشتركة، التي ستوقّع من قبلهما وتقدم الى إسرائيل ولبنان للتوقيع عليها في نهاية كل اجتماع. وطُلب من الولايات المتحدة، من قبل الطرفين (إسرائيل ولبنان)، أن تعمل كوسيط ومسهّل لترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية – اللبنانية، وهي أبدت استعدادها لذلك. وحين يتم التوافق على الترسيم في نهاية المطاف، سيتم إيداع اتفاق ترسيم الحدود البحرية لدى الأمم المتحدة عملاً بالقانون الدولي والمعاهدات والممارسات الدولية ذات الصلة. وفور الاعلان عن الاتفاق صدرت تصريحات مرحبة تؤكّد وجود تنسيق مسبق مع الجانب الأميركي و”اليونيفيل” واتفاق على الإعلان الرسمي، ويفسّر تقاطع المصالح بين الأطراف الثلاثة: لبنان، الذي يريد استرجاع حقوقه كاملة والاستفادة من ثروته النفطية على الحدود الجنوبية. اسرائيل تريد إقفال هذا الملف بعدما تعذّر عليها فرض شروطها بالقوة، والولايات المتحدة، وتحديداً الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد أن يقدّم هذا الإعلان كواحد من إنجازات السلام في المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عن ترحيب بلاده “بقرار حكومتي إسرائيل ولبنان”، مشيراً الى أن “هذه الاتفاقية التاريخية بين الجانبين توسطت فيها الولايات المتحدة، وهي نتيجة ما يقرب من ثلاث سنوات من المشاركة الدبلوماسية المكثفة”. وحصر بومبيو الاتفاق بالجانب البحري من الحدود، قبل أن يختم تصريحه بالحديث عن تطلع بلاده إلى المشاورات “المنفصلة، على مستوى الخبراء، بشأن الأمور العالقة المرتبطة بالخط الأزرق، والتي تعد بخطوة إضافية نحو الاستقرارالإقليمي”، فيما أكد مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شنكر، أن “هذا الاتفاق التاريخي سيساعد في حل المشكلة النهائية في لبنان”. كما رحبت قوات “اليونيفيل” بهذه الخطوة، وأبدت استعدادها لتقديم كل ما يلزم من دعم لإنجاز هذه الاتفاقات.

إعتراض على الآلية

وعلى الضفة اللبنانية، إعترض رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة حسان دياب على آلية تعيين وفد التفاوض التقني على ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل من قِبل الرئاسة اللبنانية، وقالت رئاسة الحكومة في بيان، إنها راسلت المديرية العامة لرئاسة البلاد، وذكّرتها بالمادة 52 من الدستور اللبناني. وتقول المادة: “يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء، وتطلع الحكومة مجلس النواب عليها حينما تمكنها من ذلك مصلحة البلاد وسلامة الدولة”. وأصدرت قيادتا “حركة امل” و”حزب الله” بياناً فجر 14 تشرين الاول علقتا فيه على تشكيلة الوفد اللبناني المفاوض حول ترسيم الحدود والذي يعقد اول اجتماعاته في اليوم نفسه. وأوضحت القيادتان ان “إتفاق الاطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود، أكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان عام 1996 ومن القرار 1701 واللذين على اساسهما تعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً، وبالتالي فان تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت وضمنه شخصيات مدنية مخالف لاتفاق الاطار”.

4 جلسات وآخرها شاقة

مواقف لم تلغ انطلاق الجولة الاولى من المفاوضات بين لبنان واسرائيل حيث التقى الوفدان لساعات في نقطة حدودية تابعة لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) في مدينة الناقورة، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة ودبلوماسي أميركي يتولى تيسير المفاوضات بين الجانبين. وضم الوفد اللبناني المفاوض نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن بسام ياسين رئيساً، والعقيد البحري مازن بصبوص، والخبير في نزاعات الحدود بين الدول الدكتور نجيب مسيحي، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، وممثلاً عن الأمم المتحدة في لبنان في حضور الوسيط الأميركي. عقد الجانبان ثلاث جولات من المحادثات في غضون شهر استضافتها الأمم المتحدة في قاعدة لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان. وصفت المنظمة الدولية والولايات المتحدة هذه المحادثات بـ”المثمرة”، وكذلك فعل مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان وعبّرا عن أملهما في أن تؤدي هذه المفاوضات إلى حل طال انتظاره. وشهدت الجلسة الرابعة مفاوضات شاقة وصعبة بين الطرفين استغرقت ما يزيد على أربع ساعات، أعلن بعدها عن تحديد موعد جديد في أوائل ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وعرض الوفد اللبناني مستندات ووثائق وخرائط تثبت حق لبنان في حدود مياهه البحرية، وفقاً لقانون البحار المعترف به، ويتشبث بحقه في مساحته البحرية البالغة 1430 كيلومتراً مربعاً. وهو الامر الذي رفضته إسرائيل ما دفع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس الى توجيه رسائل مباشرة الى الرئيس اللبناني ميشال عون، بأن لبنان غيّر من مواقفه تجاه قضية ترسيم الحدود عدة مرات. ودعاه في تغريدة عبر “تويتر” للقاء في احدى الدول الأوروبية سرياً أو علنياً لحل هذا الخلاف بين الطرفين.

 

الرئيس غير المنتظر...عون وعهد الأجنحة المتكسّرة

نجم الهاشم/نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

ماذا ينتظر الرئيس ميشال عون في الأشهر الإثنين والعشرين المتبقية من عهده الذي بات يقاس بالأشهر لا بالسنوات؟ قبل أن يصل إلى قصر بعبدا كانت أحلام الجنرال ومن راهنوا عليه كبيرة وبعد أن وصل بدأت بالتبخّر والضياع وتكسّرت الأجنحة التي كان يريد أن يطير بها إلى عالم الوعد بالإصلاح والتغيير، حتى بات يدور في مكانه بحثاً عن نجاح صغير في زاوية صغيرة في قصر كبير. وصل العماد عون إلى قصر بعبدا مرّتين وفي المرتين ينتهي إلى نكسة وإلى أزمة وإلى خسارة. كثيرون راهنوا عليه وعلى كلامه عن الحرب التي يريد أن يشنّها على الفساد والفاسدين ولكنّهم انتهوا إلى خيبة أمل. كثيرون بدأوا الهروب من المركب الذي سلّموا بأن عون يقوده، بعدما أكثر من الحديث عن القبطان والباخرة التي تغرق على صوت الموسيقى كأنها تعزف لحن الموت في احتفال دفن جماعي، الخارج منه مولود والباقي فيه مفقود أو ذاهب إلى جهنم.

عهدا عون الأول والثاني

عهد عون الأول وعهد عون الثاني يكادان يتحوّلان إلى مأساة كاملة. في العهد الأول بين 1988 و1990 حلم عون بأن يبقى في القصر حتى ولو على أنقاض مدمّرة، وانتهى منفياً في السفارة الفرنسية قبل انتقاله إلى باريس. في العهد الثاني المستمر منذ 31 تشرين الأول 2016 يحلم عون بأن يبقى في القصر حتى نهاية ولايته. بات كأنه يعد الأيام فقط، مع أن البعض يعتقد أنّه أيضاً لن يغادر القصر هذه المرّة في 30 تشرين الأول 2022 بعد انتهاء ولايته. قبل أن يكلفه الرئيس أمين الجميل رئاسة الحكومة العسكرية ليل 22 ايلول 1988 كان عون يعمل بكلّ جهد ليكون هو الرئيس، محاولاً أن يفرض نفسه على الجميع وهذا ما جعله يستخدم الجيش الذي كان يقوده من أجل تحقيق أهدافه على قاعدة أنه يشكّل عدّة معركته. من دون أن يستخدم هذا الجيش أتاه من رسم له الطريق إلى قصر بعبدا وقدّمه له هدية على طبق من فضة. كان يرفض أن يأتي رئيس غيره وبعد تعيينه رفض أن يتم انتخاب رئيس غيره. ذهب إلى حرب التحرير ورفض اتفاق الطائف ثم إلى حرب الإلغاء ليبقى في القصر الجمهوري. لم يدرك ما كان يدور حوله ولم يقرأ التحولات الدولية ولا استمع إلى النصائح التي أتته من أكثر من مركز قرار، وتجرّع كأس 13 تشرين التي شربها معه الكثيرون. بعد العام 1990 كان بإمكان الجنرال أن يحلم بالعودة مع أن الأحلام تلك كانت مجرّد أوهام، لو لم يتحقّق انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وتحت ضغط القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والداعي إلى سحب هذا الجيش وحلّ الميليشيات المدعوم بالقرار الأميركي الحازم بالتغيير الجذري في لبنان.

قبل 32 عاماً

رئاسة بالقوة

منذ عاد عون إلى لبنان في 7 ايار 2005 تصرف على أساس أنّه الرئيس المنتظر. كان مدركاً أنّ كل الوسائل والتحالفات ممكنة في سبيل تحقيق هذا الهدف. وهذا كان يعني أن لا تحالفات مقدّسة ولا خصومات لا عودة عنها. من هنا كان تفاهمه مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في 6 شباط 2006، وانفتاحه على النظام السوري وذهابه إلى دمشق متخطياً كل ما سببه سابقاً من جروح وآلام لا يمكن أن تمحى. بات القرار 1559 بالنسبة إليه شيئاً من الماضي. لم يعترض عون الحالم بالرئاسة على ما فعله "حزب الله" في 7 أيار 2008. كان يريد أن تحمله هذه الحملة العسكرية إلى قصر بعبدا ولكنّ تسوية الدوحة في قطر حملت قائد الجيش العماد ميشال سليمان. بقي عون يعتبر أن الرئاسة سلبت منه وأنه حرم ممّا هو حقّ له. ولذلك بالتكافل والتضامن مع "حزب الله" كرّس الفراغ في رئاسة الجمهورية، من خلال تعطيل نصاب جلسات الإنتخاب من 25 ايار 2014 حتى 31 تشرين الأول 2016.

صحيح أنه مع "حزب الله" كان يمكنهما أن يقطعا الطريق على أيّ رئيس غيره ولكنّهما كانا يعرفان أيضاً أنّه لا يمكن أن يصل إلى قصر بعبدا من دون قبول "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل". على هذا الأساس بنى اتفاق معراب مع الدكتور سمير جعجع قبل أن ينضم الرئيس سعد الحريري إلى القبول بانتخابه. وصول عون إلى قصر بعبدا كان يجب أن يقترن بالبدء بعملية إصلاح كبيرة مستنداً إلى الدعم الواسع الذي حظي به، ولكنّه بدل ذلك اتّجه إلى تأكيد أنه رئيس تيار سياسي قبل أن يكون رئيساً للجمهورية، وتصرّف على أساس أنه شريك في الحصص قبل أن يكون رئيساً للجمهورية. هذا الإتجاه برز مع تشكيل الحكومة الأولى للعهد برئاسة الرئيس سعد الحريري. بدلاً من أن يحكم بقوة التحالفات التي أوصلته ذهب في اتجاه تأمين طريق الرئاسة إلى صهره جبران باسيل. تنازل له قبل انتخابه عن رئاسة "التيار الوطني الحر" وأراد ألا يتنازل عن الرئاسة إلّا له أيضاً. بعد أربعة أعوام فقط من عهده يكاد يخسر الرئاسة وحلم توريث باسيل.

قد يكون الإنجاز الأهمّ الذي تحقّق مع عهد الرئيس عون هو قانون الإنتخابات الذي أقرّ في مجلس النواب الممدّد له والذي جرت على اساسه الإنتخابات النيابية في أيار 2018. ولكن بدلاً من أن تكون هذه الإنتخابات مدخلاً إلى تجديد الرئاسة وإعلان بداية جديدة لها بقي عون في إطار الممارسات التي اعتمدها. بدل أن يستعيد قوة العهد من خلال التأكيد على التفاهم مع "القوات اللبنانية" ذهب في اتجاه معاكس لهذا الخيار على قاعدة ضرب "القوات"، بعد النجاح الذي أحرزته في تلك الإنتخابات وترجم هذه السياسة من خلال تحديد حجم التمثيل الوزاري لـ"القوات". هذا المسار الذي لم يستطع معه عون الخروج من دائرة التسليم بتوريث الرئاسة لباسيل انتهى إلى السقوط في 17 تشرين الأول 2019 تحت أقدام الناس، الذين نزلوا إلى الشوارع معلنين رفضهم لهذا النهج الذي صبغ العهد. منذ ذلك التاريخ بدا وكأن العهد تكسّرت أجنحته كلها أو بدأت تتكسّر. وكأن السقوط النهائي بات مسألة وقت فقط.

بين بكركي وحارة حريك

من أكثر من مكان تلقى العهد الضربات. وبدل أن يعيد تموضعه التصق أكثر في تحالفه مع "حزب الله" ومع المحور الذي يمثّله في المنطقة. وبدل أن ينجو بنفسه أكّد أنه يربط مصيره بمصير "الحزب"، يبقيان معاً أو يخسران معاً.

في 5 تموز 2020 رمى له بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي حبل نجاة من خلال طرح مسألتين أساسيتين: تحرير الشرعية من الأسر وإعلان حياد لبنان برعاية دولية، ومن خلال تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التي تؤكد على استعادة لبنان حريته وسيادته الكاملة على كامل أراضيه، ولكنّ عون فضّل أن يبقى في الأسر بدل أن يتحرّر ويحرّر الرئاسة والشرعية.

كان عون يستطيع أن يتحالف مع ثورة 17 تشرين بعد انطلاقها ليشكّل معها مدخلاً إلى معركة الإصلاح الحقيقي. كان يكفي أن يغطّي تشكيل حكومة تحمل أهداف الثورة ومطالبها كي يضمن بدء عملية التغيير، ولكنّه اختار أن ينقضّ مع "حزب الله" على هذه الثورة التي عادت وارتدّت عليه. بدل أن ينقذ نفسه وعهده أدى خياره المعاكس إلى تفكيك عهده وتفكيك تياره وتفكيك عائلته. كل ذلك تحمّله عون مقابل أن يعيد التأكيد على أنّه لا يريد إلّا توريث باسيل. على رغم الدمار الذي خلّفه انفجار العنبر رقم 12 في بيروت ومرفئها لم يتزحزح عون وكأنّه بات في غربة عما يدور حوله.

بعد كل ذلك يأتي من يقول إن عون قد لا يترك قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته لأنّه ربّما لا يزال يؤمن بأنّه الرئيس المنتظر مرّة ثانية. لا يحقّ له الترشح ثانية ولكنّه قد يبقى على أساس أنّه يريد أن تستمرّ المؤسسات. ولكنّ مثل هذا الأمر مخالف للدستور ولا يمكن أن يعيد التاريخ نفسه من خلال استعادة تجربة العام 1989، عندما رفض تسليم القصر الجمهوري للرئيس رينيه معوض وحوّله إلى قصر للشعب. اليوم يتبدّل المشهد كثيراً. الرئيس عون يحوّل القصر إلى سجن كبير يسجن نفسه فيه ويحول دون وصول الناس إليه، ليس لسبب إلا لأنّهم باتوا يعارضون بقاءه هناك ولأنّه صار رئيس الأحلام المحطمة.

 

الوطن في خطر... والثورة أيضاً

محمد علي مقلد/نداء الوطن/31 كانون الأول 2020

تنفخ في كفك في الشتاء لتخفف من حدة البرد وتنفخ أيضاً على طعامك لئلا تلسعك سخونته. فكيف يكون زفير الأنفاس مرة للتبريد ومرة للتسخين؟ من يعمل في حقل السياسة، في الحكم أو في المعارضة أو خصوصاً في الثورة، ولا يفهم هذه المعادلة البسيطة والدقيقة، لن يتقن فن التكتيك، كالمتنبي في نظر الشاعر محمد العبدالله. لو أنها لعبة لغوية لصارت أكثر صعوبة. فزفير الإنسان إخراج النفس من الرئتين وزفير الحمار نهيقه وزفير النار صوت لهيبها وزفير الأرض ظهور نباتها وغير ذلك من المشتقات من أسماء وأفعال، ومنها الزفرة المصحوبة بالآهات والأنين كما في عبارة ماركس "الدين زفرة الإنسان المسحوق وروح عالم لا قلب له"، تلك العبارة ذاتها مع تأويلاتها تم توظيفها في مديح الدين كما في هجائه، ولهذا قصة أخرى. لم تتوافر في السياسة معاجم تتجمع فيها احتمالات المعاني ودلالات المواقف. وفي السياسة تفلت المصطلحات من أفواه الناطقين بها، وكلٌّ يشحنها بما يريد من مآرب. الثورة اللبنانية بدأت بانتفاضة استهدفت مماحكة الحكومة وقراراتها، بدأت بموتوسيكلات شاردة من ضاحية بيروت ومن ضواحي ساحتي الشهداء ورياض الصلح، بعد أيام معدودة أفلتت الانتفاضة من أيدي أصحابها وتحولت على أيدي شباب لبنان وشاباته إلى ثورة وباتت هي ذاتها هدفاً للموتوسيكلات الشاردة.

السياسة عالم مجنون. معالجة أمر ما إن صحّت اليوم قد تصير مضرة غداً، وحليفك في قضية قد يصير خصمك في أخرى. كلفة الانهيار اللبناني وكلفة معالجته بعد عام على الثورة أضعاف ما كانت عليه كلفة استدراكه وتفاديه. الزمن كفيل بحل مشكلات وتوترات بين أشخاص، أما في السياسة فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، والتكيف مع المتغيرات ضرورة في التكتيك ورسم خوارط الطريق، أما في المبادئ فالثبات هو الأصل. ومن أسف أن في الثورة من وقع في حفرة الخلط بين الثابت والمتغير وبين التكتيك والستراتيجيا.

شعار "كلّن يعني كلّن"(كلهم) أصاب من أهل الفساد مقتلاً في بداية الثورة حين وضعهم جميعاً في قفص الاتهام. لكنه، بعد أن فعل فعله وآتي أكله و"بلغ حدوده التاريخية" صار وبالاً على الثورة وتحول إلى عامل من عوامل شرذمتها، لا لأنه كان صحيحاً وصار خاطئاً، بل لأن ظروف استخدامه هي التي كانت تتبدل بين يوم ويوم، ولأن قوى الثورة أجمعت على استراتيجية من دون إجماع على أولويات أو خريطة طريق.

ثورة لحماية الدستور

ماذا تعني، في الوضع اللبناني الملموس، ثورة تحت سقف الدستور؟ أول معانيها أنها ثورة لحماية الدستور ممن ينتهكه، وثانيها الإصرار على الطابع السلمي للثورة وعدم استخدام العنف، وثالثها التأكيد على أن الشعب لا يريد إسقاط النظام بل يريد تطبيق النظام، أي تطبيق الدستور والالتزام بأحكامه، لأن تعديل ما ينبغي تعديله يتم في ظروف الاستقرار لا في ظروف التوتر. سلاح الثورة قوة معنوية قوامها الصدق والتفاني والعزم على تخليص الوطن من سلطة الفساد والإفساد، وهي لا تملك من أدوات غير الضغط بكل الوسائل السلمية على من يمسكون زمام السلطتين التنفيذية والتشريعية. فماذا عساها تفعل غير الضغط لتحقيق أهدافها؟ الجواب على هذا السؤال هو المفترق. هو بداية الارتباك، بداية انتهاك المبادئ والثوابت. انتهاك مبادئ الثورة على يد الثوار لا يقل خطراً عن انتهاك دستور الدولة على يد أهل السلطة. هو في الحالتين مدعاة للتفكك والتشرذم. بفعله صارت الدولة دويلات وبسببه بدت الثورة كأنها ثورات، وتبعثر جمهورها بعد أن كان ملء الشوارع والساحات، ودخل في حالة من الخيبة والإحباط. أربعة انتهكوا مبادئ الثورة مفضلين الالتزام بمبادئهم الفئوية، أتباع علمانية مزعومة، وأتباع ماركسية مبتذلة، وفوضويون، ومناضلو الصالونات ممن يرون فيها منصة إعلامية ويستغرقهم توصيف الحالة والشكوى والنقاش النظري.

العلمانية والفهم المغلوط

علمانيو بلادنا أدخلتهم أحزابهم في خصومات مع الدين ورموزه، وغاب عن تفكيرهم أن الدولة المدنية التي تدعو الثورة إلى قيامها ليست شيئاً آخر غير الدولة الديموقراطية، وأن العلمانية لا تعني فصل الدين عن الدولة بل فصل سلطة المؤسسات الدينية عن سلطة الدولة، هي فصل بين سلطات لا بين أفكار، في ظل اعتراف كل منهما بالآخر وبحق الاختلاف. لم ينتبه علمانيونا إلى أن مصطلحات العلمانية والدولة المدنية والديموقراطية وحقوق الإنسان متحدرة من أصل واحد هو الثورة الرأسمالية، الفرنسية والأميركية، وهي كلها فروع من شجرة نسب واحدة هي الدولة الحديثة، دولة القانون التي تأسست مع نابليون بونابرت.

لأن الثورة اللبنانية ثورة تحت سقف الدستور وثورة للدفاع عن الدستور، فهي تحتاج إلى من ينصرها ويشد أزرها في موقفها "الدستوري"هذا. غير أن الفهم المغلوط للعلمانية يجعل أهل الثورة يفترقون، فمنهم من يرحب مثلاً بموقف البطريرك الماروني الأكثر وضوحاً في تنديده بانتهاك الدستور والأكثر إصراراً على الدعوة للالتزام بأحكامه، ومنهم من ينكر عليه حقه بالتدخل مع ما في ذلك من مجافاة لمبادئ الديموقراطية.

في الأوضاع الراهنة من أزمة الوطن، لا يضير الثورة إن استقوت بموقف البطريرك وسواه من رجال الدين الداعين إلى قيام دولة علمانية. بل هي تقصّر إن لم تسترشد مثلاً بوصايا الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي واجه عدوان الشيعية السياسية على سيادة الدولة وعلى الانتماء الوطني بدعوته إلى قيام "دولة بلا دين" بحسب تعبيره، من غير أن يملي عليها ذلك أي التزام ديني أو سياسي بمواقف المؤسسات الدينية من قضايا أخرى مثل قوانين الأحوال الشخصية. نقطة اللقاء هنا هي الدفاع عن الدستور. العلماني، حتى الأكثر مرونة وديموقراطية، ترتعد فرائصه من التنوع الديني ومشتقاته السياسية. أهل السلطة يعرفون ذلك فيعملون على إثارته ضد الطائفية وانقساماتها فيما هم يستظلون بما يسمونه حقوق الطوائف لتكريس نظامهم الاستبدادي المقنّع. معركتنا أيها الرفاق العلمانيون ليست ضد خصم وهمي إسمه الطائفية بل ضد عدو من لحم ودم إسمه الاستبداد، هو عدو الديموقراطية وعدو الدستور وعدو الطوائف. المعركة أولاً وآخراً هي للدفاع عن الدستور الديموقراطي الوحيد في هذا الشرق العربي الإسلامي. هي ثورة تحت سقف الدستور ودفاعاً عن الدستور ضد منتهكيه. إذن هي ليست ثورة للانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية ولا هي لاستبدال القطاع المصرفي بالقرض الحسن. أتباع الماركسية المبتذلة، والعبارة للماركسي سمير أمين، هم الذين فسروا تفسيراً سطحياً أقوال ماركس عن أولية العامل الاقتصادي وعن الصراع الطبقي. ولهذا النقاش النظري قصة أخرى أيضاً. الثورة اللبنانية ليست ثورة فقراء ضد الأغنياء، ولا هي ضد أصحاب الثروات، ولا هي ضد النهب الذي تحدث عنه ماركس في كلامه عن القيمة المضافة والرأسمالية المتوحشة، بل هي ضد لصوص من الطغمة الحاكمة تمكنت الثورة من مطاردتهم ومحاصرتهم حتى انكشفوا عراة معزولين من غير غطاء، قوى سياسية وحزبية من تحالف الميليشيات والمافيات تواطــــأت على انتهاك الدستور وتشريع السرقة والسطو على المال العام.

أتباع الماركسية المبتذلة المستتبعون للبنوك الإسلامية جعلوها ثورة ضد القطاع المصرفي وتولوا بديلاً عن القضاء إطلاق الأحكام وصوبوا على غير الأهداف التي حددتها الثورة. إذا كانت الثورة دفاعاً عن الدستور فالمستهدف ليس المصارف بل منتهكي الدستور من التحالف الميليشيوي المافيوي الذين يشرّعون للنهب عبر المصارف وسواها. القضية هنا هي أيضاً قضية الدفاع عن الدستور، أما مسؤولية المصارف والاقتصاص منها على أخطائها فهي أمر من اختصاص القضاء المستقل لا من صلاحيات الثورة. أما الفوضويون فهم مناضلون في كل واد يهيمون، يمضون في رحلة نضالهم "الريعي" من غير بوصلة. كلما لمحوا رمزاً سلطوياً ينصبون خيمة ويرشقون شجرة فساده بحجارة الكلام ثم تحملهم الحماسة فيستخدمون لغة العنف وبلاط الشوارع وأعمدة الإضاءة، فيستغلهم أهل الثورة المضادة ويندسون في صفوفهم لتخريب نظافة الثورة وسلميتها وللتشويش على وضوحها. مناضلو الصالونات ربما يمتلكون فائضاً من صدق انتمائهم إلى الثورة ومن سخاء تضحياتهم. ربما ينقصهم بعض التجربة. إنهم في الغالب ممن تعرفوا على الثورة من عالمهم الثقافي لا من خبرة نضالية. تراهم يتحمسون للثورة ويغفلون مبادئها.

مأزق سلطة الفساد ومأزق الثورة في آن

إن ثورة تحت سقف الدستور لا تملك غير أن تضغط وتطالب. أما تحقيق المطالب فأمر منوط، من الآن حتى انتصار الثورة، بالمسؤولين عن التخريب، والعودة إلى احترام مبادئ الدستور أمر مطلوب تنفيذه من منتهكي الدستور، والذي ينبغي أن يحقق استقلالية القضاء الآن هو ذاته المعتدي على استقلاليته.

الثورة مسؤولة عن إسقاط الحكومة لا عن تشكيلها، عن الصراخ في وجه اللصوص لا عن الاقتصاص منهم، عن التصويب على المتهمين لا على محاكمتهم. المحاكمات الميدانية هي من فعل الانقلابات العسكرية والثورات الدموية. الثورة لا تملك غير الضغط السلمي. بلى، عليها أن تمتلك الصبر الثوري. عليها ألا تستهين بما أنجزته وألا تستعجل إعلان نصرها النهائي. إن منظومة الفساد والإفساد تمضي نحو نهايتها عاجلاً أم آجلاً، وعلى الثورة مهمة مزدوجة: أن تجعل سقوط المنظومة مدوياً وأن تجعلها تسقط وحدها وأن يبقى الوطن شامخاً وعصياً على السقوط.

 

النفاق... ملح ساسة لبنان

النهار العربي/د.مكرم رباح/31 كانون الأول 2020

أثناء تنفيذ أحد المجرمين الذين امتهنوا السرقة والاحتيال عقوبة السجن، أصدرت السلطة السياسية قانوناً بالعفو عن السجناء السياسيين، فدخل الشاويش إلى الزنزانة وبلّغ بأعلى صوته من طاوله العفو بحزم أغراضه والاستعداد للمغادرة. فما كان من المحتال إلّا أن وقف في الطابور منتظراً دوره، فبادره الشاويش بصفعة قوية وشتيمة سائلاً إياه: "ما علاقتك بقرار العفو وأنت سارق احتلت على ميتم وسرقت أمواله"، فأجابه المحتال: "نعم سيدنا ولكن هل تعلم كيف أقنعت القيمين عليه بإعطائي أموالهم؟ بالسياسة"...

هذه الطرفة تأتي إلى ذاكرتي كلما استمعت إلى "الساسة" اللبنانيين وهم يبررون فشلهم في قيادة البلد أو يناقشون الأزمة السياسية والانهيار الاقتصادي اللذين يمر بهما لبنان. فعادة ما يلجأ هؤلاء إلى وسائل الإعلام المرتهنة لتبييض صورتهم، فيُطلّون على الناس بمقابلات مطولة أو مؤتمرات صحافية فارغة يدافعون فيها عن أنفسهم ويحمّلون الآخرين وحتى الخارج مسؤولية تعطيل سعيهم للتغير والإصلاح أو تحرير الأرض من العدو الغاشم.

لقب الزعيم أو الإقطاعي أو أمير الحرب لا يليق بالطبقة اللبنانية الحاكمة، فحامل أيٍّ من هذه الألقاب يتمتع عادة بنوع من المسؤولية القبلية التي تجبره على تقديم مصلحة الجماعة على مصلحته، حتى أنه يدفع - في بعض الأحيان - من أمواله الطائلة لتمويل خدماته الزبائنية في حال عدم تمكنه من تكبيد الدولة أو اللبنانيين دافعي الضرائب.

جبران باسيل على سبيل المثال لا الحصر يحاول أن يُظهر نفسه على أنه "رجل دولة" ويدافع عن نفسه كحامي المسيحيين في الشرق، وهو في نهاية المطاف لم يصل إلى منصبه كرئيس لـ"التيار الوطني الحر" إلّا نتيجة كونه زوج كريمة رئيس الحزب آنذاك، وما هو عليه اليوم ليس بسبب شهاداته العلمية وإنجازاته المهنية، بل لقدرته الفائقة والحادة أحياناً على إساءة استخدام السلطة لصالح جمع الثروات وبَخِّ خطابه الطائفي التحريضي ضد "الغرباء" وأبناء شعبه. باسيل الذي انضم حديثاً إلى نادي العقوبات الأميركية يصرّ على أنه عوقب على مواقفه السياسية، لا سيما تلك التي تدعم خط الممانعة المتمثل بإيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا. لكنه في الحقيقة، يدفع فاتورة سرقاته التي طاولت قطاع الكهرباء والاتصالات وعدداً لا يحصى من الصفقات التي تقاسمها مع حلفائه وأخصامه.

النوع الآخر من السياسيين هم أصحاب النيافة والسيادة الذين يظهرون علينا كالأنبياء متحصنين بطائفتهم ليلقوا علينا "عظات" و"مواعظ"، مؤكدين أنهم على اطلاع تام بما يحدث في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض والمؤامرات المزعومة التي تحاك ضدهم، ولكنهم ينكرون في الوقت عينه معرفتهم بأي تفصيل من تفاصيل أكبر جريمة بحق الشعب اللبناني ومدينة بيروت، أو بأي عملية اغتيال لا قدرة سوى لأيادٍ "إلهية" على تنفيذها. وبطبيعة الحال يقوم هؤلاء بالتعفف والترفع عن الفساد القائم وهم في الحقيقة يسهّلون، عبر تحديهم الشرعية وامتلاكهم السلاح، أعمال شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والقارات والتي تسرق البضائع والمواد المدعومة من جيوب دافعي الضرائب بغية تعويم نظام بشار الأسد المجرم.  وإن كان التعفف والقدسية السياسية لا يكفيان، يصدر "فقيه لبنان" فتوى في الطب ولقاح كورونا الذي كبّد العالم المليارات ويعلن بعدها أنه لن يتلقى اللقاح الأميركي لكنه سيستشير الأطباء بشأن اللقاحات الأخرى. وربما لو استرسل محاوره وسأله عن هبوط "أبولو 11" على ظهر القمر عام 1969 لكان نفى هذا "الفقيه" نفياً قاطعاً وجود مثل هذا الحدث مجاهراً بأنه مجرد بدعة وتأثيرات سينمائية نفذتها استوديوات هوليوود.  والأكثر سوءاً من هؤلاء الساسة المخادعين هم بعض الثوار أو من يدّعون الثورة الذين قرروا، عن حماقة أو خبث ربما، تحييد هذه الطبقة المجرمة من المعركة الوجودية ونقل جبهات القتال إلى أسوار مؤسسات عريقة كالجامعة الأميركية في بيروت. هذه الجامعة التي تتعرض لهجمة شرسة من سلاح الفساد والسلاح غير الشرعي اللذين يريدان القضاء على ما تبقى من مؤسسات ترفض أن يُحكم لبنان من قبل حفنة من المحتالين الذين يدّعون السياسة.

 

عام الشؤوم والظلامية والسوق السوداء.عام

سيزار معوض/اللبنانية/31 كانون الأول/2020

مما لا شك فيه أن هذا العام كان مرهقا ومزعجا لمعظم اللبنانيين،  بحيث أنه  أرخى بثقله الإقتصادي على كاهل لبنان فأرداه جريحا  عليلا وكسيح..

كان (عام العجاف والنجاف والتقشف)، كان ثقيلا، ثقيلا وثقيل، جعل بجدارة من وطن الأرز، جمهورية موز ساقطة، ومن عملته كذلك، ورقة فاقدة لقيمتها وعذريتها..

فما الذي ينتظرنا في ال2021؟

كورونا، جوع، دمار، تفلت أمني، تفجيرات، أعمال ارهابية، اغتيالات، اقتتال، مناوشات بين الأزقة والشوارع وفي مخيمات الارهاب..

تلك هي عناوين المرحلة المقبلة.

بانتظارنا عام سوداوي بامتياز  سيدخل لبنان، كل لبنان، في السوق السوداء..

نبدأ برغيف الفقراء، بحيث الربطة ستتحول الى ربطات، تختلف بحجمها  ورغيفها ووزنها والسعر..

كل البوادر تشير أن لا حكومة، لا في المدى القريب ولا البعيد، فيما لو ولدت، فإن الأوضاع ستنحدر أكثر وأكثر نحو الأسوأ.

رغم كل الضائقة الاقتصادية والغلاء الفاحش، لا نزال نعيش في الloge، وعلينا أن ننعم بهذا الرخاء قبل غوصنا في العام ال2021 والنفق وبالتالي الأزمة..

الضغوطات والخناق والحصار،جميعها ستتصاعد وتيرتها  وستزداد بعد فترة من استلام بايدن الحكم في أميركا، فيما الدولار سيواصل ارتفاعه تدريجيا..

المحروقات كما الرغيف ستدخل بدورها السوق السوداء، وكلما تقدمنا في ال-2021، سيرفع الدعم شيئا فشيئا ليصل سعر صفيحة البنزين اقله الى أضعاف الأضعاف على ما هو عليه اليوم..

سنشهد شحيحا في البنزين والمازوت والغاز لتدخل السوق السوداء وسنرى المواطنين طوابير أمام محطات المحروقات..  الأمر سيان بالنسبة للدواء  والسلع الأساسية والمواد الغذائية والأساسيات..

طالما لبنان محتل من قبل المافيات الحاكمة وميليشيا حزب فان هيكل الوطن سينهار على رؤوس الجميع..

للجم الانهيار وتفادي السقوط الزلال، علينا بأمرين:

الأول، استعادة  لبنان والثأر وطرد اللصوص من هيكله..

أما الثاني، الاستعانة بالسيوف وفنادق الثورة لاسترجاع الأموال المنهوبة والموهوبة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.. فيما الأهم قلب الطاولة على هذه الطغمة الفاجرة الجائرة التي اعتمدت اللصوصية نهجا ناهيك عن تطبيق البند السابع والقرارين 1559 و1701

هي ليست دعوة للعنف، عشية رأس السنة، انما خطة عمل  لانتزاع لبنان من أشداق الميليشيات المهيمنة منذ ثلاثين عاما ومحاكمة  الزمرة الحاكمة المريضة، الموبوءة، الحاقدة،المجرمة، المافياوية..

 

المشكلة اللبنانية وحلولها العجائبية!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2021

كان إحراق مخيم اللاجئين السوريين بالمنية على مقربة من بلدة بْحَنين فعلاً إجرامياً يبعث على العار والشنار والفضيحة. والباعث على العار من جهة ثانية زيارة وفدٍ (جليل) من السفارة السورية في لبنان لموطن الحريق والإحراق أسىً وأسفاً واستنكاراً، كأنما لا علاقة للنظام السوري بما حدث ويحدث لملايين السوريين الهاربين من «مناعم» النظام في جهات العالم الأربع!

وإلى هذه الفضيحة التي صار يحدث مثلها وأفظع منها في لبنان كل يومٍ تقريباً، هناك الهول الأفظع في مسألة «القرض الحسن» الذي أنشأه «حزب الله» قبل عقدين لرعاية أنصاره من فقراء الطائفة، ثم تبين من طريق المقرصنين الظرفاء الذين كشفوا هذه الأيام عن لوائح المودعين والمقترضين، أن القرض ما عاد قرضاً ولا حَسَناً ولا حسنة؛ وإنما هو نظامٌ مصرفي كاملٌ، تامّ الانفصال عن النظام المصرفي اللبناني العريق الذي يتصدّع وينهار، طاحناً في انهياره مدخرات المودعين الصغار قبل الكبار والذين فقدوا جنى العمر وحتى المرتبات الشهرية الضئيلة التي لا يصلون إليها في رحلة العذاب الشهرية إلا بشقّ الأنفُس! ثم ماذا لو وصلوا إليها أخيراً؟ لقد فقدت ثمانين في المائة من قيمتها وقدرتها رغم شكلها الورقي الجميل.

واحزروا ما الشعار الذي ينشره البنك المركزي والمصارف المتداعية في وسائل الإعلام وعلى الحيطان: «عُملتنا هي اللي عِمِلتْنا»! وكأننا من خَلْقهم وليس من خَلْق الله!

المهم أن آلية القرض غير الحسن تداولت عام 2020 بنصف مليار دولار.

ومنذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، تتمركز كل يوم مجموعات من الحزبيين ومدّعي اليسار والعداء لأميركا (ما غيرها!) أمام المصرف المركزي ونقابة المصارف، صارخة: «فليسقط حكم المصرف»! ويوم الثلاثاء 29 ديسمبر (كانون الأول) 2020 احزروا إلى أين وصل صراخ هؤلاء: إلى مداخل الجامعة الأميركية، بحجة أن الجامعة رفعت الأقساط، لكنني وأنا أُدرّس بالجامعة منذ خمس سنوات ما عرفتُ بينهم واحداً من الطلاب المتظلمين.

فيا أيها الحزب العظيم، ما دمتَ تملك نظامك المصرفي (الحسن)، فما حاجتك للإسهام في هدْم النظام المصرفي القائم، على طريقة أن العملة «الرديئة» تطرد العملة «الجيدة» من السوق؟!

الحزب صار عنده هاتفه الخاص، ومصرفه الخاص، ومدارسه الخاصة، وحوزاته الخاصة، وضمانه الاجتماعي الخاص، وجيشه الخاص، دون أن يستغني عن الاستيلاء على الضمان الرسمي، وعلى المطار، والمرفأ، والحدود البرية للبلاد، وأمنها وعسكرها، وحربها وسلمها، بل وترسيم الحدود مع فلسطين المحتلّة بعد أن ألغاها مع سوريا الأسد لشدة وحدويته!

في الفترة الماضية، بل خلال نحو العقدين، اختلف الإعلاميون والمراقبون بشأن «أهداف الحزب» بين إنشاء دويلة إلى جانب الدولة القائمة، أو الاستيلاء على الدولة نفسها.

وفي الحقبة الطويلة الطويلة (4 سنوات) التي سيطر فيها الجنرال و«الحزب» وحدهما، ذابت الفواصل بين الدولة والدويلة تماماً، ولحساب الدويلة، ولذلك، ومع تصدُّع البقايا، فهل يتجه المعصومون للاستيلاء الكامل، والإعلان عن نظامٍ جديد؟!

الدكتور سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية، الذي كان قد أيَّد وصول الجنرال للرئاسة عام 2016، رغم معرفته الجيدة به منذ الثمانينات، ثم فكَّ تحالفه معه بعد انتخابات عام 2018، يعدّ أن الحل الإنقاذي جاهز وبسيط: إجراء انتخابات مبكرة، تغير الأكثرية الراهنة في مجلس النواب. إلى هذا الحد يثق الحكيم بالنظام البرلماني اللبناني وانتخاباته الحرة؟ لكن كيف ينسى، وهو من أعلام وقادة «ثورة الأرز» و«14 آذار»، أن هذا التحالف امتلك الأكثرية بالمجلس منذ انتخابات عام 2005، وإلى انتخابات عام 2018، لكن «الحزب» ورئيس المجلس أقفلوه سنوات عدة، واحتل الحزب بيروت عام 2008، وأسقط حكومة سعد الحريري المنتخبة عام 2011، وخلال تلك المدة الطويلة نقضوا الإجماع الوطني على النأي بالنفس (عن الأزمة السورية)، وذهبوا للقتال في سوريا والعراق واليمن، ولا ندري أين وأين أيضاً؟!

الدكتور جعجع لا يرى في استقالة الجنرال حلاً للأزمة، وإنما المشكلة في عمل رئيس مجلس النواب الحالي على تغيير قانون الانتخابات! يا سيدي، هل أنت في فرنسا أم إسبانيا؟ كم ستكسب أنت المعارض الكبير في انتخابات بالقانون الحالي نتيجة انهيار التيار العوني: خمسة نواب زيادة على نوابك الخمسة عشر، أو عشرة نواب؟ والنواب المسيحيون الـ64 كيف ستجمع منهم أكثرية؟ وهذا على فرض سماح زعيم «الحزب» ومشايعيه بانتخابات أصلاً! ثم ماذا لو تحالفْتَ (وهو بعيد) مع صديقك السابق سعد الحريري، أو مع «الثوار» الذين همُّهم الآن بعد أن نسوا سلاح «الحزب»: إسقاط حكم المصرف المتصدع أصلاً؟! ثم ماذا، رغم كل شيء، لو فاز تحالفكم المعارض، ما هناك أسهل من إقفال مجلس النواب هذه المرة إلى الأبد؟!

بالطبع؛ أنت على حق، في أن الحزب والعونيين الحاكمين حالياً لن يسمحوا بقيام حكومة صالحة، ستكون أولى مهامها، إذا كانت كذلك، كشف فسادهم، واستيلائهم على وزارات الدولة ومرافقها وحدودها وماليتها.

يبدأ الحلُّ حقاً باستقالة رئيس الجمهورية أو إقالته، ولا يستطيع ذلك غير المسيحيين.

لا بد من الخلاص من هذه العقدة وهذا الوهم، أن الرئيس المسيحي لا يصح التعرض له أو ينهار النظام.

لقد استقال الرئيس بشارة الخوري، بطل الاستقلال، ولم يحدث للنظام شيء. الرئيس الحالي هو الذي أعطى لـ«الحزب» الزمام، وهو الذي صدّع الشرعية اللبنانية والعيش المشترك. وخلال عام ونصف استقال أو اعتذر ثلاثة رؤساء للحكومة، وما اعتبرنا، نحن أهل السنة، أن رئاسة الحكومة في خطر.

لقد تعاطف البعض مع حسّان دياب لأنهم عدّوه ضحية مسكيناً لا يستحق الاتهام بجريمة المرفأ.

وأنا أرى أنهم بالغوا، إنما هذا هو الذي حصل! استقالة الجنرال هي التي تضرب «الحزب» وباسيل في الصميم، بل وهي التي تجعل الانتخابات الحقيقية ممكنة. وما أزعمه هو رأي عقلاء اللبنانيين والعرب والدوليين. بالله عليك يا دكتور جعجع ألا ترى هذا الاستخفاف بالدستور، من جانب الرئيس وزعانفه؟ فحتى الزعيم ما بلغ مبلغه قولاً، وإن كان قد تفوق عليه بالطبع عملاً. هل قال الجنرال شيئاً عن الاغتيالات، وعن احتلال بيروت، وعن إسقاط الحكومة المنتخبة، وعن إلغاء الحدود، والقتال في سوريا؟ ثم ألم يعط «الحزب» حقَّ شهر سلاحه إلى «نهاية أزمة الشرق الأوسط»، وحقَّ مكافحة الإرهاب (السني)، ثم تسابق معه على ترسيم الحدود مع إسرائيل؟ إضافة إلى تجاهل الجريمة الكبرى في اغتيال مرفأ بيروت، وإلقائها على ظهر حسان دياب والآخرين؟!

إن الذي أخشاه أن يعمد الجنرال قبل نهاية مدته، ومع «الحزب»، إلى تغيير الدستور أيضاً وإقامة الجمهورية الجديدة؛ ونكاية بالبطريرك والمسيحيين!

إذا أردنا أن يبقى الدستور، ويبقى النظام، فلا بد من المضي باتجاه استقالة الجنرال أو إقالته!

 

نصر الله للأصوليين: يمكننا تنظيم الخلاف

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2021

لم يبق أحد في العالم يخاطب جماهيره لمدة ثلاث ساعاتٍ وأكثر إلا حسن نصر الله. في لقائه الأخير ملّ المذيع، وضجر المتابع، ونام المشاهدون جميعاً.

يعيش نصر الله خارج العالم وعكس حركته وضد مشهديته ومن دون تسارعه. لم يرَ من هذه الأرض غير إيران، لذا تراه مشدوهاً حين تطرق إليها مذكّراً بأن بها «بنايات ومصانع»! بل في أكثر من خطاب يطرح نصر الله إيران بوصفها ذروة ما توصل إليه العقل البشري، وأن بناياتها ومصانعها هي نهاية إقدام العقول! بينما تصنيف إيران الدولي على المستويات كافة يُثبت بالأرقام أنها دولة في غاية الانحطاط.

يحاول نصر الله استثمار ما يحدث من تحولات في المشهد السوري لترميم علاقات «حزب الله» مع الحركات والجماعات الأصولية. بعد عام 2000 توافدت الزيارات على الضاحية الجنوبية في بيروت باسم «تجيير الانتصار لصالح الأمة». قيادات في التنظيم السروري بالسعودية زارت الحزب، متزامنة مع مباركة التنظيم الدولي لـ«الإخوان». وبلغ التضامن أشده بعد ضربة إسرائيل على «حزب الله» عام 2006 بما عرف بـ«حرب تموز». أخذت كل القوى الأصولية تدافع عن الحزب، لم يكن الحزب بمثل هذا التغلغل داخل الحركة الإسلامية من قبل منذ أول تقارب أصولي شيعي وسُني بلقاء نواب صفوي بسيد قطب عام 1953. ومن قبله تأسيس حسن البنا جمعية تقريب بين المذاهب 1948، لكن الرصيد سيتراجع بسبب الموجة الإسلامية الغاضبة من اجتياح «حزب الله» لبيروت في 7 مايو (أيار) 2008، مما جعل الإسلاميين يخففون قليلاً من تأييد مواقف «حزب الله» مراعاةً لجماهيريتهم. حدثت لاحقاً أشكال من ترتيب التأييد وتنظيم التحالف كما في موقف يوسف القرضاوي الذي انتقل من التأييد المطلق والمناصرة الكاملة إلى نوع من التأنيب والنقد تحت شعار «علماء السعودية كانوا أنضج منّي» في 27 يناير (كانون الثاني) 2016.

قبل عقد وأكثر التقى السفير السعودي في بيروت آنذاك عبد العزيز خوجة مع نصر الله، حينها سأله خوجة: ما الذي يجمع «حزب الله» بنظام مثل النظام السوري البعثي؟ أجابه نصر الله: لا شيء يجمعنا بالنظام سوى أنه الممر الوحيد للدعم الإيراني.

مثّلت الأحداث السورية ملتقى الصراع والاشتباك بين الجماعات المتطرفة من جميع أنحاء العالم. ولذلك فإن الاختبار على «حزب الله» أمام الحركات الإسلامية كان قاسياً.

في مايو 2013 تحدث نصر الله لأول مرة عن علاقة «حزب الله» بـ«القاعدة»، ذكّر بأن الحزب ذهب إلى البوسنة مقاتلاً جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف مع المقاتلين هناك دفاعاً عن «المظلومين السُّنة، ولا يوجد شيعة في البوسنة حتى يقال إننا ندافع عنهم».. هذه صيغة نصر الله، والواقع أن القتال كان يأتي ضمن استراتيجيات الحزب وأهدافه. «حزب الله» بقي على علاقة وثيقة بـ«القاعدة» وحين ضربوا في تفجير الخبر عام 1996 دبّج أسامة بن لادن بالمنفذين قصيدة مطلعها:

جيشُ الصليبِ غدا هباءً يوم فجّرنا الخُبَر

بشبابِ إسلامٍ كُمَاة لايهابون الخطر

ولذلك نراهم يتعاضدون في مواقف ذات طابع مذهبي ولكنهم ينحُّون المذاهب جانباً في سبيل السياسة كما في موقف التنظيم الدولي لـ«الإخوان» من سحق الحوثيين في اليمن.

إن «حزب الله» اليوم وحسب ظهور نصر الله الأخير يحاول استعادة ما يمكن من رصيدٍ لدى الجماعات المتطرفة، وقوف إيران مع النظام السوري وأمرها لـ«حزب الله» بالدفاع عن النظام ضد المسلمين، وتحريضها لـ«حزب الله» على تغطية مجازر النظام المليونية، ومشاركته بقتل النساء والأطفال وتهجير الملايين، كل ذلك لم يلغِ علاقة «حزب الله» بـ«الإخوان»، بل لزعيم «الإخوان» بتونس كلمة متلفزة وفيها ميّز بين «حزب الله» في سوريا بموقفه ضد الثورة، وبين «مواقف (حزب الله) الوطنية داخل لبنان»!

لم تُقطع شعرة معاوية رغم وجود معارك ضارية بين المعسكرين. كذلك الأمر في حركة «حماس»، حين سأل المذيع نصر الله عن علاقتهم بالحركة، عدّها حالياً تمر بأفضل مستوياتها رغم انحدارها الشديد بسبب الأحداث السورية، مذكِّراً بالتمايز بين موقف «حزب الله» من «حماس» وموقف النظام السوري الذي يُعرف بالاتصالات بين الحزب والحركة. وفي زيارة إسماعيل هنية الأخيرة للبنان التقى نصر الله عدة مرات غير الزيارة التي أُعلن عنها للعموم، وهذا ما قاله نصر الله أيضاً.

الخلاف بين الحزب وتنظيم «القاعدة» موجود وتطرق إليه نصر الله، ولكن هذا لا يعني اختفاء الأهداف الاستراتيجية المشتركة، ومنها مثلاً الموقف من دول الخليج بوصفها الهدف الأول لتنظيم «القاعدة» ولـ«حزب الله». ثمة تخادم حوثي مع «القاعدة» عمره أكثر من عقد ونصف، لذلك ذهب نصر الله يعدِّد العمليات الانتحارية في صفوف معسكره مقارنةً بعددها في صفوف الآخرين مثل «القاعدة» و«داعش»، والعجب أن نصر الله يتحدث عن جرائم «القاعدة» و«داعش» كأن «حزب الله» دخل إلى سوريا بشنط الإسعافات الأولية!

ينسى أن يده ملطخة ليست بدماء سياسيين بينه وبينهم ثأر، فهذا موضوع آخر، بل سيذكره التاريخ بأن يده ملطخة بدماء ملايين الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.

نصر الله المسحوق من إسرائيل حيث فقد الحزب كبار قيادييه بغارات إسرائيلية لم يستطع الحزب الرد عليها وليست لديه القدرة ولا الطاقة ولا الاستطاعة، وبمرجعيته إيران المسحوقة من إسرائيل أيضاً بمئات الغارات الجوية والضربات الاستخبارية الداخلية... ظهر معبّراً ليس فقط عن هزيمة الحزب وإنما عن تراجع عموم الحركة الأصولية في العالم، لذلك فإن اللقاء من أهدافه دعوة الحركات التي خسر بعضها في الأزمة السورية أن تعاود التعاون معه بذات القوة التي كانت عليها.

هذه هي عقيدة «حزب الله» السياسية والعسكرية، والعجب ممن يرى كل ذلك ويستمر مغتبطاً ولو سراً بأدوار هذا التنظيم الإرهابي.

 

إنه عام جديد... تُرى هل يكون أفضل أم أقل سوءاً؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2021

مع اقتراب عام 2020 من نهايته يتذكر المرء أبياتاً من شعر مسعود سعد سلمان التي يأمل فيها ألا تشبه السنة الجديدة السنة الماضية. بطبيعة الحال كان مسعود يعايش تلك الحالة وهو في قلعة الناي التي ظل حبيساً فيها لباقي أيام حياته بعد فقدانه لمكانته الرفيعة في بلاط أحد الحكام المحليين. وكان مسعود يشكو من تشابه الأيام والشهور، ومن تناقص حظه من أشعه الشمس لدرجة أنها أصبحت مجرد شعاع يأتي من فتحه في سقف زنزانته. يمكن القول بعبارة أخرى إن حاله لم يكن أفضل من حالنا خلال العام الذي يوشك على الانتهاء.

مع ذلك فلنكن مستفزين قليلاً؛ ألم يكن لعام 2020 أي جوانب إيجابية؟ أعتقد ذلك.

أولاً لقد ساعد هذا العام أكثرنا في إدراك أننا جميعاً كبشر في قارب واحد يوشك على الغرق. لقد كان الوباء مثل عفو عام، أو ربما حريق جماعي، يتجاوز كل الحدود، ويشمل جميع البشر؛ أغنياء كانوا أم فقراء، وشباباً كانوا أم شيوخاً. لم يكن القول المأثور القديم بأن رفرفة جناح فراشة في الأمازون يؤثر على الكوكب كله أكثر من مجرد فكرة مجردة نظرية، لكن ما حدث من انتقال فيروس من حيوان في سوق للحيوانات في الصين إلى كافة أنحاء العالم حقيقة واقعة شهدناها وعايشناها جميعاً بأشكال وطرق مختلفة.

لذا من يصرون على أن هذه هي نهاية نظام العولمة ربما يدركون أنهم لم يروا شيئاً من النظام الملعون بعد. الأمر المؤكد هو أن العالم لن يعود إلى ما كان عليه في 2019 وكأننا لم نمر بعام 2020؛ فبعد انتشار مرض الطاعون (الموت الأسود) في أوروبا، أو الغزو المغولي لأجزاء كبيرة من آسيا وأوروبا، لم تعد الأمور إلى سابق عهدها، وهذه المرة أيضاً لن يكون سيناريو العودة إلى الجنة مرجحاً إطلاقاً.

لقد أدت تلك الكوارث، سواء تلك المرتبطة بالفيروسات أو الكوارث ذات الطبيعة العسكرية، إلى إحداث تغيرات كبرى في كثير من مناحي الحياة البشرية. لقد كشف الطاعون عن عجز الكنائس وكتب الصلاة في مواجهة وباء لا يمكن السيطرة عليه، وأوضح أن العلم هو الطريق الوحيد للقضاء عليه. كذلك كشف الخراب والهلاك، الذي تسببت فيه حشود وجحافل المغول، عن ضعف الإمبراطوريات المتداعية التي حلت محلها دول قومية كنتاج لـ«معاهدات وستفاليا». بعد ذلك مهدت كارثتان الطريق لعصر التنوير، الذي يمثل طريقة جديدة لرؤية وتأويل العالم، الذي حل محل العالم القديم، الذي قدمته الكنيسة والإمبراطورية، بخطى بطيئة لكنها ثابتة. بالعودة إلى اللحظة الراهنة، ربما يستطيع المرء القول إن عام 2020 قد وضع علامة استفهام أمام الكثير من الأمور المؤكدة اليقينية في حياتنا، ومنها التقدم الذي تم نسجه حول أسطورة النمو اللانهائي، أو قدرتنا على التمتع بكافة المزايا والإيجابيات طوال الوقت. لقد قدم العام تحدياً للهوس بفكرة أن المزيد دائماً أفضل من خلال تقديم فكرة أن الأقل لكن الأفضل ربما يكون جيداً. ومن الأمور اليقينية، التي ضربتها الشكوك أيضاً خلال العام الحالي، هي أن الحكومات، باختلاف هوياتها الآيديولوجية، تمثل جزءاً من المشكلة أكثر مما تمثل عنصراً من عناصر أي حل. وقد رحب حتى أشد مؤيدي فكرة أن الحكومة الصغيرة أكثر كفاءة بالقرار، الذي اتخذته كل الدول تقريباً بطبع الأوراق النقدية بافتراض أنه لن يكون هناك مستقبل، ووصفته بالـ«حكيم والملائم». وبعد ثلاثة عقود من التعبد أمام مذبح التقشف، نحن الآن مدعوون لوضع قطع من القماش على شجرة المال السحرية، والتحول إلى ما يطلقون عليه «العقيدة النقدية الجديدة».

مع ذلك تكشف استجاباتنا لكارثة 2020 عن جوانب وسمات غير قابلة للتغير في السلوك الإنساني عند التعامل مع المصائب. ربما نجد في هذا السياق بعض التلميحات والإضاءات فيما قدمه المؤرخ الروماني بليني الأصغر. حين وثق بليني انفجار بركان جبل فيزوف عام 79 ق.م، الذي أودى بحياة والده بالتبني، صنف ردود فعل الناس تجاه ما حدث إلى عدة فئات.

ينتمي إلى الفئة الأولى الأشخاص الذين حاولوا الهروب من الكارثة، والركض بسرعة أكبر من سرعة الحمم الذائبة، التي تبين فيما بعد أنها أسرع منهم؛ في حين ينتمي إلى الفئة الثانية الأشخاص الذين ركضوا باتجاه منطقة وقوع الكارثة أملاً في إنقاذ غيرهم من البشر. وضمت الفئة الثالثة الذين ركبوا أول قارب للابتعاد عن منطقة وقوع الكارثة قدر الإمكان، وهم يجهلون أن عواقب المأساة سوف تطاردهم وتلاحقهم. وأخيراً جاء البعض من كل الأماكن، ومن بينها الأماكن البعيدة، من أجل نهب وسرقة المنازل والمتاجر الخالية المهجورة، أو بيع علاجات من زيت الثعبان، وتحقيق ربح سريع من بؤس البشر.

وقد شهدنا خلال العام الذي رحل، ردود فعل واستجابات مماثلة في جميع أنحاء العالم؛ فقد رأينا الذين حاولوا الهروب، لكنهم لم يفلحوا، والذين سارعوا إلى مساعدة الآخرين حتى وهم يعلمون أنهم يخاطرون بحياتهم وأرواحهم. لقد أصبح مئات الملايين أكثر فقراً، في حين ازدادت ثروة البعض، ومن بينهم شركتا «أمازون» و«بيغ فارما» على سبيل المثال لا الحصر. وإذا تطرقنا إلى عالم السياسة، سيجد المرء أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومات المختلفة مع الوباء تؤثر على موقفها ووضعها أمام الرأي العام في الداخل والخارج.

بوجه عام لم يتمكن مسؤولون كثر من تقدير حجم هذه الظاهرة التي كانوا يجهلون عنها كل شيء تقريباً.

وفي أكثر الحالات لم يكن لأي شيء فعلته الحكومات، أو لم تفعله، أثر يذكر على تغيير مسار الوباء. وتعاملت الحكومات بشكل جيد فعال، أو بشكل سيئ فاشل مع العواقب والآثار الاقتصادية والاجتماعية للوباء.

من السمات المهمة الأخرى التأكيد مرة أخرى على الرأسمالية بصفتها الوسيلة المؤكدة للتكيف مع أي أزمة تباغتنا. لقد ساعد كل من توافر رأس المال بأسعار فائدة منخفضة للغاية، إضافة إلى توافر احتياطي الغذاء بدرجة كبيرة، والقدرات الإنتاجية التي لا تنفد في أنحاء العالم، الكثير من الدول من خلال توفير ما يمثل درعاً تحميهم من صدمات اقتصادية واجتماعية مهلكة ومميتة. من المرجح أن ينتج عن الطلب المكبوت الناجم عن الوباء في العام الجديد منصة انطلاق لانتعاش وازدهار النشاط الاقتصادي العالمي مع تأكيد تغيير مواقع ومراكز الكثير من الصناعات والخدمات. بعبارة أخرى، عندما يصل المرء إلى القاع لا يكون هناك اتجاه آخر للتحرك سوى الصعود. لقد علمنا هذا العام، الذي ودعناه أمس، ألا نتعامل مع الأمور والأشياء على أنها مسلّم بها، وأن نقدر حتى المتع الصغيرة، التي يتيحها لنا العالم، مثل المشي والتجول في متنزه دون ارتداء قناع طبي واقٍ يكتم الأنفاس. مع ذلك إذا كان لعام 2020 أي جوانب إيجابية، فسيكون منها الدرس المفيد الذي تعلمناه وهو ألا نيأس ونقنط أو ننتظر ونفترض.

 

هل علينا أن نتعاطف مع حسن نصرالله؟

أحمد الأيوبي/أساس ميديا/الخميس 31 كانون الأول 2020

في مقابلة تتّسم بالتقشّف التقنيّ، وبغياب كلّ أنواع الأسئلة المحرجة، وتحوّلها إلى سباق بين السائل والمجيب في المزايدة واستباق المواقف، أعلن أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله على قناة الميادين أنّ استهداف قادة حزبه "هدف إسرائيلي أميركي سعودي مشترك"، وأنّ معطياته تفيد بأنّ "السعودية تحرّض على اغتيالي منذ وقت طويل وبالحد الأدنى منذ الحرب على اليمن".

وأوضح "معطياتنا تقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طرح خلال زيارته الى واشنطن مسألة اغتيالي، والأميركيون وافقوا على طلب سعودي باغتيالي على ان تنفذه إسرائيل"، معتبراً أنّ "السعودية خصوصاً في السنوات الاخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد".

ماذا يريد نصرالله أن يقول للرأي العام من كلامه هذا؟

هو على الأرجح يريد تصوير نفسه في وضعية الضحية المستهدفة التي يجب التعاطف معها، باعتباره معرّضاً للاستهداف والقتل، لكن هل يمكن أن ينجح في تحقيق هذا الهدف، بعد أن أرفق حديثه بالإطناب في الاحتفاء بانتصارات إيران في المنطقة، المبنية على الأشلاء والدماء والتدمير؟

لعلّ أقسى ما في مقاربة نصرالله هو ذلك التقديس لأعمال قائد قوّة القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ولمسيرة حزبه التي مشاها على خطاه من قتلٍ وإرهابٍ وتدمير، في سوريا والعراق واليمن، والتي نراها ممتدّة عبر شبكات الممنوعات في عواصم العالم.. ذلك التقديس الذي يجعل من ذبح الأطفال إنجازاً ومن إرهاب الآمنين جهاداً ومن تهجير المدنيين المسالمين نصراً متجدّداً...

تكشف محاولة تقديسُ سليماني وكذلك تقديس قتلة رفيق الحريري والاحتفاء الدائم برموز لهم باع طويل في العنف، حجم الهوّة التي تفصل بين أتباع الولي الفقيه وبين سائر الناس الذين يعيشون حياة طبيعية. فعلى الرغم من أنّهم يحملون قيماً وعقائد مختلفة، إلا أنّهم لا يذهبون مذاهب هؤلاء الأتباع في الإيغال بالدماء واستباحة كلّ شيء لتحقيق أهدافهم. لذلك كان تكرار نصرالله الحديث عن القيم الأخلاقية مثار استغراب، خصوصاً لدى ربط تلك القيم بشخص قاسم سليماني المسؤول عن مآسي مئات الآلاف من البشر الذين لا يرى نصرالله أنّهم يستحقون الحياة، ويعتبر إبادتهم أو تهجيرهم نصراً مؤزراً.

هو على الأرجح يريد تصوير نفسه في وضعية الضحية المستهدفة التي يجب التعاطف معها، باعتباره معرّضاً للاستهداف والقتل، لكن هل يمكن أن ينجح في تحقيق هذا الهدف، بعد أن أرفق حديثه بالإطناب في الاحتفاء بانتصارات إيران في المنطقة، المبنية على الأشلاء والدماء والتدمير؟

أما المسألة التي انزلق إليها نصرالله بدون انتباه، فهي قوله إنّهم "يتقنون اللّطمَ ولا يجيدون الاحتفال بالنصر". وفي الواقع فإن هذه العبارة هي مرادفة لجملة أدقّ وأعمق في التاريخ والسياسة، وهي أنّ قيادات الشيعة الحاليين بشكل عام يتقنون المعارضة لكنّهم لا يجيدون الحكم. ولهذا نرى هذا الحجم الهائل من الخراب حيثما حلّ أتباع الولي الفقيه، وكأنّهم والخراب توأمان لا يفترقان، ونظرةٌ على سوريا والعراق واليمن، تكفي لتثبيت هذه المعادلة، ليس فقط في الجانب العسكري والميداني، بل بعد السيطرة والاستيلاء على السلطة.

فبعد إسقاط صدام حسين ودخول أتباع إيران على الدبابة الأميركية في العراق وانخراطهم في العملية السياسية تحت الاحتلال، استولى هؤلاء على السلطة في العراق، فكانت النتيجة أعلى معدلات الفساد، وتفسّخ الدولة وتهشيم النسيج الاجتماعي. وبات العراقيون في أدنى مستويات المعيشة العالم، ولحق لبنان بالعراق سريعاً منذ سيطرة "حزب الله" على مقاليد السلطة بشكل كامل مع فرض العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ثم حيازة الحزب الأغلبية النيابية بعد إكراه اللبنانيين بالتعطيل والوعيد على قانون انتخاب جاء في لحظة انفراط عقد 14 آذار وذروة هيمنة السلاح.

المشهد في العراق ولبنان متطابق. فالفساد أفسد قطاع الكهرباء وأسقط المحاسبة وأورد المواطنين موارد الفقر والجوع والجهل والمرض.. ولا يحتاج حال سوريا واليمن إلى شرح حول نتائج حكم جماعة إيران الذي يقوم على رعاية التحالف بين السلاح والفساد.

لكن ماذا يريد نصرالله من مقابلته وإعلانه عن مشاركة السعودية في استهدافه؟

الأرجح أنّه يضع السعودية في موقع العدوّ الواجب الحرب معه الآن. لكنّه أيضاً يضع لبنان منصّة لهذا العدوان، كما كان الحال دائماً، عبر احتضانه كلّ أعداء السعودية الداخليين والخارجيين في ضاحية بيروت الجنوبية، ودعم الحوثيين في حربهم على اليمنيين أوّلاً، ثم في استهدافهم السعودية ثانياً.

موقف نصرالله هذه المرّة أكثر خطورة لأنّه يأتي مع تزايد التهديدات الإيرانية للأمن والاستقرار في السعودية والسعي الدائم لإحداث اختراقات إرهابية في الجسم السعودي.

المشهد في العراق ولبنان متطابق. فالفساد أفسد قطاع الكهرباء وأسقط المحاسبة وأورد المواطنين موارد الفقر والجوع والجهل والمرض.. ولا يحتاج حال سوريا واليمن إلى شرح حول نتائج حكم جماعة إيران الذي يقوم على رعاية التحالف بين السلاح والفساد

فهل ينتظر نصرالله من السعودية أن ترسل له باقات الورود إلى حارة حريك وأن ترسل له موفداً ملكياً معزّياً بقاسم سلمياني، وأن تقيم السلطات سرادق العزاء في مكّة المكرمة التي استهدفتها صواريخ قاسم سليماني وخبراء "حزب الله"؟

هل ينتظر نصرالله من أهل القصير والقلمون وسائر البلدات والمدن السورية المنكوبة والمدمرة، ومن أهالي اليمن المشردين ومن شعب العراق الممزّق، أن يتظاهروا تضامناً معه إزاء ما أعلنه عن استهدافه؟

هل ينتظر نصرالله من اللبنانيين أن يتعاطفوا معه وهو الذي خطب ذات يوم ليؤكّد أنّه يعتبر جريمة السابع من أيار "يوماً مجيداً"، رغم أنّه كان "حفلة قتل" على الهواء، رفض الاعتذار عنها وهدّد بتكرارها مراراً؟

هل ينتظر نصرالله من أهالي شهداء الجيش وقوى الأمن الذين ذبحهم تنظيم داعش الإرهابي في الجرود وأخرجهم حزبه بالباصات المكيفة إلى الملاذات الآمنة، أن يقصدوا شوارع الضاحية معلنين الاستعداد لفدائه بأرواحهم؟

أسئلة كثيرة يمكن اختصارها بسؤال واحد: هل يستطيع أحد أن يتوقع من الضحية أن يتمنى طول العمر لقاتله؟

 

عام يستحق النسيان

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2021

يأبى هذا العام اللعين أن يغادرنا من دون ارتكاب المزيد من المآسي. موجة جديدة من الوباء المتحور تنشر الذعر من جديد، لتذكر ببدايات القلق الذي أصاب العالم مع انتشار الموجة الأولى من الوباء، في مطلع الربيع الماضي. مستشفيات تعج بالمرضى وأسرّة ممتلئة وسباق بين سرعة الانتشار وسرعة اللقاح، وكأن 2020 يريد أن يمنعنا حتى من التفاؤل ببارقة الأمل التي أتاحتها اللقاحات. لا يستحق عام 2020 سوى النسيان وذكريات اللعنة. عام لن يترك في ذاكرتنا سوى صور الكمامات والمعقمات، وخوفنا من بعضنا البعض ومن تناقل العدوى فيما بيننا، وطوابير المرضى في المستشفيات، والشوارع الخالية من العابرين، والمدن الغارقة في الكآبة، بعدما هجرها سكانها إلى داخل جدرانهم المسوّرة بالخوف والعزلة ممنوعين من الاختلاط بالأهل والأصدقاء والأحباء. لكن حالة اليأس والإحساس بالعجز في الحرب مع عدو مجهول الوجه والهوية لم تمنع أبطالاً في مختبرات الأبحاث العلمية من السعي وراء الأمل في إنقاذ للبشرية من الكابوس الذي أصابها. وسواء تعلق الأمر بالزوجين الطبيبين، أوغور شاهين وأوزليم توريشي، في مختبرات «بايونتيك» في ألمانيا، أو البروفسورة سارة غيلبرت في جامعة أكسفورد، وغيرهم من الجنود المجهولين، فإن لهؤلاء الفضل الأكبر والتحية الأجمل. لقد كانوا بالمرصاد لـ«كورونا»، وانتصروا، ومعهم سوف تنتصر البشرية، ويتأكد أن طريق العلم هو الطريق الوحيد لخلاص البشر وتحسين ظروف حياتهم، في مواجهة الأمراض والأوبئة، وفي كل مجال آخر. لقد واصل هؤلاء العلماء الليل بالنهار وأنجزوا في سنة واحدة عملاً يحتاج إلى سنوات. يكفي أن نتخيل لو أن جهودهم لم تتكلل بالنجاح، كم كانت ستبقى ضئيلة فرص عودتنا إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، إلى لقاء صديق في مطعم أو مقهى، إلى عناق ولد أو حبيب، إلى زيارة بلد نحلم أن تطأه أقدامنا منذ زمن... إلى فتح باب المنزل والخروج إلى هواء الشارع من دون كمامة وبمأمن من هلع الفيروس.

لا شك أن البشرية عرفت كوارث وسنوات صعبة. كان الناس يقولون في نهايتها: «تنذكر وما تنعاد». غير أن التاريخ الحديث لا يذكر احتجاز البشر في سجن كبير يشبه السجن الذي فرضه عليهم وباء «كورونا». لو شئت أن تبحث في التاريخ عن سنة ارتكبت ما ارتكبته سنة 2020 بحق البشرية، فإنك ستحتاج للعودة قرناً كاملاً إلى الوراء: إلى نهاية الحرب العالمية الأولى و«الحمى الإسبانية» التي زادت على ويلات تلك الحرب، وأدى انتشارها إلى قتل نحو مائة مليون إنسان. أو إلى ما أُطلق عليها موجة «الموت الأسود»، في أواسط القرن الرابع عشر الميلادي، التي تمثلت بجائحة الطاعون التي ضربت مناطق واسعة من أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، وقضت على 200 مليون شخص.

غير أن الأسوأ في سلسلة تلك الكوارث هو ما أصاب البشرية في القرن السادس الميلادي (عام 563م)، عندما غرق نصف سكان الأرض في الظلام لعام ونصف العام، تحت ضباب كثيف، قيل إنه نتج عن انفجار بركاني في آيسلندا، وعمَّت المجاعة ومرض الطاعون. ويربط المؤرخون سلسلة الكوارث تلك بانهيار الإمبراطورية الرومانية في آخر عهد الإمبراطور جوستنيان، بعدما قضت على نصف السكان الذين كانوا يعيشون تحت حكمها في ذلك الزمن.

لم يتوفر للناس في تلك الأزمنة السلاح الذي بين أيدينا اليوم، أي سلاح العلم وتطور الخبرات الطبية. وعندما كنا نسأل في أوج يأسنا خلال الظروف الصعبة التي مررنا بها هذا العام: كيف تمكّن هذا الوباء من ارتكاب هذا الحجم من الضرر في زمن التقدم العلمي وعصر الكومبيوتر وغزو الفضاء؟! كان العلماء يضحكون سراً في مختبراتهم، وينكبون على العمل؛ لأنهم وحدهم لم يخب أملهم في حقيقة التطور الذي يملكون بين أيديهم، ولا خابت ثقتهم بفرص تحقيق الانتصار في النهاية ولخير البشرية جمعاء.

مع هذا التقدم الطبي الذي حصل لا بد من طرح الأسئلة التي يجب أن تُطرح: كيف نشأ هذا الوباء؟ وكيف سُمح له بالانتشار بهذه السرعة؟ وسبب الإلحاح في طرح الأسئلة ليس معاقبة الصين والمسؤولين في مدينة ووهان، نقطة انطلاق الوباء، بل الاستفادة مما حصل وتعلم الدروس لمنع حصول كارثة مماثلة في المستقبل. فريق من «منظمة الصحة العالمية» سيزور مدينة ووهان في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد عام على ظهور العوارض الأولى لوباء «كورونا» في سوق الأسماك والخفافيش في تلك المدينة الواقعة جنوب شرقي الصين. ويطالب المسؤولون في المنظمة بالسماح لفريقهم بالتحقيق الصحيح في الأسباب والمسؤوليات. غير أن بوادر سلوك السلطات الصينية لا تشجع؛ من التشكيك أولاً في رواية الطبيب لي ون ليانغ، الذي كان أول من نبه إلى ظهور عوارض الوباء في ووهان، ثم مُنع من متابعة عمله وتوفي بعد إصابته بالوباء، إلى سجن الصحافية جانغ جان مؤخراً أربع سنوات بسبب التقارير التي نشرتها عن انتشار الوباء بين السكان، وعدم اعتراف السلطات بحجم الخطر قبل تفشيه، وصولاً إلى سكان ووهان أنفسهم الذين فقدوا أقارب لهم، ويطالبون اليوم بمعرفة حقيقة ما حصل.

أحد سكان ووهان كتب رسالة إلى الرئيس تشي جينبينغ يطالب فيها بالتحقيق في أسباب موت والده. يقول جانغ هاي: «لن أرتاح قبل أن تتم محاسبة المسؤولين في ووهان عما حصل بين ديسمبر (كانون الأول) 2019 ويناير (كانون الثاني) 2020... إنهم يريدون أن يبيعونا رواية أنهم سيطروا على الفيروس، لكن الحقيقة أنهم يريدون إخفاء ما حصل. إنهم يريدون التركيز على ما فعلوه بعد ذلك، وليس على السبب. لكن هذا لا يمحو الألم الذي أشعر به مثل كل الذين فقدوا أقارب لهم».

لو نجحت الصين في اختبار الحس بالمسؤولية تجاه العالم، سيكون ذلك إضافة مهمة إلى النجاح في اكتشاف اللقاحات، لأنه سيزيد من قدرة الأجهزة الطبية على توفير الحصانة من أوبئة مماثلة في المستقبل.

 

المصالحة الخليجية: ترف لا ضرورة!

النهار العربي/محمد قواص/31 كانون الأول 2020

 تشكّل القمة الخليجية في الرياض الشهر المقبل موعداً محلياً وعربياً ودولياً لافتاً داخل سياق ما يُحكى عن مصالحة داخلية محتملة تعيد ترتيب البيت الخليجي. ولئن أثارت القمم الخليجية في السنوات الأخيرة غباراً حول إمكان طي صفحة الخلاف مع قطر، إلا أن ذلك لم يحصل، برغم دفعات التفاؤل التي كانت تضخّ في هذا الصدد. ويرفع الغموض والتكتم والدقة في صوغ التصريحات وتسطير البيانات من مستوى التشويق المائل إلى التشاؤم بشأن فرضية بدا أن الجميع يتوسلها من دون أن يهتدي إلى بلوغها. اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل أيام للتحضير لجدول أعمال القمة، وهذا أمر رتيب. غاب وزير خارجية قطر (حضر الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية). أثار الأمر أسئلة حول الاجتهاد في ذلك وتفسيراته داخل فتاوى الصلح العتيد. لم يبرّر الرسميون أمر هذا الغياب، فيما تلعثم المحللون في فك شيفرته. في المقابل، لا تبدو وسائل الإعلام القطرية، أو تلك المموّلة من قطر، في أجواء تلك المصالحة، ولم يتوقف دفقها في شن الهجمات "التقلدية" المملّة ضد دول المقاطعة الأربع. والحال أن رشقات التفاؤل كانت مفاجأة مكثفة مفعمة بالجدية والمصداقية حين واكبت الزيارة التي قام بها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره، للسعودية وقطر أوائل كانون الأول (ديسمبر) الجاري. بدا أن الإدارة الأميركية تلاقي المبادرة الكويتية (وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر زار واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر) وتدفع بفاعلية دول المنطقة لإنهاء الخلاف وإعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي وبث الروح في دينامية دوره ووظيفته. ولئن تركزت أصداء مساعي المصالحة حول نواة التواصل بين السعودية وقطر، ولئن دفعت هذه الأجواء إلى توقع مصالحة متعددة السرعات، بحيث تبدأ بين الرياض والدوحة على أن تلتحق بها مصر والإمارات والبحرين في مواعيد لاحقة، إلا أن ما صدر عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من حرص على "التشاور مع الشركاء" من أجل مصالحة شاملة، وما صدر عن المنامة والقاهرة وأبو ظبي من ترحيب بمساعي الكويت وتعويل إيجابي على قمة الرياض، نفخ مزيداً من بذور التفاؤل في إمكان تحقيق ما لم يتحقق سابقاً، أو على الأقل زوال ما كان يمنع ذلك.

ومع ذلك، فإن للغموض المحيط بتحضيرات القمة ما لا يشي بانسيابية الاستعداد للانتقال من حقبة الانقسام إلى حقبة الوحدة، خصوصاً أن ما يصدر من تصريحات لا يتجاوز الصيغ الرسمية الشديدة الدبلوماسية، ناهيك عن أن سياسة "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" تتناقض مع شفافية التحولات والاستحقاقات التي تمر بها المنطقة، كما لا تجاري ضرورات الرد الجماعي على الأخطار التي تهدد كل دول المجلس إذا ما تحوّل استعراض القوة في الخليج إلى صدام عسكري كبير.

باتت قوة مجلس التعاون الخليجي مطلباً إقليمياً دولياً وحاجة داهمة لأمن الخليجيين أنفسهم. وسواء تعلق الأمر بتطورات الملف الإيراني أم بتحولات الدور التركي في المنطقة، أم بمستقبل المشهد الإقليمي الشامل منذ اتفاقات تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية، فإن المنظومة السياسية العربية برمّتها باتت تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مراكز توازن صلبة تمثل المنظومة الخليجية إحدى واجهاتها. والحال أن هناك بوناً شاسعاً بين لهجة الخلاف مع قطر وأدبياته ولهجة الصلح الممعنة في ضبابيتها. صحيح أن حقبة سياسية إقليمية دولية أملت قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين (5 حزيران / يونيو 2017) حسم الخيار صوب المقاطعة الكاملة مع الدوحة، وصحيح أن حقبة مخصبة بظروف أخرى تدفع باتجاه تدوير الزوايا وإنتاج تحوّل نحو الصلح، إلا أن واقعة الخلاف استندت الى قواعد بنيوية لا يمكن تجاوزها بديباجات لا ترقى إلى لغة العصر في إدارة العلاقات بين الدول والدفاع عن مصالحها.

والثابت أن للسعودية والبحرين والإمارات موقفاً غاضباً واحداً مما تشكله إيران من أخطار على الخليج والشرق الأوسط والأمن الدولي. وإذا ما كانت مقاربة مصر للملف الإيراني أقل حدة وتخضع لأبجديات أخرى في دبلوماسية القاهرة، إلا أن الأخيرة تمثل، ربما، رأس حربة الدول المقاطعة الأربع في مواجهة الدور التركي المقلق وما تشي به عثمانية أردوغان الجديدة من طموحات خطيرة داخل العالم العربي. في المقابل، فإن ما بين إيران وتركيا، ينشطُ إسلامٌ سياسيٌ، سني وشيعي، مروّجٌ لثقافة الميليشيات واللادولة ومحفّزٌ للإرهاب بأجسام وأشكال مختلفة، على نحو يجعل من وحدة الموقف من طهران وأنقرة حاجة أمنية للتصدي لظاهرة الفوضى التي تنفخ بها العاصمتان فتخترق العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا.

على هذا لا يمكن لأي تطبيع حقيقي مع قطر إلا أن يمر بملفات العلاقة مع إيران وتركيا. وما دامت مقاربة الملفين شأناً دولياً يتجاوز قدرات قطر وحدود وظيفتها، فإن من الجائز السؤال حول ما يمكن للدوحة أن تحمله من أجوبة شافية تطفئ شيئاً من أسباب اندلاع القطيعة.

 على أن تعمّق عُقد المنطقة قد لا يوفر الظروف المساعدة لرأب صدع خطير داخل جدران مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً أن سنوات القطيعة صلّبت داخل البيت الخليجي ثقافة القطيعة وما تنتجه من هياكل اقتصادية وسياسية وإعلامية، على نحو قد يجعل من المصالحة ترفاً لا ضرورة. وفيما أصل العلة مرتبط بتباين موقف قطر مع مقاطعيها في شؤون متعلقة بتركيا وإيران، فإن كل تلك الدول قد يغريها انتظار ما يمكن أن يتبدل في موازين القوى لتطوير شروط الصلح المتوخى وقواعده. قد يكون موعد 5 كانون الثاني (يناير) المقبل مناسباً لصدور قرارات الصلح، بما يمكن أن يسجل لإدارة ترامب ويحسب لجهود صهره المستشار قبل  15 يوماً من انتهاء صلاحية تلك الإدارة. وعلى هذا، فإن ذلك الصلح سيكون وهناً نظريَّ المضمون لدواع تشبه لزوم العلاقات العامة، ما دام يأتي خارج سياق التحولات المنتظرة في كل المنطقة. وقد يجوز هنا السؤال حول قدرة الدينامية الخليجية وحدها، مهما ارتفع منسوب العصبية والغيرة البيتية، على خلق حالة تصالح تقفل ملفات بتلك الخطورة بغض النظر عن غياب التطور في ملفي إيران وتركيا. وإذا ما بات شأن تركيا وإيران، كما شأن ليبيا وسوريا ومستقبل القضية الفلسطينية وقضايا أخرى، شديد الارتباط بأجندة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في المنطقة، فقد يكون من المربك القفز على هذا المعطى في السعي لإنتاج شبه مصالحة يزعمها الجميع وقد لا يمتلكون الانخراط الجدي بمفاعيلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون وقع مرسوم التمديد للتعبئة

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

صدر ظهر اليوم المرسوم الرقم 7315 تاريخ 31 كانون الأول 2020، بعدما وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء المختصين. ويقضي بتمديد اعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس "كورونا" من 1/1/2021 الى 31/3/2021 ضمنا.

ويقضي المرسوم ايضا بفرض وضع الكمامات والطلب الى الأجهزة الأمنية اتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين، كذلك الطلب من اللجنة التقنية المكلفة متابعة الرقابة على فيروس كورونا استكمال التواصل مع الجهات المعنية ونقابات وجمعيات سياحية وتجارية لجهة وضعها موضع التنفيذ والالتزام بالإجراءات والتدابير التي تساهم في التخفيف من انتشار الوباء، على ان يصدر عن وزير الداخلية والبلديات القرار اللازم استنادا الى كثافة الاختلاط وعدد المختلطين وإمكانية التعديل ومستوى المخاطر المحتملة. وكلف المرسوم وزير الصحة العامة التواصل مع المستشفيات الخاصة لجهة وجوب التعاون والتجاوب لفتح اجنحة خاصة لمعالجة المصابين من فيروس كورونا، كما طلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية كافة التشدد في قمع المخالفات، بما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره، كما والتنسيق والتعاون مع المجتمع الأهلي والسلطات المحلية لتحقيق ذلك، والطلب الى وسائل الاعلام الاستمرار بالحملات الإيجابية التوعوية والوقائية حول مسؤولية المواطن في الالتزام باجراءات الوقاية.

 

الرئيس عون وقع مراسيم ترقية الضباط في الاسلاك العسكرية باستثناء الترقية من رتبة عقيد الى عميد لعدم ارسال مرسوم ترقية ضباط الجيش لهذه الرتبة

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم، مراسيم ترقية الضباط في الاسلاك العسكرية كما وردت اليه من رئاسة الحكومة، باستثناء الترقية من رتبة عقيد الى رتبة عميد نظرا لعدم ارسال مرسوم ترقية ضباط الجيش من رتبة عقيد الى رتبة عميد للتوقيع.

 

الرئيس عون عرض مع عبدالصمد شؤونا اعلامية وترأس اجتماع الوفد المفاوض والتقى رحمة: لمواجهة التحديات بإرادة وتصميم والتزام الوقاية من كورونا

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين الى "مواجهة التحديات التي يستقبل بها لبنان السنة الجديدة بإرادة وعزم وتصميم، لانه بذلك يمكن إيجاد مناخات ملائمة لتجاوز هذه التحديات، لا سيما منها وباء "كورونا" الذي يتطلب منا جميعا وعيا للتعاطي معه بواقعية والتزام كل الإجراءات التي تحد من انتشاره". واكد الرئيس عون "العمل لكي تحمل السنة الجديدة معالجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يجتازها لبنان، لا سيما بعد جريمة التفجير في مرفأ بيروت"، معتبرا ان "مثل هذه المعالجة تستوجب وجود حكومة فاعلة يؤمل الا يتأخر تشكيلها اكثر مما حصل حتى الآن".

وزيرة الاعلام

الى ذلك، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال منال عبد الصمد نجد، وعرض معها الواقع الإعلامي في البلاد. بعد اللقاء، تحدثت الوزيرة عبد الصمد الى الصحافيين فقالت: "زرت فخامة الرئيس للتهنئة بالاعياد، وعرضت الواقع المرير الذي يعيشه الاعلام اليوم، والاقتراحات التي نحملها لتحسين الوضع، خصوصا ان الاعلام هو مجرد مرآة لواقعنا ويعكس ما يحصل، وفي حال اردنا تغيير هذا الواقع، لا يجب ان نكسر المرآة، بل تحسين الظروف. كما طرحت على رئيس الجمهورية انشاء جائزة بيروت للانسانية، على ان يتم اطلاقها بشكل دوري في الرابع من آب من كل عام، تخليدا لذكرى شهداء الانفجار في مرفأ بيروت البعيد عن الإنسانية، والهدف منها هو دعم المبادرات والاعمال التي تروج للانسانية ونبذ الكراهية والعنف والحقد". اضافت: "وتطرقنا ايضا الى مواضيع وزارة الاعلام ودورها الحالي في ظل الازمات والخطط الإعلامية الموضوعة، وكانت هناك جملة تمنيات وتوصيات على امل النهوض والبدء بالعام الجديد في ظل حكومة فاعلة وقادرة على إدارة الأمور وبالأخص منها الطارئة، بغية إيجاد الحلول في اسرع وقت ممكن. وأتمنى للجميع اعيادا مجيدة بعيدا عن وباء كورونا وخالية من الامراض وحافلة بالامل والتفاؤل والإنجازات وبحكومة جديدة". وعن تزايد اعداد الإصابات بكورونا وهل هناك توجه لاقفال البلد مجددا، قالت: "يرتبط الاقفال بقرار لجنة التدابير الوقائية التي تنتظر بدورها نتائج سهرة رأس السنة، فإذا كانت هذه النتائج مشابهة لما شهدته ليلة الميلاد المجيد والتي كانت كارثية، فيمكن اتخاذ أي قرار بما يخدم ضبط الأمور ومراعاة السلامة العامة".

اجتماع الوفد المفاوض

وترأس الرئيس عون اجتماعا، ضم، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وألاعضاء: العميد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع النفط المهندس وسام شباط والخبير الدكتور نجيب مسيحي.

وتم خلال الاجتماع عرض للخطوات التي سوف يتخذها لبنان تحضيرا لاستئناف المفاوضات في المواعيد المقبلة.

رحمة

واستقبل الرئيس عون رئيس حزب "التضامن" النائب السابق اميل رحمة، واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع الراهنة. وقال رحمة: "ان الظروف الراهنة تتطلب تضامنا وتعاونا، حيث لا فائدة من المناكفات، لا سيما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة التي يفترض ان تكون قادرة على مواجهة التحديات التي يمر بها لبنان، وهذا يعني ان تكون حكومة ذات تمثيل عادل ومتوازن بين كل المكونات اللبنانية وتضم شخصيات مشهود لها بخبرتها وكفاياتها والمامها بالشؤون الوطنية، حتى تتمكن من تحقيق نقلة نوعية في عمل السلطة التنفيذية تفرضها دقة المرحلة". وأثار رحمة مع الرئيس عون الأوضاع الأمنية المضطربة في منطقة بعلبك - الهرمل وضرورة معالجتها بسرعة "كي لا يستمر الفلتان الأمني"، داعيا الى "الإسراع في كشف ملابسات جريمة اغتيال الشاب جو بجاني في الكحالة وغيرها من الجرائم"، معتبرا ان "للسلطات ازمنة واليوم هو زمن السلطة القضائية".

 

وزارة الخارجية دانت تفجيرات عدن

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

دانت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال في بيان، "التفجيرات الارهابية التي طالت مطار عدن الدولي بعيد هبوط الطائرة التي تقل اعضاء الحكومة اليمنية الجديدة"، وتقدمت من "الحكومة اليمنية والشعب وعائلات الضحايا بخالص التعازي والمواساة"، متمنية "الشفاء العاجل للجرحى الابرياء، وقد كانت من ضمنهم المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر اللبنانية يارا خواخة". وأكدت الوزارة دعمها "للجهود التي تنهي صفحة المآسي وتعيد الاستقرار والامان لليمن والاخوة اليمنيين".

 

جريصاتي من بكركي:البطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان وقال انا والرئيس متفقان على موضوع عمل المؤسسات وانشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، في بكركي، الوزير السابق سليم جريصاتي الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة لاخذ البركة وللتمني بان تكون سنة 2021 سنة مختلفة تمام الاختلاف عن السنة المنصرمة بلا أسف، على أساس ان تحمل السنة الوافدة كل الآمال في أن يستقر الوضع في لبنان ويتخلص لبنان من الازمات الموروثة والمتناسلة او المستجدة على أكثر من صعيد. وتباحثنا في الاوضاع الراهنة ونعود دائما الى هذا الصرح الذي مجد لبنان أعطي له في الملمات وفي الاوقات الصعاب".اضاف: "نعتبر ان الصرح البطريركي هو صرح وطني كبير ولا نقارب الموضوع بنفس فئوي او مذهبي او طائفي، بل نأتي الى هذا الصرح للتكلم بالشؤون الوطنية الكبرى، وقد تبادلنا الآراء في مواضيع كثيرة واستمعنا الى رأي البطريرك، وسمع رأينا الموضوعي، ورأينا بالتجربة ما الذي حصل اخيرا في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية. وكان البطريرك مستمعا فطنا كالعادة ومساهما في وضع الامور في نصابها المؤسساتي والدستوري الصحيح، وأملي ان يصل لبنان الى شاطىء الأمان في العام 2021، فتكون البدايات بدايات واعدة ونكون في منتصف السنة قد تجاوزنا الكثير من العقبات ونرسو جميعا على دولة مؤسسات نصبو اليها بكل جوارحنا".

وردا على سؤال عما اذا شعر ان البطريرك الراعي غاضب على رئيس الجمهورية او على النائب جبران باسيل، قال جريصاتي: "نحن نعتبر ان مرجعية بكركي مرجعية وطنية بكل المفاهيم والمعايير، والبطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان، ولم ار أي تباين في وجهات النظر. على العكس رأيت تشجيعا من البطريرك في ان نذهب جميعا الى النفس المؤسساتي اي خلاص لبنان، ليس على اساس جهوي، فئوي، مذهبي، طائفي، انما قال اذهبوا الى المؤسسات. وقال انا والرئيس متفقان على موضوع عمل المؤسسات وانشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح ومتوازن عملا بالاحكام الدستورية. على العكس تماما رأيت البطريرك مهتما جدا بمبادرته على الاساس الذي شرحت".

وعن العقبة في وجه تشكيل الحكومة، قال جريصاتي: "ان العقبات كثيرة ولكنها تبقى عقبات قابلة للحل، ان صفت النيات لدى الذين يتداولون في الشأن الحكومي وأصحاب الربط، والجميع يعرفون ان هناك حلولا ممكنة عند تأليف الحكومات والحل الواحد هو الذي يعطينا اياه الدستور وهو العيش المشترك اي المشاركة الفعلية في انشاء السلطات".

 

جعجع: انتظار حكومة انقاذ في ظل الأكثرية الحاكمة كمن ينتظر مراع خضر وسط صحراء قاحلة

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020 

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الحل الوحيد المتبقي للخروج من أزمتنا الحالية يكمن في الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة"، معتبرا أن "انتظار تشكيل حكومة جديدة قادرة على الإنقاذ في ظل الأكثرية الحاكمة الحالية هو كمن ينتظر أن تنبت مراع خضر وسط صحراء قاحلة لم تعرف الأمطار يوما وبعيدة آلاف الأميال من أقرب واحة مياه إليها". ولفت إلى أنه "بالنسبة للوضع الأمني في زحلة فقوى الأمن الداخلي مدعوة إلى جانب بلدية زحلة وباقي الأجهزة الأمنية إلى وضع خطة طارئة لضمان أمن المدينة وأهلها ووقف السرقات فيها".

كلام جعجع جاء خلال لقاء عقد في المقر العام للحزب في معراب، من أجل التسليم والتسلم بين منسق منطقة زحلة الجديد الدكتور ميشال فتوش ومنسق زحلة السابق المحامي أنطوان القاصوف، في حضور: الأمين العام الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، المفتش العام في الحزب إدغار مارون، رئيس جهاز التنشئة السياسية شربل عيد، المنسق الأسبق لمنطقة زحلة ميشال تنوري، أعضاء مكتب المنسقية ورؤساء مراكز المنطقة. وكان قد استهل جعجع كلمته بتوجيه معايدة "من القلب لعموم أهالي زحلة بحلول عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة"، متمنيا "أن تحل عليهم السنة الجديدة بظروف أفضل من تلك التي نعيشها اليوم وأن تكون بادرة لخروج لبنان من الأزمة المستفحلة التي يتخبط بها". ولفت جعجع إلى ان "زحلة كما دائما هي مثال في الالتزام والإيمان بالقضية والانضباط الحزبي والدليل على ذلك هو المشهد الذي نراه اليوم في القاعة حيث يحضر المنسق المعين وإلى جانبه المنسقين السابق والأسبق اللذين يستمران بإعطاء كل ما لديهما من جهد في العمل الحزبي خدمة للقضية غير آبهين بالمناصب التي لم تكن يوما تعنيهم فهما من الذين تطلق عليهم صفة "أولاد القضية" عن حق وهذه الصفة تطلق أيضا على المنسق الجديد الدكتور فتوش الذي أظهر خلال مسيرته الحزبية أنه ابن القضية ومستعد لخدمتها والتضحية في سبيلها في أي موقع كان. وهذا ليس بغريب بالنسبة لي أبدا فانطلاقا من أنه "كما تكونوا يولى عليكم" ليس من المفاجئ أن يكون منسقو زحلة يتمتعون بهذه الصفات باعتبار أن أهالي هذه المنطقة هم أبناء القضية. وبالمناسبة أريد أن أهنئهم بالانتصار الكبير الذي حققوه عبر التجديد لشركة "كهرباء زحلة" وذلك من خلال تضامنهم وجهوزيتهم للتحرك عندما تدعو مصلحة زحلة ولبنان". وختم رئيس حزب "القوات" معاهدا أهالي زحلة "بأن يبقى الحزب المدافع الأول عن حقوقهم كما هو المدافع الأول عن حقوق الشعب اللبناني بأكمله ومستقبل أبنائه".

القاصوف

وكان قد استهل اللقاء بكلمة للمنسق السابق شكر "عموم القواتيين في منطقة زحلة" على تعاونهم معه خلال فترة ولايته. وقال: "لولا وقوفكم إلى جانبي وجهدكم واندفاعكم للعمل والتضحية لما كنت قادرا وحدي على القيام بأي شيء. صحيح أننا واجهنا في السنة الماضية جائحة كورونا التي حدت من حركتنا ومن الكثير من المشاريع والإنجازات التي كنا ننوي القيام بها، إلا أنني يمكنني القول اليوم أننا تمكنا بالرغم من الظروف القاهرة من القيام يما كان يجب علينا القيام به".

فتوش

وكانت كلمة للمنسق الجديد شكر فيها رئيس "القوات" على الثقة التي منحه إياها معاهدا إياه بأن يكون إن شاء الله على قدرها وأن يضع كل جهده في سبيل العمل على دفع المنطقة خطوة إلى الأمام، وقال: "أشكر الرفاق الحاضرين اليوم الذين في خلال الأيام القليلة منذ تعييني حتى اليوم أظهروا كل اندفاع وتعاون للعمل من أجل مصلحة المنطقة كما أخص من بينهم المنسق السابق المحامي طوني القاصوف والمنسق الأسبق الأستاذ ميشال تنوري اللذين لم يفارقاني منذ تعييني ويضعان كل جهد لديهما من أجل إنجاح العمل وضمان استمراريته".

 

الراعي افتتح السنة القضائية: على القاضي أن يتصف بالمعرفة والمنطق والحكم السليم ويطالع اجتهادات محكمة الروتا الرومانية والمحاكم المدنية

الخميس 31 كانون الأول 2020

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي افتتاح السنة القضائية، بحضور النائب البطريركي العام المشرف على المحكمة الإبتدائية المارونية الموحدة المطارنة حنا علوان، المشرف على العدالة المطران مارون العمار، رئيس المحكمة الإستئنافية المطران الياس سليمان، والقضاة وموظفي المحاكم الروحية المارونية.

نخلة

استهل اللقاء بالنشيد الوطني، ثم رفعت صلاة الأبانا ليلقي بعدها رئيس المحكمة الإبتدائية الموحدة المارونية الخوري جوزيف نخلة كلمة قال فيها: "نتشرف اليوم بزيارة هذا الصرح المبارك وبلقاء غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، لنجدد ولاءنا لأمنا الكنيسة بشخص رأسها وراعيها، ولنقدم لكم تهانينا بالأعياد المباركة ولنتمنى لكم ولكنيستنا ولوطننا عاما جديدا مباركا نرتاح فيه من أزماتنا الصحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وعلى الصعد الأخرى كافة".

أضاف: "يتخبط وطننا منذ فترة غير قصيرة بأزمات تهدد هويته وكيانه ووجوده، ولا يشعر المسؤولون الزمنيون فيه بالحاجة إلى الإصلاح المطلوب من أجل الإنقاذ والتغيير، فالمصالح الضيقة الفئوية والحزبية والشخصية طغت في مواقفهم وتصرفاتهم على مصلحة الوطن وعلى خير أبنائه، وهم يختلفون على المراكز والحصص والصلاحيات والمناصب والمنافع باسم طوائفهم تارة، وأحزابهم طورا، ومن بعدهم الطوفان، بل الجحيم. ولقد ناديتموهم يا صاحب الغبطة دائما، واستصرختم ضمائرهم، ولكن ما من سميع ولا مجيب. ولقد كنا معكم نأمل بنجاح مبادرتكم الأخيرة وبتشكيل حكومة مستقلة من ذوي فكر نير وضمير حي واستقامة سيرة ومن أصحاب خبرة واختصاص لا يغلبون مصالحهم ومصالح مراجعهم على مصلحة الوطن، بل يعملون على إخراجه من أزماته ويعيدون الثقة إلى المواطنين بوطنهم، وإلى العالم بهذا البلد الذي دفعه حكامه إلى شفير الهاوية، ولكن أملنا خاب إذ بدل أن يصغوا إلى صوت الراعي الصالح صوت الحق والخير والضمير أصموا آذانهم وقسوا قلوبهم وآثروا أن يستمروا في الارتهان للخارج وأن يلبوا طموحات ومصالح دول خارجية غريبة".

وتابع: "نحن يا صاحب الغبطة، مع شعبنا نعاني من تبعات ما يفعلون، ونتحمل ونصبر ونصلي كي يجيز الرب عنا هذه الشدة وأن يقصر هذه الأيام الرديئة التي زاد من قساوتها ومرارتها فيروس كورونا وجعلنا مع أهلنا ومع أبناء كنيستنا ووطننا نعيش في قلق متزايد على الصحة والسلامة والحياة والمصير، وننتظر الفرج ونرجوه، لا من بشر، بل من ربنا وإلهنا الرحيم والقدير".

وأردف: "لقد أرخت أزمة كورونا بثقلها على المحكمة، منذ نحو تسعة أشهر، وحتمت علينا الاقفال حينا، والعمل الجزئي حينا آخر، وقد أصيب البعض من قضاة المحكمة وموظفيها والمحامين الذي يؤمونها بعدوى الداء، غير أن العناية الإلهية سلمتهم، ولا نزال نعمل بحذر شديد متبعين الإجراءات الوقائية، ما أمكن، ساعين إلى تأمين خدمة أصحاب الحقوق، وإلى تسهيل أمورهم وعقد الجلسات الضرورية وإصدار القرارات والأحكام، وقد كنا نظن ونأمل أن هذه الأزمات المتلاحقة سوف تعزز الوحدة في عائلاتنا وتلهي الأزواج عن مشاكلهم وتبعث فيهم روح التسامح والتضامن والتعاون من أجل الأولاد القاصرين على الأقل، غير أن الواقع بدا مغايرا فلا تزال المشاكل مستفحلة، وأعداد دعاوى بطلان الزواج هي عينها إن لم نقل أنها ازدادت نسبة إلى السنوات الماضية، فلو أن العمل كان طبيعيا خلال السنة المنصرمة لكانت الدعاوى المسجلة أكثر مما هي عليه اليوم بكثير".

وقال: "إن صعوبات هذه المرحلة، جعلتنا نقف أحيانا كثيرة حائرين في كيفية الحكم بالمفاعيل المادية للزواج، فالارتفاع الهائل في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وحجز أموال المودعين في المصارف، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، والتغيرات التي طرأت في أساليب التدريس كالتعلم عن بعد، وعدم وضوح الرؤية في ما يتعلق بقيمة الأقساط المدرسية، والزيادات المطردة في كلفة الطبابة والاستشفاء، جعلت غير عادل أو مقبول أي قرار نصدره، فمن يفرض عليه يشعر بالظلم، ومن يفرض له يشعر بالغبن، وكلاهما يسعيان إلى التعديل زيادة من هنا وإنقاصا من هناك، غير أن بعضا من المتقاضين الذين باتوا مقتنعين بوجوب عقد اتفاقات رضائية بهذا الشأن، يفعلون ذلك، ويخففون عنا أحيانا بعض الأعباء ويجنبون أنفسهم المماحكات والصراعات غير المجدية".

أضاف: "لقد أظهرت هذه الأوضاع الاستثنائية أيضا، يا صاحب الغبطة، حاجة إلى قوننة وسائط جديدة لمتابعة بعض الأعمال الإدارية والإجراءات القضائية، واستفدنا، في بعض الأحيان، من وسائل التواصل الاجتماعي لعقد اجتماعات المذاكرة وإصدار الأحكام. ولذلك، وإسوة بالكثير من المؤسسات التعليمية والجامعات، وحتى إسوة ببعض المحاكم في خارج البلاد بتنا نطرح السؤال عن إمكانية خلق نظام معلوماتي جديد يتيح، عند الاقتضاء، الاستعانة بالوسائل المتاحة على شبكة الانترنت لتقديم الطلبات والعرائض أو لتبادل اللوائح أو للاطلاع على حركة الملفات، أو حتى لعقد جلسات استجواب يتعذر إجراؤها بسبب ظروف قاهرة".

وتابع: "إن لنا، يا صاحب الغبطة والنيافة، ثقة كبيرة بحكمتكم ودعمكم، وبنا حاجة إلى توجيهاتكم وإرشاداتكم الأبوية، في المجالات كافة،... وإلى مساعدتنا على تخطي ومعالجة الصعوبات التي تعترض استمرارانا في قيامنا بخدمة الكنيسة والعدالة فيها - وقد أصابنا ما اصاب أبناءنا من تبعات تلك المصائب والمصاعب - كما وعلى انتظام العمل في محاكمنا وتحسين أدائها وتطوير نظامها، من أجل تأمين الحقوق لأصحابها".

وختم: "الشكر، لكم تكرارا يا صاحب الغبطة والنيافة، والشكر أيضا لأصحاب السيادة القيمين على محاكمنا، لا سيما سيادة المطران حنا علوان المشرف على المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية، وسيادة المطران مارون العمار المشرف على العدالة، وسيادة المطران الياس سليمان رئيس المحكمة الاستئنافية، على عملهم الدؤوب من أجل تقدم العمل في المحكمة، وعلى رعايتهم وسهرهم الدائم عليها. عشتم يا صاحب الغبطة والنيافة، ودمتم لنا راعيا صالحا ومدبرا حكيما ورأسا لكنيستنا المارونية، وعينا ساهرة على محكمتنا ومن وما فيها".

الراعي

بدوره ألقى الراعي كلمة قال فيها: "إخواني السادة المطارنة الأجلاء، الآباء القضاة والموظفون القضائيون في المحكمتين الإبتدائية الموحدة والبطريركية الإستئنافية المحترمون، المحامون والمحاميات، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء.

1- يسعدني أن أستقبلكم، ونحن بين عيدي الميلاد المجيد وبدء السنة الجديدة 2021، بل في آخر يوم من عام 2020، وأن أبادلكم التهاني بالعيدين، راجيا أن يكونا مصدر خير وسلام عليكم وعلى عائلاتكم ومحاكمنا الروحية. وأشكر عزيزنا الخوري جوزف نخلة رئيس محكمتنا الإبتدائية الموحدة على عاطفة التهنئة التي عبر عنها في كلمته باسمكم جميعا، وعلى الهموم المشتركة بين محاكمنا والمتقاضين، وعلى وجوب إيجاد سبل تقنية للتقاضي في الظروف الراهنة. وألتمس معكم من الله شفاء جميع المصابين بوباء كورونا، وإبادة هذا الوباء، لكي تعود الحياة الطبيعية إلى الكرة الأرضية والأوطان والمؤسسات، رحمة بالفقراء والمحرومين من أبسط وسائل العيش. ويطيب لي أن أتناول معكم هذه السنة موضوع شخصية القاضي والميزات التي ينبغي أن يتحلى بها مع الإنصاف، وسعيه إلى اكتساب اليقين الأدبي.

أولا: شخصية القاضي وميزاته

2 - القاضي هو خادم الحقيقة ومحقق العدالة، وفاعل السلام. إن ترابط هذه الثلاثة المتكاملة ظاهر في الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة واللاهوتيين والإجتهاد القضائي. فالحقيقة هي "أساس العدالة وأمها"، بل "هي شريعة العدالة". والعدالة تزرع السلام في قلوب المتداعين، على ما يقول أشعيا النبي "السلام ثمرة العدالة" (أش 32: 17).(راجع خطاب القديس البابا يوحنا بولس الثاني لمحكمة الروتا الرومانية في 4 شباط 1980).

وكون الحقيقة "أساس العدالة وأمها وشريعتها"، فإنها "تحرر المتداعين" (مر 10: 9) وكل الذين يلجأون إلى الكنيسة متوجعين من أوضاع مؤلمة، لا سيما الشك في صحة رباطهم الزوجي. ووجوده. من واجب القاضي أن يقول ما هو حق وعدل، كما تعني اللفظة اللاتينية iudex من فعل ius-dicere. ولذلك، يتخذ حكمه قوة الشريعة وطابعها الإلزامي بالنسبة إلى الأشخاص المعنيين بهذا الحكم. وكون الحكم عملا خطيرا في نتائجه، لا يستطيع القاضي أن يصدره إلا بعد تكوين اليقين الأدبي لديه بنتيجة الدرس والتنقيب وجمع الحيثيات من كل أعمال الدعوى والعلامات والبينات والقرائن.

3 - من أجل أن يأتي حكم القاضي صائبا ومنسجما مع الحقيقة والعدالة، ومنزها عن أي خطأ أو ظلم، وضعت الكنيسة قواعد في أصول المحاكمات كطريق يسلكه القاضي في البحث عن الحقيقة الموضوعية، وقول العدالة بإسم الله العظيم، بما له من سلطان أسندته إليه السلطة في الكنيسة. ليست هذه القواعد غاية بحد ذاتها، بل هي وسائل لبلوغ الحقيقة. فتكون أولى صفات القاضي الأمانة للشريعة الإلهية، الموحاة والطبيعية أولا ثم للشريعة الوضعية القانونية في جوهرها وفي أصول تطبيقها. هذه الأمانة تقتضي من القاضي أن يتماهى معها، بحيث يمكن القول وبحق "إن القاضي هو الشريعة نفسها التي تتكلم". هذه الأمانة عينها هي التي تدفع بالقاضي إلى التحلي بمجموعة من الصفات التي يحتاج إليها لكي يتم واجباته تجاه الشريعة، وهي: "الحكمة لفهم الشريعة، والعلم لإظهارها، والغيرة للدفاع عنها، والفطنة لتفسيرها، والتبصر لتطبيقها" (خطاب القديس البابا يوحنا بولس الثاني لمحكمة الروتا الرومانية في 4 شباط 1980، 8).

4 - بالنسبة إلى دراسته ملف الدعوى، يجب أن يتحلى القاضي بصفتين: الأولى الإجتهاد (diligence)، الذي هو ليس فقط الإعتناء والدقة، بل وبخاصة الشعور العاطفي، كما تعني اللفظة اللاتينية (diligere ومنها dilection)، وأيضا الوعي الواضح للمسؤوليات التي غالبا ما تمس بالعمق المساحة الشخصية والزوجية.

والصفة الثانية السرعة (célérité) التي تعني الإسراع في دراسة الدعوى والحكم فيها، مع تجنب نقيضين: التسرع الذي يحول دون الدراسة الهادئة، والبطء الذي يحرم المتداعين من تقديم الأجوبة لقضاياهم في الوقت المناسب، وهم في حالة قلق مطالبين بحل سريع (خطاب القديس البابا بولس السادس لمحكمة الروتا الرومانية في 28 كانون الثاني 1978).

من أجل ضمانة الجو الضروري لبحث المسائل بحثا هادئا ومتنبها وكاملا ومستفيضا، ومن أجل تأمين الإمكانية الواقعية للمتداعين كي يتبسطوا في براهينهم وحججهم، فمن واجبهم إعتماد قواعد أصول المحاكمات التي تضمن لهم حقوقهم في كل مراحل التداعي. كما تضمن للقاضي الطريق الذي يؤدي به إلى الحقيقة الموضوعية، وبالتالي إلى خدمة العدالة. ولا يغفل عن باله أن الكل يدخل في إطار التدبير الخلاصي، لكون "خلاص النفوس هو الشريعة الأسمى" (المرجع نفسه).

ثانيا: الإنصاف (équité)

5 - لا يغيبن عن بال القاضي أن العدالة، التي يفصل بها القضية المتنازع بشأنها، تحتاج إلى روح الإنصاف الذي يلطف العدالة، إدراكا منه أن "أقصى العدالة أقصى الظلم". مع تمسكه بالشريعة، يأخذ القاضي بعين الإعتبار أوضاع الأشخاص والظروف الراهنة للقضية، وغاية الشريعة، وراعوية قوانين الكنيسة الهادفة إلى تعزيز الخير العام وخير النفوس. الإنصاف يصلح قسوة الشريعة وشكلياتها، ويلطف العدالة بالرحمة. "فالرحمة هي القبلة على جبين العدالة" (مز 85: 11)، والإنصاف صيغة رفيعة للعدالة، وتعبير ناطق عن المحبة والرحمة المسيحية.

نجد في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية قوانين ترسم وجوب تطبيق رسومها بالإنصاف، مثل القوانين 24، 929، 998 بند1، 1400، 1501. ومن المعلوم أن "الإنصاف القانوني الكنسي" موروث من الإجتهاد القضائي الروماني القديم وقد حدده "بالعدالة الملطفة بطيب الرحمة" (راجع خطاب القديس بولس السادس للروتا الرومانية في 8 شباط 1973).

أشار القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة "الرحمة الإلهية" (30 تشرين الثاني 1980) إلى كيفية سوء إستعمال مفهوم العدالة وتشويهها في الواقع، وخلص إلى القول: "إن العدالة وحدها لا تكفي، فيجب أن يفسح بالمجال لفضيلة أخرى هي المحبة الرحيمة لتكيف الحياة البشرية على إختلاف وجوهها" (الفقرة 12). وكتب: "الرحمة الصحيحة هي أعمق ينابيع العدالة" (الفقرة 14).

ثالثا: اكتساب اليقين الأدبي

6 - يوجب القانون 1291 على القاضي، لكي يتمكن من إصدار حكمه في القضية التي ينظر فيها، أن يتوافر عنده اليقين الأدبي بشأنها إنطلاقا من جميع أعمال الدعوى وبيناتها (البندان 1 و2). الأعمال هي الوسائل المكتوبة التي تبين واقعات الدعوى. إذا احتاج القاضي إلى مصادر أخرى تؤدي إلى اليقين، عليه أول الأمر إدخالها في أعمال الدعوى، عملا بالمبدأ الذي يقول إن "كل ما لا يوجد في الأعمال يعتبر غير موجود". والقانون 1278 "يمنع منعا باتا أن تبقى خارج أعمال الدعوى معلومات يتلقاها القاضي من المتداعين أو المحامين أو أشخاص آخرين". أما البينات فعلى القاضي أن يقيمها بحسب ضميره، مع التقيد بما يرسمه الشرع بشأن فعالية بعض البينات (البند 3).

إذا لم يتكون اليقين الأدبي لدى القاضي بعد كل الجهود، فعليه عندئذ أن يحكم بعدم ثبوت حق المدعي وبإطلاق سبيل المدعى عليه. أما في الدعاوى التي تتمتع بحماية القانون، فعلى القاضي أن يحكم دائما لصالحها (البند 4). وهكذا عند الريب يجب دائما الحكم بصحة الزواج حتى إثبات العكس (ق 779).

7 - اليقين الأدبي هو الذي يقصي أي شك ذي أساس أو معقول، ولكنه يفسح في المجال للامكانية المطلقة لتبيان العكس. ليس اليقين مجرد يقين ذهني (subjectif)، قائم على المشاعر الشخصية أو على نقص في الخبرة، بل هو درجة من التأكد تحمل العقل الراجح على العمل، من دون أي شك، على إقرار الإستنتاجات التي يبلغ إليها. اليقين الأدبي يختلف عن اليقين الحسي الخاص بشرائع الطبيعة، وعن الماورائيات (métaphysique) التي تتبع الخط المطلق للمنطق، وعن الأرجحية(probabilité)، ولو كبيرة، لكنها لا تصل إلى اليقين. إن صفة "أدبي" خاص باقتناع القاضي، كما هي الحال مع العديد من حالات أفعال البشر التي يجب على القاضي أن يعلن قراره بشأنها (راجع Pio Vito Pinto, Commento al Codice canonico, p. 916; John Bruke, A Dictionary of Canon Law, p. 319-320). يعلم المكرم البابا بيوس الثاني عشر أن بين طرفي اليقين المطلق والشبه يقين أو الأرجحية يوجد اليقين الأدبي الذي يقصي كل شك ثابت أو منطقي، وفي الوقت عينه يترك قائمة الإمكانية المطلقة للعكس. هذا اليقين ضروري وكاف من أجل إصدار حكم، وسير خدمة العدالة المنظمة من دون إبطاء غير مجد، ومن دون تحميل المحكمة والمتداعين أثقالا مفرطة. في بعض الأحيان، لا ينتج اليقين الأدبي إلا من كمية علامات وبينات، إذا أخذت منفردة لا تشكل يقينا حقيقيا، بل فقط عندما تؤخذ مجتمعة ولا تترك أي شك لدى إنسان ذي عقل سليم.

وعليه، لا يمكن العبور بأي حال من مجرد مجموعة إحتمالات إلى اليقين، لأنه يكون عبورا من جنس إلى جنس مختلف جوهريا، ولكن بالنسبة إلى العلامات والبينات التي تتواجد مع بعضها البعض، يمكن أن يكون لها أساس واحد ومصدر مشترك هو الحقيقة الموضوعية والواقع. في هذه الحال، يتوافر اليقين من تطبيق سليم لمبدأ البرهان الكافي. يحق للقاضي أن يعلن في حكمه كل هذه الأمور التي تختص بالعلامات والبينات (راجع خطاب المكرم البابا بيوس الثاني عشر إلى الروتا الرومانية في أول تشرين الأول 1942).

الخاتمة

8 - إن السعي إلى اكتساب اليقين الأدبي من كل أعمال الدعوى وبيناتها مطلوب ليس فقط من القاضي المقرر الذي يكتب الحكم، بل أيضا من القاضيين الآخرين اللذين يشكل معهما الهيئة الحاكمة بموجب القانون 1292 الخاص بكيفية إجراء المذاكرة. وبما أنه لا توجد حالة مثل الثانية، يجب على كل قاض أن ينظم في رأيه "قسم القانون" بما فيه من تعليم واجتهاد قضائي، لأنه يسلط الضوء على الحالة المطروحة للنظر فيها.

وفي ضوء كل ما رأينا يجب على القاضي أن يتصف بالمعرفة والمنطق والحكم السليم، وأن يطالع باستمرار اجتهادات محكمة الروتا الرومانية، والمحاكم المدنية، وأن يتملك من قواعد أصول المحاكمات.

كل هذا الذي قلناه عن القاضي ومسؤولياته يصلح للمحامين، لأن ما يعنيهم في الدعوى التي يتولونها إنما هو مساعدة القاضي على اكتشاف الحقيقة التي يدافعون عنها، وعلى قول العدالة التي يريدونها، وتوافر اليقين الأدبي لدى القاضي لصالح قضيتهم".

 

السنيورة: يد خفية كانت تشرف على نترات المرفأ وحزب الله لا يريد حكومة للاستمرار بالإمساك بالورقة اللبنانية في مفاوضات ايران واميركا

وطنية - الخميس 31 كانون الأول 2020

أكد الرئيس فؤاد السنيورة في حديث الى تلفزيون "الشرق"، أنه "ليس من الطبيعي ان يحصل تفجير بهذه الضخامة في مرفأ بيروت بالصدفة"، وقال: "لذلك طالبنا منذ البداية بلجنة تحقيق دولية، إلا أن تصوير ما حصل وكأنه فقط اهمال من بعض الموظفين، يؤدي إلى حرف الانتباه عن حقيقة ما جرى وخطورته".

ورأى ردا على سؤال، أن "الرئيس حسان دياب الذي اعتبر في تصريح ان الانفجار مدبر، قد وصل الى هذه القناعة ربما متأخرا".

وقال: "صحيح كان هناك إهمال على هذا الصعيد، ويجب محاسبة كل من أهمل وقصر، لكن في ما خص التحقيق يجب العودة إلى أساس هذه القضية الخطيرة: لماذا جرى، ومن كان وراء شحن هذه الكميات؟ ولماذا أنزلت في مرفأ بيروت؟ ولماذا جرى إخفاء أمرها؟ ومن هو وراء هذه العملية؟ ومن وحرص على أن تبقى تلك الكميات طوال هذه الفترة في عنبر في مرفأ بيروت؟ ولماذا كان يصار الى سحب كميات من هذه المواد، ولا سيما أنه كما تبين أن الانفجار نتج عن انفجار جزء من تلك الكميات أي حوالي 500 طن، وليس كامل الكميات البالغة 2755 طنا. بمعنى آخر أنه كان وعلى مدى تلك السنوات يجري سحب قسم من تلك الكميات القابلة للتفجير. هذا الامر هو الذي تحدث عنه دولة الرئيس دياب مؤخرا، وهو يشير إلى أن التفجير كان نتيجة أمر مدبر. كيف حصل ذلك كله ولماذا؟ هذا هو الدور الحقيقي للتحقيق".

أضاف: "أعتقد أنه علينا النظر إلى الأمر بموضوعية وتبصر let's give the Prime Minister the benefit of the doubt، لقد قالوا له ان هذه المواد هي نترات الامونيوم. ربما لا يدري رئيس الحكومة، ومن الطبيعي ألا يعلم ما تعنيه هذه المواد من خطورة، وماذا يعني وجودها في حرم مرفأ بيروت وعلى مقربة من المناطق السكنية، إنما كان بإمكانه أن يستعلم عنها، وهنا توجه إليه الملامة. صحيح أنه كان لا يدري معنى ذلك لكن كان يمكنه أن يسأل، أو الحصول على المعلومات الضرورية بكبسة زر عبر الإنترنت. ولكان تبين حقيقة المخاطر التي قد تترتب على وجود هذه الكميات في المرفأ، خصوصا أن هذه المواد يمنع إدخال أي كمية منها إلى لبنان دون إذن مسبق من الحكومة اللبنانية".

وتابع "إن اللوم يوجه بشكل أكبر إلى فخامة الرئيس لأنه ليس شخصا عاديا بل هو ضابط كبير والقائد الأسبق للجيش اللبناني وبالتالي هو الاعلم مباشرة بخطورة هذه المواد، خصوصا أنه صرح بنفسه عن علمه بوجود هذه المواد قبل اسبوعين من التفجير وبوجود كميات من نترات الامونيوم بهذه الضخامة. كان عليه، بحسه وبخلفيته العسكرية الإيعاز فورا إلى جميع المسؤولين إيجاد حل فوري لهذه المشكلة. وأنا سبق وذكرت أن الفترة التي أتيحت للرئيس كانت كافية لتفكيك قنبلة نووية وليس فقط كميات من نترات الامونيوم، وبالتالي أقول بوجوب توجيه انتباه التحقيق نحو كل هذه الأمور، فلا خيمة أو تغطية على رأس أحد تمنع كشف ملابسات هذا التفجير التاريخي الذي أدى الى خسائر بشرية وتدمير جزء كبير من مدينة بيروت".

وردا على سؤال عن قول الرئيس دياب بأنه حضر عشرين اجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع ولم يرفع أحد يده ليقول أن مستودعا بداخله نترات الأمونيوم بكمية كبيرة، قال الرئيس السنيورة: "هذا يشير الى أن هذه المسألة الخطيرة لم يجر طرحها في أي من اجتماعات مجلس الدفاع الأعلى، وأن المجتمعين لم يتطرقوا لهذا الامر الخطير. وأقول إنه فعليا وعلى مدى السنوات التي مرت على وجود تلك الكميات الخطيرة في مرفأ بيروت، يبدو أن هناك يدا خفية كانت تتولى الإشراف على استمرار الوضع على حاله، وتحرص على أن يستمر جميع الأشخاص المعنيين والموجودين في المرفأ سواء في ما خص الإدارة أو الجمارك أو القوى العسكرية والامنية أو القضائية، وهم المعنيون مباشرة بالمرفأ، فكانت تتم في ما بينهم مراسلات وإحالات على مدى عدة سنوات بشكل يبدو وكأن كل طرف يؤدي واجبه من خلال رمي هذه المشكلة، أو ما يسمى كرة النار، على الآخرين. ولكن في المحصلة، للاسف لم يحصل بنتيجة ذلك أي شيء في هذا الخصوص، وبقيت الكميات تتناقص بعد السحب منها، واستمر الخطر الجاثم فوق مدينة بيروت وأهلها وعلى لبنان ككل". أضاف: "هذه اليد الخفية يجب ان يصار الى اماطة اللثام عنها لأنها هي التي كانت وعلى ما يبدو تتولى الاشراف على هذه العملية دون أن تصل الأمور في النهاية إلى اي نتيجة".

وعن الوضع الاقتصادي، قال الرئيس السنيورة: "لقد أخذ سلاح حزب الله أبعادا داخلية وتصاعد دوره عمليا وتدريجيا وتوسعت قبضة هذا الحزب على الدولة اللبنانية، التي أصبحت مأسورة له وللأحزاب الموالية له. وقد نتج عن ذلك انهيار كبير في ثقة اللبنانيين بالدولة بسبب هذا الاستيلاء الكامل عليها واستلاب سلطتها على كافة أراضيها ومرافقها. كذلك فإن الحزب، ومن خلال تدخله في المنطقة العربية وفي كل من سوريا والعراق والبحرين والكويت واليمن، أصبح يؤثر على سياسات وعلاقات لبنان الخارجية، ولم يعد سلاحه من أجل محاربة إسرائيل، إذ أصبح يتدخل في جميع الامور الاقليمية ويؤثر على علاقات لبنان الخارجية في العالم العربي، وأيضا مع الدول الصديقة في العالم. وهذا الدور الخطير للحزب كانت له جملة من الآثار الخطيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وكان من نتيجة ذلك زيادة كبيرة في حجم العجز في الموازنة والخزينة، وأيضا في التأثير السلبي على معدلات النمو الاقتصادي".

أضاف: "لقد تفاقم الوضع بسبب الادارة السيئة التي عانى منها لبنان خلال السنوات الماضية، يضاف إليها جائحة كورونا وتفجير مرفأ بيروت. وكل هذه الامور مجتمعة أوصلتنا إلى مار أصبحنا عليه الآن من انهيارات ومخاطر شديدة. المطلوب أن يدرك جميع المسؤولين عظم هذه المشكلات والمصاعب والمخاطر، والمسارعة بداية لإخراج تأليف الحكومة من المآزق التي تعانيها. المؤسف أن حزب الله فعليا يتلطى الآن وراء فخامة الرئيس الذي يصعب المهمة على الرئيس المكلف، ذلك أن حزب الله لا يريد تأليف الحكومة في الوقت الحاضر بهدف الاحتفاظ بورقة لبنان لتمكين الجمهورية الاسلامية الإيرانية من تحسين شروط مفاوضاتها المقبلة مع الولايات المتحدة الأميركية".

وعن اتهامه وتيار "المستقبل" إما بالشراكة أو بالتقصير او بالفشل، في الوصول الى ما وصل اليه لبنان، قال الرئيس السنيورة: "إن ما حصل على مدى الفترة الماضية لم يكن خطأ ارتكبه طرف واحد، فهذه الأخطاء اشترك في ارتكابها الكثيرون، وكانت نتيجة اجتهاد تسبب به تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية لمدة سنتين ونصف، وأصبحت سدة رئاسة الجمهورية في لبنان خالية. لذلك، كان الاجتهاد بأنه للخروج من حال الانسداد التي أصبح عليها لبنان ربما تكون الوسيلة الافضل بانتخاب الرئيس عون للخروج من ذلك المأزق، على أن يتصرف عند انتخابه كرئيس للجمهورية وليس لحزب التيار الوطني الحر. والحقيقة ان ذلك الاجتهاد كما بينت الايام لم يكن في مكانه".

أضاف: "خلال الفترة الماضية، ومنذ أن جرى انتخاب الرئيس عون، كان هناك تعاون بين أولئك الفرقاء المعنيين مع التيار الوطني الحر وحزب الله وغيرهم. ولكن المسؤولية لا يمكن تعميمها هكذا ببساطة وعلى الجميع بالتساوي. إذ لا يمكن ان تقود الناس جميعهم بعصا واحدة، هناك أطراف يقع عليها اللوم بنسبة 10% وغيرهم 50% وآخرون 90%. صحيح أنهم جميعهم قد شاركوا، ولكنهم لا يتحملون المسؤولية بذات المقدار".

وتابع: "إن الحل يكمن في تأليف حكومة إنقاذ تأخذ على عاتقها السير في تنفيذ برامج الإصلاح الحقيقي في السياسات والممارسات وفي القطاعات المختلفة، وأن تكون الحكومة من مستقلين وغير الحزبيين، وألا يكون أعضاؤها مستفزين لتلك الأحزاب. لكن المشكلة الآن أن هناك العديد من الفرقاء ولكل أهدافه ونواياه. وعلى ما يبدو لكل منهم لديه مصلحة، بأن يحاول أخذ الامور الى الجهة التي يريد. والجميع للأسف، يحاول ان يمارس التعمية على المشكلات الاساسية التي يعاني منها لبنان. وفي المحصلة، تستمر حالات الإنكار والتعمية على المشكلات الأساسية ويتعذر بالتالي تأليف الحكومة العتيدة، في الوقت الذي تتسارع فيه الانهيارات الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية في لبنان".

وقال: "لبنان يعاني من مشكلة وجود وسيطرة وإطباق للسلاح غير الشرعي على الدولة، ومن انهيار للثقة لدى اللبنانيين بالدولة لأنها أصبحت مخطوفة من الاحزاب الطائفية والمذهبية وعلى رأسهم وفي مقدمهم حزب الله. كذلك، يعاني لبنان من الاستعصاء الذي يمارسه رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل. وبالتالي، الجميع وفي مقدمهم رئيس الجمهورية، لا يدركون ولا يتجاوبون حتى الآن مع ما يريده اللبنانيون، وذلك حتى قبل ان نأتي للحديث عما يسمى المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس ماكرون لمساعدة لبنان".

أضاف: "اللبنانيون يريدون ادارة جديدة ورشيدة ومعالجات للمشكلات السياسية والاقتصادية والمعيشية والإدارية المتفاقمة، بحيث يصار الى إجراء المعالجات الصحيحة يتم بموجبها البدء بتأليف حكومة من غير الحزبيين أي من أشخاص مستقلين اختصاصيين يستطيعون بتعاونهم وعملهم البدء باستعادة تدريجية للثقة المنهارة بالدولة، والعمل على احداث تغيير في المنظومة السياسية وفي طريقة تعاملها مع الدولة والمواطنين، على أساس أن الدولة لا يجوز أن تستمر مزرعة يتقاسمها ويتحاصهها السياسيون في ما بينهم. حكومة جديدة تستطيع أن تعتمد السياسات والإجراءات الإصلاحية في شتى المجالات من أجل استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي بالدولة اللبنانية والاقتصاد اللبناني، وبذلك يمكن للبنان أن يحصل على الدعم والمساعدة من أشقائه وأصدقائه، وكذلك من أبنائه. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن عبرها إخراج لبنان من مآزقه المتفاقمة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 31  كانون الأول/2020/01 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 31 كانون الأول/2020

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/94437/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-931/

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 31/2020

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/94434/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-31-2020/

 

المخرج يوسف ي. الخوري: اإلى المزبلة بمثل هؤلاء الجُهّال/أين وطني وعلى أرضه الليلة أناسٌ سيحتفلون ويسكرون، وحجّتهم أنّهم يواجهون بما يعتقدونه “ثقافة حياة”، بينما هو ليس سوى الموت الآتي عليهم وعلى الوطن! فإلى المزبلة بمثل هؤلاء الجهّال.. ولو كانت يداي فاعلة في الثورة النائمة، لكان أمري الليلة للثوّار: "سكّروا الطرقات بالدواليب المشتعلة واقطعوا دابر الجهل لدى هؤلاء الجهّال."

 31 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94441/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b2%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d9%85%d8%ab%d9%84/

 

رَجلُ العام وبطريركُ الحِياد/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/31 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94439/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%aa%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%8e%d8%ac/

 

 

 

 

توم حرب للنهار: أن “العام 2020 هو عام العقوبات الأميركية على المسؤولين اللبنانيين المتعاونين مع حزب الله/فرج عبجي/النهار/31 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94465/%d8%aa%d9%88%d9%85-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-2020-%d9%87%d9%88-%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8/

 

جمهورية الطائف او الفصل الاخير في تفكيك اوصال الجمهورية المتداعية

شارل الياس شرتوني/01 كانون الثاني/2021

مونتسكيو: "ليس من استبداد اعتى من الذي يستظل القوانين والوان العدالة"

http://eliasbejjaninews.com/archives/94467/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d8%a7%d9%88-%d8%a7%d9%84/